اغتصاب بقوة القانون



عبدالقادر محمد عبدالقادر
2007 / 8 / 5

مدخل للنقاش : (الدعارة الشرعية هى ان تتزوج المراة رجلا لاتحبه0) هناك الكثير من الاشكال الثقافية-الاجتماعية التى تكرس دونية المراة واضطهادها وقهرها,تتمثل فى قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذكورى 0ان الوقوف امام منتوجات العقل الشعبىفى المجتمعات الذكوريةمن امثال واقوال ينبهنا الى جذور مشكلة اضطهاد المراة فى مجتمعاتنا-طبعا بالاضافة الى عوامل اخرى- فامثال من شاكلة (المراة لو كانت فاس مابتقطع الراس) تستصحب فى فحواها دلالة عميقة على ضعف ودونية المراة فيجب علينا الوقوف بحزم ضد كافة هذه الاشكال0كما ان الايديولوجية الذكورية السائدة فى مجتمعاتنا التى تصور المراة كائنا تابعا وضعيفا ووضيعا ولاقيمة له الا بوجود الرجل وتحت رقابته واشرافه وحمايته ورعايته هى التى تجعل الى يوم الناس هذا الانتشار الواسع لجرائم الشرف فى مجتماتنا0مجموع هذه الا شكال هى نتاج مجتمعات القهر التى نعيش فيها والتى يجب النضال ضدها بنشر الوعى والالتزام بقيم المساواة0لكن هناك اشكال اخرى تتطلب نضال اكثر ضراوة,تتمثل هذه الاشكال فى عنف الدولة وتمييزها ضد المراة , ففى السودان على سبيل المثال تقف الدولة بكامل جهازها التتشريعى والادارى ضد المراة ,وتعمل بضمير مرتاح على قهر النساء واذلالهن0ان القوانين فى السودان تتسم بالتمييز الصارخ ضد المراة ,مثلا قوانين القبول للتعليم العالى تدعم التمييز ضد المراة , فهناك كليات جامعية لا تقبل البنات,وكليات اخرى تجعل درجات قبول البنات اعلى من درجات قبول الاولاد مثلا (الدرجات المطلوبة فى الكلية س للبنات78%,الدرجات المطلوبة للاولاد فى ذات ىالكلية 70%) وذلك لتقليل اعداد الطالبات-البنات فى التعليم العالى ,ومن ثم فى الوظائف وسلك الخدمة المدنية0ويتحقق بذلك حلم الاسلامويين فى بلوغ غاية المشروع الحضارى الاسلامى الذى يريد ان يحصر المراة بين جدران البيت!! .القانون المدعاة للسخرية بحق وحقيقة هو قانون الاحوال الشخصية للمسلمين لسنة 1991م,والذى ساورد منه مثالا واحدا على امل نقاش البقية فى مرات قادمة.الفقرة تتحدث عن الزواج (تحديد سن الزواج:-تزويج البالغة عشرة سنوات(!!)ذلك بعد اخذ موافقة والدها ,وذلك اذا اتضح ان هناك مصلحة راجحة من الزواج ) !!!؟؟؟طفلة عمرها 10سنوات يتم تزويجها بالقانون , انه اغتصاب لااكثر ,اغتصاب بقوة القانون! .ندا ء اخير:- فلنتضامن جميعا لاسقاط القوانين التى تميز ضدالمراة .