النساء درجات في القهر و الظلم بالعالم والمرأة الأمازيغية بالمغرب في الدرجة السفلى



علي لهروشي
2007 / 7 / 25

النساء درجات في القهر و الظلم بالعالم والمرأة الأمازيغية بالمغرب في الدرجة السفلى !!
لقد شاء الرجل بجشعه الوحشي عبر العصور و التاريخ ، بعقليته المتخلفة ، التي لا تعرف الرحمة أن يركع المرأة ، ويجعلها تابعة ، وخاضعة ، ومنحنية له ، بمنطق القوي و الضعيف مند أن تم تسريب أسطورة وخرافة خروج الأنثى حواء من الجانب الأيمن للذكر أدم ، ومن تم استمد منطق القوي و الضعيفة ، من جذور الأسطورة والوجود ، ثم مجيء الديانات التي نبذتها بمبرر حفظ الشرف والكرامة والنسب ، وصيانة سمعة العائلة ، والقبيلة والعشيرة ، وكان الانتقام ، و أخد الثأر على وشك القضاء عليها دون التفكير في تلك العلاقة الجدلية الكامنة بين الأنثى واستمرار هذا الوجود ، لأنها من يتحمل ثقل ، وعبء الإنجاب والولادة من جهة ، ولأنها النصف المكمل للنصف الآخر الذي يسير عليه هذا الكون ، فرفضت خدمات الأنثى الحائض لدا اليهود الذين ينظرون إليها على أنها في تلك اللحظات خطيرة على عيشهم وحياتهم ، فكان أن تعرضت للاحتقار و العزلة ، ثم حكمت عليها المسيحية بإخفاء جسدها بكل أنواع الأثواب حتى لا تحرج أهلها ، فظلت حدود حركتها ما بين البيت و المعبد من الكنيسة إلى الكنيس ، فحلت العادة والتقاليد و الخرافات ، والأسطورة محل الواقع و العقل و المنطق ، وكانت الأنثى ضحية لجشع الرجل لقرون من الزمن قبل أن تتحرر الآن من القيود القاتلة وتصير متساوية إلى حد ما مع الرجل بهاتين الديانتين .
فجاء الإسلام الذي لم يريد بدوره إغضاب الرجل المحارب القوي لأنه بفضله ستنشر الدعوة ، فكانت سياسته أن قرر المنزلة بين المنزلتين حيث إعلان مقولة " إذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ..." ليظهر تعاطفه معها ظاهريا ، وممارسة النقيض باطنيا ، وهو ما يجعل تلك الديانة تربح الأنثى و الذكر معا ، ثم تقوية الذكر لكونه محاربا ، وممتطيا للجواد والفرس ولم يعط لها سوى نصف ما يعطى له في حق الميراث عملا بمقولة " و للذكر حظ الأنثيين " و لا يسمح لها بالإدلاء بالشهادة أمام القاضي لوحدها ، إذ أن شهادتها لا تجوز إلا بضرورة حضور الأنثيين معا لمعادلة الرجل ، و لا يسمح لها بإعطاء لقبها ونسبها لأبنائها ، كما أنها لا تكمل صيام شهر رمضان بالكامل ، فيفرض عليها ذلك لكونها على حيض وهو النقص الذي يعرفه العام و الخاص ممن يدري ما تعانيه المرأة في العالم مند القدم ، ووفق منطوق كل الديانات ، التي نظرت إليها بمثابة كائن غير إنساني ، فحولتها إلى مجرد ثقل على كاهل الرجل المتخلف ، المبدع لكل الحيل و نهج كل السبل لإقصاء الأنثى بشعور أو بغير شعور ، وجعلها مجرد عبد ورقيق ينفذ الأوامر و يطيع السيد ، في إنجاز شؤون البيت الداخلي مع تحمل هستيريته الجنسية ، بلغة العصا لمن عصى ، و بالتالي فهي متضررة ماديا ، إذ لا تتصرف في أموال الرجل ، ومعنويا حيث لا يحق لها التعبير عن عواطفها الجياشة ، فلا يمكنها أن تعلن حبها ، ولا أن تتقدم لخطوبة من تراه عشيقها ، ولا تستطيع القيام بتزويج نفسها بمن تريد ، و لا أن تطلق نفسها ممن لا تريد ، و بالتالي فهي لعبة بيد الرجل ، يحركها متى يريد .