-تاكموست- (العقدة) او مجتمع -تاكموسين-

عذري مازغ
odrimazigh@yahoo.es

2020 / 4 / 25

"تاكموست" في الأمازيغية هي العقدة، لكن ليس العقدة في التحليل النفسي وإن كان الأمر هنا سيصل حتى الجانب النفسي، في منحى خاص "اكمسخت ذيك"، تعني بالعربية : "هي فيك" سأثأر منك، بمعنى عقدت الثأر فيك لأحمله حتى لا أنساه، والعقدة في مفهومها المادي هي طي حوائج، زاد، أي شيء في غطاء ثوبي قصد حمله أيام لم تكن فيه الأكياس ولا الحقائب، لكن بفعل دلالته هذه اتخذ صفات اجتماعية ونفسية.
لايتكماس (هنا يمكن استعمال حرف الشين بدل الكاف فأمازيغيا هو حرف بين الكاف والشين وليس الكاف ناصعا او الشين ناصعة) تعني يعقد زاده، يجمعه ويطويه في غطاء لحمله، او أيضا ، في الجانب الاجتماعي النفسي يعقد احقاده ويحملها في نفسه.
"لايتكماس إبطان" تعني يطوي ملابسه ويعقدها في حمل
"لايتكماس شا" بالشك حول سلوك معين، تعني ينصب شيئا ما، تعني الغدر، الفخ، أي شيء للثأر أو حتى في المشاريع الإقتصادية، تعني يبرمج شيئا ما.
"إكمس اوذم نس": تعني حجب عنا وجهه
الجمال مفتن وهذا شيء غريزي في البشر، المرأة تثيرها العضلات القوية وتفتتن بها، الرجل تثيره الليونة ويفتتن بها، إلى هذا الحد المسألة طبيعية جدا وموجودة حتى في الحيوانات الأخرى، لكن ماذا يعني الحجاب؟
موضوعيا، نسبة إلى ثقافة معينة، يعني غطاء الافتتان، في الحالة هذه، الرجل في المجتمعات الإسلامية لا حرج عليه في أن يظهر افتتانه: اللحية لإظهار خشونته، العضلات لإظهار قوته، لا عيب في المسألة مادمنا ننتمي إلى جنس الحيوان، حتى الغدد الجنسية تفرز هرمونات لذلك بشكل طبيعي غاية في الأهمية، لكن لماذا يقع الحرج حول المرأة؟؟
يمكن فهم الأمور بدون تعقيد، فالثقافة هنا نسبة إلى عقلانية معينة، نسبة إلى درجة تعقل الإنسان وتحضره تميل إلى التهذيب والخروج عن غريزة الحيوان التي لا يضبطها عقل (يمكن إدراج تهذيب الدين للبشر وهي على كل حال تبقى غريزية حيوانية أكثر، يفيد الأمر شيئا ما: على النساء إخفاء مفاتنهن حتى لا تقع حروب بين الذكور) لا يجب أن نقود حروبا ذكورية افتتانا بالأنثى كما تعمل الحيوانات، هذه هي العلة : لا يجب على ذكور البشر أن يتقاتلوا على الإناث كما الأتياس، لأجل هذا اختارت الإنسانية، في الحالات العامة غير الدينية قاعدة التوافق والتراضي بين الذكور والإناث وأبدع الإنسان مؤسسة الزواج (صحيح، في ظروف تاريخية معقدة لها ارتباط بانساق اجتماعية اقتصادية معينة تأسست مؤسسة الجماع، مؤسسة الزواج كما ترضي لغتنا المهذبة) لكن هناك مفارقة بين مفهوم الافتتان في الدين وبين مفهومه في الطبيعة العقلانية للناس في تهذيبهم الثقافي غير الديني، في الإسلام حصل تحديد المتهم وكان هو المرأة، يجب أن تكمس مفاتنها(من تاكموست الواردة اعلاه بالأمازيغية)، يجب أن تعقد رأسها وملامحها الأنوثية،، ببساطة يجب ان تكون رجلا أو في أحسن الحالات، أن تكون كائنا ممسوخا بدون هويتها الأنوثية، يجب ان تكون "تاكموست"، عقدة تحتوي شيئا ما، ومع ذلك هناك مفارقة: الأجساد أيضا تقاوم الحجر الافتتاني : من النساء من يحمل "نصا" بحجم بارابول على الرغم من حجابها، أي ان الإفتتان هو قاعدة أساسية في الكينونة.
في الإنسانية الحقة، ليس هناك متهم، فطبيعة الذكور وطبيعة الإناث هي مفصل غريزي طبيعي لا يمكن ان تقتله ثقافة معينة.
فالمراة هي امراة حتى وإن وضعتها في كيس
من هنا فالتبريرات المحتملة غير مجدية خصوصا وأن العقل يكتشف الخلفيات سواء كانت من الله أو كانت من ممثلي الله في الأرض، الزواج ظاهرة غيرية "من الغيرة) حتى عند الشعوب التي رمت بالدين وأبقت على مؤسسة الزواج مع ان الأمر له ظروف غريزية حميمية اخرى تفهم حتى عند مجتمع الأسود (الأسود تقتل صغار الإناث من نسل أسد سابق حين تهيمن على القطيع) وهذه الثقافة الوحشية سائدة في المجتمعات الدينية بينما في المجتمعات المتحررة تتبنى اللقيط نتيجة علاقة خارج مؤسسة الزوجية.
المجتمعات المتدينة هي مجتمعات لا إنسانية بدليل انها تحتقر كائن بشري يسمونه اللقيط
في المجتمع الامازيغي، برغم 10 إلى 12 قرنا من وجود الإسلام به، لم نحتقر "اللقيط"، في أحسن الحالات ننسب اسمه إلى أمه ولم يكن اجتماعيا شخصا محقورا.
حجاب المرأة هو تكميس هويتها (من تاكموست). تعني وضعها في عقد مثلها مثل الزاد والملابس وأشياء اخرى.
"أغطي جمالي ومفاتني لزوجي" مسلمة محجبة، تعني انك مملوكة له وفقط، جملة تنم على انها هي الجميلة في العالم، والحال أن رائحة الأنوثة في الجنس لا ملامح لها لأنها تتحكم فيها غريزة اخرى، هي غريزة التناسل



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة