لم أقصد أن يكون عن نوال السعداوي .. لكنه كان



أمنية طلعت
2007 / 7 / 31

ربما تنبأت الدكتورة نوال السعداوي بمصيرها عندما قدمت أبحاثها بخصوص المرأة وتغيير الفكر السائد عنها، بل وتغيير نظرة المرأة نفسها عن نفسها.. فلقد أوردت في كتابها الأنثى هي الأصل أن أي امرأة تتميز وتخرج عن السياق العام الموضوع من قبل الذكور، يجب أن ترمى بالجنون، حيث أن المرأة الطبيعية في نظر المجتمع هي المرأة المكبوتة والخاضعة للقوانين الذكورية التي تم تكريسها عبر آلاف السنين في دنيانا من أجل تحجيم المرأة وإخضاعها لقوانين الملكية التي استنها الذكور لتحقيق مصالحهم الجشعة على الأرض... وهذا ما لاقته الدكتورة نوال حيث يتم ترويج أفكار مثل أنها كافرة أو مجنونة أو شريرة مما جعل نسبة ليست بالقليلة تحجم عن قراءتها والتزود من بحر علمها، والخضوع للأفكار المعممة حولها والتي أجزم أنها تم تعميمها من قبل المؤسسات الدينية متضامنة كعادتها مع المؤسسات السلطوية من أجل تحقيق هدف واحد وهو النهب المنظم والمستمر لثروات بلادنا عن طريق إغراق الشعوب في الأفكار الظلامية التي تبقيهم داخل مستنقعات الفقر والجهل والخنوع، وكي تبقى مجتمعاتنا داخل هذه الدائرة المظلمة، يجب أن تظل المرأة محجبة داخل ثكنات مغلقة من الأقمشة والأفكار.

أعترف بأن ما تم تعميمه حول الدكتورة نوال السعداوي أقام حائطا بيني وبين مؤلفاتها زمنا طويلا، لكنني مؤخرا استطعت كسر الحاجز الذي ظل واقفا بيني وبينها سنينا طويلة حتى اخترقت عالمها الهام جدا والذي أنصح كل النساء بدخوله، حيث أن فيه عزتهن وفخارهن، وإجابات وافية ومتكاملة عن كل المشاكل التي تعترضهن ولا يجدن لها إجابات داخل المجتمع الذي تم خلقه من قبل الذكور العظام كي يكرسوا الأرض لهم دون غيرهم، وكي يحولونا إلى كائنات إضافية في الكون، تم خلقها من ضلعهم حتى نكمل الناقص لديهم، في حين أن الحقيقة أنهم هم الذين تم تكوينهم من أجسادنا كي نكمل الناقص لدينا.

لم أكن أقصد في بداية هذا المقال أن أتحدث عن الدكتورة نوال السعداوي، لكنني شعرت أنه من واجبي أن أعترف بخطأي الجسيم تجاه هذه المرأة العالمة التي مازال مجتمعنا يشوه صورتها ويمعن في تنفير الناس منها خاصة النساء، خوفا من تمردهن على المجتمع الذكوري القمئ...... وبما أن مقالي أصبح عن نوال السعداوي فأنا أنصح النساء جميعا أن يقرأن كتبها وخاصة (الأنثى هي الأصل، والمرأة والجنس، والرجل والجنس) كي يدركن قيمتهن في هذا العالم مقارنة بقيمة الآخر، وكي يعرفن أنهن لسن أقل من الذكر في أي شئ أيا كان بل أهم وأعظم.