الزواج قديما في بلاد الرافدين

ربيع عيسى الربيعي
rsa_iq@hotmail.com

2020 / 6 / 5

لم تختلف شروط ومراسيم الزواج الآن عن السابق سوى في بعض التفاصيل، كما ان هناك كان جملة من القوانين التي وضعها حمورابي يحدد فيها حقوق الزوجين كما هو منصوص في شريعته بالمواد 159 ، 160, 161 و 164 .

أهم تلك القوانين هو توثيق الزواج بعقد رسمي، يدون فيه هدايا الخطوبة والمهر .
وإذا تراجع ذوي العروس من تزويج إبنتهم لعريسها فيتوجب عليهم إرجاع قيمة الهدايا والمصاريف التي قدمها العريس مع دفع غرامة كنوع من التعويض المعنوي.

مهر العروس يسلم الى ولي أمرها ويقوم هو بتسليمه الى العروس يوم زفافها، حيث يربط كيس صغير بثوبها فيه المهر الذي قدمه العريس.

فالمرأة في بلاد الرافدين تحظى بمكانة عظيمة... كيف لا وهي من الأرض التي أسست المجتمع الأمومي وحتى بعد الإنقلاب الذكوري وسيطرته على المجتمع بقت المرأة محافظة على ثقلها ودورهم البارز بالمجتمع.

لذا لم تكن المرأة سلعة لتباع وتشترى ويتربح منها ولي أمرها، فالمهر كان أشبه بالضمان للعروس، حيث يؤخذ من العريس اثناء الخطوبة لإلزامه بإتمام الزواج وليس للهو والعبث وقضاء الوقت .

هدايا الخطوبة كانت تسمى بيبلوم Biblum لدى البابليين
و زُبالو Zuballu لدى الآشوريين، والهدايا كانت غالبا عبارة عن ولائم وحلويات واحتياجات حفلة الخطوبة والزفاف.

أما المهر فكان يسمى باللغة الأكدية ترخاتم Terhatum, وكان عبارة عن حلي ونقود ومستحضرات تجميل للعروس وأحيانا يتضمن حيوانات واطعمة وحتى عقارات حسب الوضع المادي للعريس.

طبعا المهر كان يعاد للزوج في حال طلبت الزوجة الطلاق، أما اذا كان الزوج هو من طلب الطلاق فيتوجب عليه ان يتنازل عن المهر الذي قدمه.

كما كانت العروس تحصل على هدايا من أهلها وتسمى شيركتم Šeriktum وهي أشبه بما يسمى (جهاز العروس) في وقتنا الحاضر, لترسل من بيت أهلها مرفوعة الراس معززة مكرمة الى بيت عريسها وكان الجهاز عبارة عن نسبة من أملاك والدها ( جزء من حصتها من الميراث) كالصوف وحبوب القمح والشعير والبقوليات والاثاث والأدوات المنزلية كالمغزل والمطحنة والاواني وبعض الالبسة وأحيانا تتضمن حيوانات وعقارات وهذه الهدايا تثبت بعقد رسمي كي تستعيد هدايا اهلها في حال طلقت لأي سبب من الأسباب .

وهناك نوع آخر من الهدايا يقدمها الزوج بعد الزواج وتسمى
هدايا النودوم Nudunnum وهي عبارة عن هبات ولها نصوص قانونية تحكمها كما في المواد 171 ،172 ،173 و 174 من شريعة حمورابي وعاظة تكون هذه الهبات ذات قيمة مادية كالذهب والفضة والنقود والعقارات والمزارع والحيوانات، لذا كانت تثبت الهبات بعقود كي لا يطالب بها الزوج في حال الكلاق او ورثته في حال وفاته.
وفي خال وفاة الزوحة تنتقل الهدايا والهبات التي تحصلت عليها من اهلها وزوجها الى ابنائها واذا لم يكن لديها ابناهء فتعود اهلها.

يتبين مما تقدم ان وضع الزوجة وضمان حقوقها كانت افضل مما هو عليه حاليا خصوصا اذا ما قارناه بالزواج العرفي والمسيار والمتعة وحتى الزواج الدائم .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة