برلمان وحكومة اقليم كردستان -- هل تحرر المراة الكردية من ظلم المتمع الذكورى ؟



عبدالله مشختى احمد
2007 / 7 / 5

امسى الدفاع عن المرأة الكردية من المواضيع الساخنة اليوم على الساحة الكردستانية فمن اجتماع رئيس حكومة اقليم كردستان مع الوزراء المعنيين والمنظمات الانسانية المعنية بالمرأة وحقوق الانسان ، وتأكيدات السيد رئيس اقليم كردستان اثناء جولته فى محافظة دهوك بهذا الشأن ، ومن ثم جلسة برلمان كردستان الاخيرة فى يوم الاربعاء المصادف 4/7/007 . انتعشت بعض الامال عند المعنيين بالدفاع عن حقوق المرأة والمتعاطفين مع مظالمهم .
سبق وان توالت الاخبار بكثرة فى الاونة الاخيرة عن حوادث انتحار النساء وبالاخص الفتياة بالحرق اى حرق انفسهن وتناقلت الكثير من وكالات الانباء هذه الانباء وباتت تنذر بخطر حقيقى على مستقبل المرأة الكردستانية التى كانت ولاتزال اسيرة عادات وتقاليد عشائرية بالية وقديمة قد طغى عليها الزمن واصبحت مقيدة بالقوانين العشاءرية التى امست لاتلائم الواقع الحالى الذى تعيشه كردستان حيث تخطوا الخطوات نحو الديمقراطية والحرية الانسانية وانشاء المجتمع المدنى العصرى لتواكب التقدم الذى يحصل فى العالم ولتشارك فى بناء الحضارة الانسانية الجديدة بكل مفرداتها .
لقد عانت المرأة الكردستانية الكثير خاصة بعد تحرر كردستان العراق من النظام الصدامى بعد عام 1992اى بعد الانتفاضة الكردستانية . لقد تعرضت العشرات بل يمكن ان نقول المئات من من النساء والبنات الى الى الابتزاز والقتل تحت مسميات الشرف والناموس وهتك اعراض العشيرة الفلانية او العائلة الفلانية او القرية الفلانية كون تلك المراة او الفتاة خرقت الاصول او امتنعت عن الامتثال لرغبات ذويهن بالاقتران بشخص معين ، كونها كانت تحرم عليها رغبتها فى الاختيار فى ايجاد شريك حياتها مما كانت تدفعها اما الى الانتحار او قتلها بيد ذويها وبصمت واخفاء جثتها لئلا يعلم احد بذلك كى تحفظ عرض العشيرة او العائلة ، او انها كانت تقتل وبكل برودة وافتخار لانها اقامت علاقة مع شاب احبته واختارته ليكون رفيق عمرها فى الحياة وكان هذا من الممنوعات والمحرمات على الفتاة الكردية وكانت تختفى بمجرد علم ذويها بهذه العلاقة او بمجرد الشك بها . وكانت كل الاجهزة القضائية والمحاكم الجناءية فى سبات ازاء هذه القضايا او لم تكن تعنيها فى شئ او انها كانت مغلوبة على امرها ازاء الواقع العشائرى المسيطر والسائد فى المجتمع ، او ان القانون لم يكن يسمح بتعقب مثل هذه القضايا لانه لم يكن هناك مدعى او طالب شكوى لها.
بعد كل هذه السنوات العجاف التى مرت على المرأة الكردستانية استيقض الضمير الانسانى وكثر المناصرين للحق والانسانية وامست بمثابة ظاهرة اثرت فى حركة المجتمع الكردستانى ، تحركت السلطة والبرلمان وتدارست القضية المطروحة ونأمل ان تؤدى هذه الدراسات والمناقشات الى اصدار قانون او اجراءات مشددة فى هذا المضمار لاحقاق الحق وكما اكده السيد رئيس اقليم كردستان بتقديم الفاعلين والمسببين لهذه الحوادث الى المحاكم لنيل جزائهم العادل لقبر هذه الظاهرة المشينة وقطع دابر الاجرام بحق المرأة الكردستانية ولجعلها تطمأن لحياة افضل تبعدها من الانتحار بحرق نفسها او القاء نفسها فى الانهار .
انه فى ظل العادات والتقاليد التى يعيشها المجتمع الكردستانى من عصبية وعشائرية ولاسباب نفسية عديدة انه لايمكن لاى شخص ان يقدم بدعوى فى هذه الحالات الى المحاكم على ذوى الفتياة او النساء لذا فمن الاجدر ان ان تقوم المنظمات النسوية والانسانية والمعنية بحقوق الانسان بهذا الدور اى ان تكون بمثابة الحامية للنساء والفتياة فى تحريك هذه القضايا امام المحاكم والدواءر المعنية بمتابعة هذه القضايا ، وهذا يتطلب تشريع او اصدار قانون من الحكومة الاقليمية بتفويض جهات معينة او تخويلها بتثبيت واقامة الدعاوى الخاصة للنيل من الجناة مهما يكن مراكزهم او نفوذهم داخل المجتمع .
لقد ان الاوان لرفع الحيف والظلم على نصف المجتمع الذى ندعى ليل نهار به كون المرأة نصف المجتمع ولن يكتمل هذا المجتمع الا بوجود النصفين ، لنر اليوم اليوم كم من البنات قد اصبحن عانسات بسبب التقيد بالاعراف والعادات والقيم العشائرية التى لا تصلح لهذا الزمن الذى نعيشه ، وحرمن من الحياة الحقيقية فى المشاركة الفاعلة فى المجتمع وبناء وتكوين عائلة وخلق النسل والاجيال ، هل يحق هذا ومن يتحمل المسؤولية عن كل هذه الحالات التى يمكن ان نصفا بالجرائم ، ان سلب الحياة من اى مخلوق هه الجريمة بعينها .
ولتعمل كل القوى بالتعاون من مع حكومة الاقليم والقضاء لبتر هذه العلة الفاسدة من مجتمعنا ، وعلى المنظمات النسائية ان تضاعف من دورها ونشاطها من اجل الوقوف بوجه هذا الطغيان الذى ساد مجتمعنا للسنوات 15 الماضية ولنقل جميعا كفى حرق النساء والفتياة النابضات بالحياة المفعمة بالحرية والعيش الكريم .
فهل يمكن ان تأمل نساء وفتياة كردستان بالامل لتقوم السلطات المعنية باحقاق حقوقهن وانقاذهن من بطش المجتمع الذكورى المهيمن عليهن .