و كيف يشاء مهما كان هذا الذكر ، ومهما حاول إنكار استبداده لها ، ونظرته المليئة بالغيرة ، والحب الممزوج بالحقد و الكراهية ، وهذا ما جاءت به الديانات ، والإيديولوجيات العقائدية التي وضعت الأنثى في عنق الزجاجة مهما حاول البعض إنكار هذه الحقيقة ، واتبع أسلوب مخالف في التربية بين الذكر و الأنثى حيث يفرض عليها أن تتعلم مند صباها كل متطلبات البيت من الطبخ و التنظيف و الغسيل ، فيما يستفيد الذكر من طفولته وصباه في المرح واللعب خارج البيت ، وقد تشتري الأسر الميسورة اللعب التي تقوي العضلات للذكر كالدراجة الهوائية أو الكرة للطفل ، فيما تمنح الدمية للفتاة وهو ما يضعف قوتها مند البدء ...
وكم تمنيت أن يتأمل كل واحد نفسه وما أسداه ، وكيف ينظر ، وكيف يعامل ويتعامل ، وكيف يتصرف مع الأنثى بدءا من أمه ، وأخته ، و زوجته بعيدا عن الخوف ، والعقد و الانهيار، فإذا كان الفقر هو العدو اللدود للمرء ذكرا كان أم أنثى ، فإن التخلف و العادات و التقاليد و الديانات المتزمتة و المتشددة هي بمثابة السم و العلقم القاتل للأنثى بالعالم عامة حيث صارت الأنثى في السعودية ممنوعة من الحصول على رخصة السواقة ، و حق الإدلاء بالصوت في الانتخابات وهي قمة القهر ، والميز والعنصرية ، لأن الرجل يجول شرقا وغربا ، وشمالا وجنوبا للنقاهة ، والفساد في أي زمان و مكان حسب ما ملكته أيمانه ، فيما لا يحق للأنثى بذلك ، فهل ذلك هو الإسلام يأهل الشرق الأوسط من عبدة البتر ودولار وليس الرب و الإله ؟ كيف تأخرتم في كل الجوانب المتحكمة في الحياة الإنسانية ، ولم تتقدموا سوى في تغليف المرأة بزي بغيظ كالخمار ، و الحجاب و النقاب الذي كنتم به تحمون عيونكم ، وأفواهكم من صفعات الرمال التي تواجهكم بها الرياح الهوجاء و أنتم في خيامكم بالصحاري ، و الفيافي ، فوق ظهور الناقة و الجمال ؟ كيف طورتم هذا الثوب من تلك العادة إلى فريضة تحكمون بها على الأنثى بالإقتياد به أو نعتها بالفاجرة ؟ ألم تعرفوا أن المرأة الأمازيغية التي كانت قبل غزو الإسلام للمغرب الكبير حرة طليقة ، ترافق الرجل في السراء و الضراء ، حيث تمارس أنشطتها بطلاقة ، بلا شك ودون أخطاء ، قبل أن تفرض عليها عادات وتقاليد الدخلاء ؟ فلا أخفي أن إناث القرية الأمازيغية التي ترعرعت بها بالجنوب المغربي كن تتحركن كما تردن دون قيد ولا شرط ولا أغلال ، فقد يتكلف الذكر بالفلاحة فيما تسافر الأنثى وسط ازدحام مع الذكور داخل شاحنة نقل المسافرين لتقصد السوق الأسبوعي المقام بالمنطقة ، فلا أحد من هؤلاء الذكور كان ينظر إليها رفقة باقي نساء القرية نظرة النقص ، أو ما يصاحب ذلك من مغازلة ، فبالعكس تحظى النساء بالاحترام و التقدير لأنهن قادرات على ملأ مكان الذكر عند غيابه ، الاضطراري في مرضه أو سفره ، أو عجزه أو موته ، فكم من أنثى تكفلت بأبنائها ، وكم منهن يقمن بما يقوم به الرجل في كل المجالات بما فيه مجال الفلاحة والمقاومة ، فقد حاربت المرأة الأمازيغية بكل قوتها إلى جانب الرجل ، كما أنشدت الشعر ، ورقصت ، وغنت ، ومن هنا يمكن القول بأن ما يروج الآن من دعاية لحقوق المرأة فهي خرافة ، ومزايدة ، وبهتان لكون حقوق المرأة الأمازيغية قد تراجعت عن السابق ، بعدما فرض عليها الدين والملة ، كما أن القبيلة الحاكمة المستبدة ، وعملا بكذبة انتماءها لسلالة الرسول قد أساءت للأنثى الأمازيغية من خلال إعلامها المسخر السمعي منه والبصري و المقرؤء ، فلا يظهرها ذلك الإعلام سوى في الرقص و الرفس ، للتغطية على كل أنواع الفساد والدعارة ، والمخدرات و الخمر التي تتاجر فيها تلك القبيلة العلوية ، وبإيديولوجيتها ، وسياستها الإقصائية تلك ، جعلت المرأة الأمازيغية تعيش العوز ، و الفقر ، و اليتم ، و الأمية ، و التهميش بالجبال ، والتلال ، والقرى ، و البوادي والأرياف ، بعيدة كل البعد عن مركبة التقدم والوعي ، والاندماج في عالم المعرفة و العلم و التكنولوجية ، ومع ذلك ينظر إلى الأنثى الأمازيغية نظرة الإساءة والفساد ، فماذا قدمت الديانة لهذه الأنثى سوى الحصار والجبن والعار ، و الاحتقار من خلال السماح بالزواج بأربعة نساء ؟؟ بعدما استغل البعض من الذكور هيمنة سياسة القبيلة العلوية المستبدة ، وإيديولوجيتها الدينية المبنية على الزيف ، و التقاليد و العادات الرجعية ، المتخلفة ، التي لا يُسمح حتى دستورها الممنوح للشعب المغربي لبنت الملك أن تريث عرش أبيها ، كما لا يسمح للأنثى أن تجتاح المؤسسات مثل البرلمان المغربي الصوري الذي حدد نسبة ثلاثون في المائة فقط للمرأة ، ترى إذن اين هي المساواة في ذلك ؟؟ وهو الظلم العلني الذي يستغله البعض ليزيدوا من ثقلهم على كاهل نسائهم حتى لا يتمكن من منافستهم ، و التفوق عليهم ، و معرفة أسرارهم ، ونواياهم الخبيثة ، إذ لا يعقل أن يتم سجن ، و قتل , و تجميد الحركة في نصف المجتمع الذي هو الأنثى ، وجعلها كسجينة لا تغادر عتبة البيت ، بحجة الدين و العقيدة .
فتحية تقدير ، وإجلال ، واحترام لنساء العالم الفقيرات منهن ، والمحاصرات في البيوت بلغة قبائل عاد وثمود وقريش ، و المستغلات في الإعلانات و الإشهار من قبل التجار في العرض و الشرف ، و إلى المقصيات من الأمازيغيات المسكينات المحرومات من أبسط الشروط الإنسانية ، و دعوتي بهذه ال لنساء العالم من أجل الوحدة و التضامن لرفع الذل ، والظلم والإقصاء عنهن ، ولكل الذكور العقلاء من أجل فضح معانات أمهاتنا وأخواتنا ونسائنا كي يحيى العدل ويسقط الطغاة ، وتعود الابتسامة لهذه الوجوه الحزينة