أنا ...دعاء

ليلي عادل
lsarsam@yahoo.com

2007 / 5 / 2

ليلتين لم يغمض لي جفن .. كلما حاولت ان استسلم لنعاسي ارى طيف فتاة تقف امام عيني ..بجمجمة مهشمة و جسد عاري و دماء تسيل ..تغطي وجهها الطفولي ..تنظر الي بأستصغار ...تسألني ..انتم يا من تطالبون بحقوق المرأة و التحرر و المساواة ..انتم يا من تطالبون بحقوق الأنسان و من اهمها ..اختيار طريقه و طريقته في الحياة ..لم تمنع كلماتكم الوحوش البشريه من سلبي كل حقوقي امام انظار الجميع ..اهم تلك الحقوق حقي في حياة اختارها ..و حقي في الموت بكرامة ..دنسوا حياتي و عملوا من موتي مهرجان دموي ..أحتفال بالقتل الوحشي ...و انتم تحلمون على صفحات الأنترت بحقوق و قوانين ..خارج الواقع و ستبقى كذلك ..فأنا من كشفت حقيقة الأنسان و الى اي مستوى من الوحشية يمكنه الوصول ..انا فضحت الجنس البشري ..رجال و نساء ..و اثبتت انه من ابشع الكائنات و أكثرها حبا للدم وسحق الآخر ..و اكثرها هوسا بأحتفالات تقديم الذبيحة .. انا من حولت أحلامكم تلك الى كوابيس لا نهائيه....
تسألني ..ماذا ستقولين الآن في حوارك المتمدن ..ماذا ستكتبين ..و كيف تبررين ما حدث ..هل لديك من وصف يمكن ان يصور هذا الكم من الوحشية ..هل يمكن لكل الباحثين في علم النفس البشرية ان ينظّروا و يجدوا حلولا لتفسير فعل همجي كالذي واجهته ..و ما هو حكمهم في نظركم يا دعاة حقوق الأنسان و اصحاب حملات الغاء حكم الأعدام...
أجفل من كابوس الصحوة و أقرر ..لن اكتب بعد الآن ..كم نحن بطرانين ..نجلس في بيوتنا ..نعيش حياة اخترناها على الأقل داخل حدود تلك البيوت ..نمارس حقوقنا او نسعى اليها ..ربما يهددنا الموت و نحاول المراوغة ..لكن ما الذي أدى بدعاء الى هذا المصير ..صغر سنها ..اندفاعها ..قلة دهاء في مراوغة الخطر ..ام هو حدث كان لابد من حدوثه لنصحوا من غفوتنا و ندرك انه ..رغم قرون من الحداثة و التطور و التقدم العلمي و وصول التاريخ الى 2007 ما زال هنا ك بشر لن اصفهم بالحيوانات فهي اشرف و انبل منهم بكثير ..بل هم بشر توقف لديهم الزمن عند عصور التوحش و الصراع بأي شكل من اجل البقاء و ما قبل اكتشاف الأنسان لعقلة و استخدام عواطفة و اعمال فكره ..بشر يقتل و يستمتع بالقتل و يختار ان يقتل الأضعف اي فعله عار عن التحديات .. لن اناقش من هم تلك الجماعة فيكفي انهم كانوا من الجنس البشري ... و ان ايّ منا يمكن ان يكون الضحية ...و يمكن ان يكون الوحش...




https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة