القمع يتصاعد ضد النساء في إيران

2025 / 8 / 10

اعتقال 17 ناشطة وسجن 6 خلال شهر واحد

8 أغسطس 2025

أفادت منظمة "هنغاو"، المعنية بحقوق الإنسان، بأن النظام الإيراني اعتقل ما لا يقل عن 17 ناشطة، وحكم على 6 ناشطات بالسجن أكثر من سبع سنوات، وذلك في الفترة ما بين 30 يونيو (حزيران) و30 يوليو (تموز) الماضيين.

وأشارت المنظمة الحقوقية، في تقريرها، إلى أن الناشطات المعتقلات يشكلنّ أكثر من 11 في المائة من مجموع الأشخاص، الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الإيراني خلال شهر واحد.

والأسماء التي وردت في ذلك التقرير هي: نكين أمين‌ زاده، أرمغان أميني، ندا كاركر، مينا مشهدي مهدي، أفروز كيان ‌أرثي، راكوئل عطائيان، ملك فرج ‌بيكي، سارا كوھري، كزال صالحي، أعظم ناصري، روناك دشتي، مهسا شفيعي، رزيتا رجائي، كلارا رسولي، ليلى صارمي، فروغ خسروي، وليندسي فورمن.

وذكر تقرير "هنغاو" أن ما لا يقل عن ست من هؤلاء النساء المعتقلات من الناشطات الكرديات، واثنتان بهائيتان تعملان في مجال التعليم، كما أن اثنتين من المعتقلات تحملان جنسية غير إيرانية.

بحسب تقرير "هنغاو"، فقد حُكم على ما لا يقل عن ست ناشطات في مدن مختلفة من إيران بالسجن التعزيري بما مجموعُه سبع سنوات وشهران. وخمس من هؤلاء ناشطات يعملن بالتدريس، وحُكم على كل واحدة منهن بالسجن عشرة أشهر بسبب مشاركتهن في أنشطة نقابية.

الضغط على المعلمين والفنانين وعائلات السجناء السياسيين وضحايا الاحتجاجات
أورد التقرير أن ثمانية من المعتقلات أو المحكومات بالسجن هن معلمات. وأفاد "مجلس تنسيق الجمعيات النقابية للمعلمين في إيران"، في أول أغسطس (آب) الجاري، بأن فاطمة يزداني، وميترا نيك بور، وزهرا عزيزي، وليلى أفشار، وشهناز رضائي شريف ‌آبادي- وهن ناشطات نقابيات في محافظة كرمان- حُكم عليهن بالسجن ستة أشهر بتهمة "العضوية في جماعة معادية للنظام بهدف الإخلال بأمن البلاد"، وأربعة أشهر إضافية بتهمة "الدعاية ضد النظام".

كما اعتقلت سلطات النظام الإيراني كلاً من: راكوئل عطائيان، وهي بهائية ناشطة في مجال التعليم، في مدينة قائم ‌شهر؛ وفروغ خسروي، وهي معلمة ابتدائية، في مدينة بهبهان؛ وأعظم ناصري، وهي ناشطة ثقافية ومدافعة عن اللغة الأم، في مدينة شيروان، وذلك خلال الشهر الماضي.

وفي 30 يونيو الماضي، اعتُقلت نكين أمين‌ زاده، وهي مخرجة أفلام، في منزلها بمدينة شيراز، ونُقلت إلى مركز احتجاز "بلاك 100" في المدينة. كما اعتُقلت مينا مشهدي مهدي، وهي ممثلة ومونتيرة ومخرجة، في 22 يوليو الماضي أيضًا.

وقبل ذلك بيومين، تم اعتقال رزيتا رجائي، وهي كاتبة من مدينة رشت، بعد حضورها إلى النيابة العامة هناك، بتهم "نشر الأكاذيب"، و"الدعاية ضد النظام"، و"التجوال في الأماكن العامة دون حجاب"، و"إفشاء التحقيقات الأولية".

ويُذكر أن ثلاثًا من هؤلاء المعتقلات من أقارب السجناء السياسيين أو ضحايا الاحتجاجات الشعبية في 2022؛ فقد اعتُقلت ندا كاركر، زوجة شقيق عرفان خزائي، أحد قتلى احتجاجات 2022، مع زوجها في منزلهما، واعتُقلت مهسا شفيعي، شقيقة نيما شفيعي، أحد قتلى تلك الاحتجاجات، كما اعتُقلت ليلى صارمي، والدة فرزاد معظمي كودرزي، السجين السياسي المحتجز في سجن طهران الكبير.

وورد في جزء آخر من التقرير أنه تم تسجيل 14 حالة "قتل نساء" بين 30 يونيو و30 يوليو الماضيين، وأكد التقرير أن "الغالبية العظمى" من هذه الجرائم ارتكبها أشخاص مقربون من الضحايا، بمن فيهم أزواجهن.

وأضاف أن محافظات: هرمزغان وإيلام ولرستان سجلت كل منها حالتي قتل، بينما توزعت باقي الحالات على محافظات: خراسان الرضوية، وكرمان، وكرمانشاه، وكردستان، وفارس، وطهران، وأذربيجان الغربية.

وبالإضافة إلى ذلك، ووفق التقرير نفسه، فإنه تم إعدام ثلاث نساء في السجون الإيرانية خلال الفترة المذكورة، بتهم تتعلق بالمخدرات والقتل.

فيديو إيران.. إعلاميات يواجهن القمع • فرانس 24
https://www.youtube.com/watch?v=oomwwgKTtbw


"الصحافة على أكتاف النساء".. الصحافيات يهيمنّ على وسائل الإعلام الإيرانية

7 أغسطس 2025

نشرت صحيفة "شرق" تقريرًا بعنوان "الصحافة على أكتاف النساء" كتبته نيلافار حامدي، تحدثت فيه عن التحول التدريجي في أجواء غرف التحرير داخل الإعلام الإيراني. يُشير التقرير إلى أن عدد الصحافيات في بعض وسائل الإعلام الداخلية قد تجاوز أقرانهن من الرجال.

وقالت حامدي: "إذا كان معظم العاملين في الأخبار من الرجال سابقاً، اليوم أصبح حضور النساء في مواقع مثل مراسلات الأخبار ورؤوس المجموعات التحريرية أمراً شائعاً، بل ويمكن رؤية بعضهن خلف مكتب التحرير".

وأضاف التقرير: "في ظل بيئة إعلامية إيرانية مليئة بالتحديات اليومية مثل الضغوط الاقتصادية، اختزال عدد الصفحات، نقص الورق، وعدم استقرار الكوادر البشرية، فإن ثبات الصحافيات وحضورهن الفعّال ذو أهمية كبيرة".

وتشير التقديرات إلى أن فرص مشاركة الصحافيات في إنتاج الأخبار والتحليلات شهدت نمواً لافتاً، وحتى تفوّقاً على نظرائهن الرجال في بعض الحالات. وتلعب النساء دورًا محوريًا في إعداد تقارير اجتماعية، إدارة الصفحات الثقافية، وتنسيق الأعمال الإعلامية.

وأُعدّ التقرير بمناسبة يوم الصحافة في إيران والذي يُوافق 8 أغسطس (آب).

ويتعرض الصحافيون وخصوصاً المستقلين لضغوط متواصلة من النظام، بما في ذلك الرقابة، التهديد، الاستدعاءات، والاعتقالات، فضلاً عن التعرض للعقوبات المهنية. هذا القمع المؤسسي يحدّ كثيراً من حرية التعبير ويعوق ظهور إعلام مستقل وشفاف.

قال أكبر منتجبّي، رئيس تحرير جريدة "سازندكي" ورئيس جمعية الصحافيين في طهران، خلال اجتماع حول دور الصحافة أثناء الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل: "بعد الحرب، تم طرد 150 صحافيا من مراكز عملهم، ولم تتخذ الحكومة أي خطوة بهذا الشأن".

وفقا لصحيفة "شرق":

- موقع إكو إيران: 19 صحافية – 15 صحافيا

- جريدة اعتماد: 5 صحافيات – 4 صحافيين

- جريدة بیام ما: 7 صحافيات – 4 صحافيين

- جريدة دنیا اقتصاد: 54 صحافية – 33 صحافيا

- جريدة إيران: 43 صحافية – 11 صحافيا

- جريدة همن سبهر: 11 صحافية – 10 صحافيين

- جريدة شرق: 18 صحافية – 10 صحافيين

في المقابل، تفوق الصحافيون الذكور عدد الصحافيات في بعض المؤسسات مثل:

- جريدة همشهري: 32 رجلاً – 30 امرأة

- جريدة خراسان: 18 رجلاً – 9 نساء

- موقع خبر أونلاین: 13 رجلاً – 10 نساء

- جريدة هفت صبح: 11 رجلاً – امرأتان

- جريدة أرمَن أمروز: 8 صحافيين (لا تفاصيل عن الإناث

ورغم أن التمثيل النسائي البارز لا يعني الوصول إلى مواقع صنع القرار العليا، فإنهن يشكلن "العمود الفقري للتحرير، حيث يُمكن القول إن استمرار تدفق الإعلام قائم جزئياً على الصحافيات اللواتي يحافظن على الحياة الصحافية بأجور متواضعة".

الصحافية فاطمة علي أصغر، رئيسة تحرير "بیام ما"، علّقت بأن النسوة الصحافيات أظهرن قدرة تحمل عالية أمام الأزمة الاقتصادية، مضيفة: "المسافة بين التضخم والأجور أبعدت العديد من الرجال عن العمل في غرف التحرير. ولكن النساء، اللواتي تحملن صعوبات طوال حياتهن، أظهرن ثباتاً أثناء الأزمة".

وأشارت إلى أن النساء يخلصن للعمل؛ كتابة، تغطية، تفكير، وتحقيق الذات؛ بينما يجد الكثير من الصحافيين الرجال صعوبة في العمل في ظل هذه الظروف. رغم أن المالكين والمديرين في الإعلام هم في الغالب رجال، إلا أن الحماس والدافع لدى الصحافيات له دور أساسي في وجود الإعلام.


المصدر : ناهد علي

غلق