صك العبودية



نادية المفتى
2007 / 6 / 30

أصبحت الجنسية العربية بالنسبة لنا كشرقيين بمثابة صك العبودية بين دول العالم، ناهيك عن هويتنا الإسلامية، فإجتماع هاتين الصفتين فينا تعنى أن أى حق آدمى يتمتع به الآخرون فى دول أخرى كأمر بديهى لا يقبل النقاش، هو بالنسبة لنا هبة من آلهتنا، و ليس آلهة السماوات، بل آلهة الأرض، اليهود و الأمريكان و الوالى المستعمل من قبلهم ليحكمنا، بهذا الترتيب.
فكوننا عرب أو مسلمين أو الإثنين معا يتيح لمن يرغب ممن سبقوا تجريدنا من حريتنا عن طريق الإحتلال و الزعم بأنه "مكافحة للإرهاب"، و قتل أطفالنا بدعوى أنه "دفاع مشروع عن النفس"، ثم تجريد البعض منا من ملابسهم و تعريضهم لممارسات سادية تندرج تحت بند التعذيب و الممارسات الجنسية الشاذة فى آن واحد و التبجح اللامعقول بتسريب صور لتلك الممارسات حتى تنشرها صحفنا العميلة بدعوى حرية النشر، ثم عقد محاكمة صورية لمرتكبى تلك الجرائم و إنزال عقوبات وهمية بهم أجزم كل الجزم أنها لا تنفذ، بل و أن هؤلاء الساديين يعاملون معاملة الأبطال فى المكان الذى أتوا منه، سواء كان الجيش أوالمخابرات الأمريكية . و الهدف من كل ما سبق هو "إغراق" كل من يعيشون فى منطقتنا فى ماء "متلج" حتى يصبحون كقطيع الخراف بلا أدنى مقاومة و تصبح المنطقة بكل خيراتها نهبا للآلهة الجدد و نصبح نحن على الأمد البعيد، و بعد أن يستنفذوا كل الموارد على الأرض، طعاما لهم بدلا من قطعان الماشية، تماما مثل ماترويه قصة "آلة الزمن"
و أنا أعتقد، بل و أجزم أنه فى القريب العاجل سوف يطالب حكامنا، و ليس بالضرورة ذوى العيار الثقيل منهم، بل كل من يحسب عليهم مهما صغر شأنه، بحق الليلة الأولى "بريما نوتيه"، و هو حق الدخول بالعروس ليلة زفافها ثم ترك ما يتبقى للزوج، و قد إضطررت لإستعمال تعبير "ما يتبقى" رغما عنى، فالمرأة ارفع شأنا من أن تكون مجرد بكارة، و لكن فى هذا السياق لم أجد أفضل من هذا التعبير، و كان يطالب به حكام المقاطعات فى أوروبا فى العصور المظلمة، و التى لا أعتقد أن ظلمتها تضاهى ظلمة الأيام التى نعيش فيها كعرب الآن، و التى سوف يعقبها أيام أشد منها ظلاما تتراءى فى الأفق لكل صاحب نظر