المرأة الفلسطينية عطاء بلا حدود والأكثر تضررا من الاقتتال الداخلي

صباح الشرقي

2007 / 5 / 27

المرأة الفلسطينية هي الزوجة و الأم التي أنجبت وربت وعلمت ودرست، هي الداعية والنا شطة والقائدة والمقاتلة والأسيرة والمناضلة والمحافظة، هي حامية الأسرة والتقاليد والتراث الإنساني، هي الشامخة بالصوت والصبر والصمود والقلم.

في خضم التطورات الميدانية الراهنة على الأرض الفلسطينية، تعقدت حياتها أكثر واضطربت، وجدت نفسها وسط عالم أسمط غريب، أجبرت على الوقوف فجأة حائرة أمام تناحر الأخوة والأخطار التي باتت تهدد أمنها وراحتها ومستقبل أجيالها، مذهولة أمام غطرسة المحتل وظلمه، تغير كل شيء في لحظة !!! وما صنعته بها السنين التي حملت في مسيرتها تاريخ مثقل بالآلام والجراح، أهلكت نيرانها الأزواج والأبناء، الجيران، الأهل والأحباء، هدت كيانها وهدرت إنجازاتها التاريخية ومواقفها الأسطورية الذي سطرها لها التاريخ على صفحات من ذهب،.

الأحداث الدموية الأخيرة ضيقت محيطها بمعنى أعم وأشمل خصوصا حين تفرقت القلوب الذي كان يربطها هدف إنساني اخوي كريم، يستتب في ظله الحب ويستقر السلام والمودة، ويقوم على التعاون بين الناس أفراد وجماعات في كل جزء من ربوع الوطن، بالوحدة والصمود والعزيمة والكبرياء هزموا المحتل وبغية.

اليوم خرجت عن طوعها وصمتها معلنة بما لديها من قوة وإصرار تمردها على الوضع.

إليكم يا أصحاب القرار، إليك أيها الشعب الأبي رسالتي وهي كالتالي:

• كفى... يجب تعزيز الوحدة الوطنية والكف عن لغة الاقتتال وهدر الدماء

• كفى... يجب تجاوز الخلافات العالقة

• كفي... يجب ضمان ورعاية الأفراد والحقوق والمتطلبات العامة والاجتماعية والإنسانية

• كفى... يجب مواجهة الخطر الأكبر هو الاحتلال من اجل الاستقلال

• كفى... مهزلة يدفع ثمنها أرواح وأبناء وأحباء

• كفى... يا أصحاب القرار تحملوا المسؤولية والواجب الوطني بحذافيره في هذا الظرف الحاسم الحساس

• كفى ...غلبوا المصالح الوطنية عن المصالح الشخصية والدنيوية والفئوية

• كفى... اجعلوا الإيمان بمبادئه الصحيحة وسيلتكم للكف من الأذى، ومقاومة السيئة بالحسنى ومحاربة الطمع بالرضا، والحقد والظلم والانتقام والكراهية
بالحب الذي يملأ شعاب النفوس ويدفع بأصحابها إلى الصيام والصلاة والتقرب إلى الخالق ومراعاة مصالح العباد وعمل الخير طلبا المغفرة مما اقترفت أيديهم ولمن
أساء وبغى وظلم.

كفى... الفساد يفسد على نفسه كما يفسد على غيره

• كفى... مصالح الوطن والعباد ترفض الأعوان والأذناب الذي يخدمون مصالحهم ومناصبهم الموقوفة على مشيئة منافعهم والخشية على مراكزهم

• كفى... الخطر القادم افدح من المصلحة الفردية بكثير

• كفى... جهلا وتناحرا بالأرواح والدماء الطاهرة

• كفى... اقفزوا عن المأزق الخانق الذي انحصرتم فيه

• كفى... بلغ السخط ذروته في القلوب، والحيرة في العقول والصدمات في النفوس والمرض في الأبدان مما نعيش ونشاهد في هذا الوقت المشئوم الذي تتعاقب
عليه الكوارث وسفك الدماء واضطراب حبل الأمور

• كفى... قدمنا الغالي والنفيس قربانا من اجل حماية الأرواح... ولازالت أمور البلاد تنحدر من هاوية إلى أخرى وتتلطخ سمعتها بوصمة إلى أخرى، بل
وصمات الفساد والاقتتال والتفرقة الداخلية جعلت من دولة فلسطين مضغة في أفواه العلمين

• كفـــى..... كفـــى ..... كفــــى....


فل نطهر نفوسنا جميعا من الدنيا والضغائن والأحقاد، لنصل بين الأهل ما انقطع، ونتمسك بالعطف الوجداني والرحمة والحنان والصبر والحلم الذي ربطنا في الماضي ولا زال، بالتعاون وضبط الأعصاب والسيطرة على النفس وتوحيد الصفوف والكلمة على الحق و المساواة والعدل الذي يتكفل بتحقيق مصالحنا الوطنية المشتركة ...تلك هي الشجاعة التي لا يقوى عليها إلا صفوة ممتازة من البشر.

قال الله تعالى " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "

25/05/2007 صباح الشرقي



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة