ضياع حقوق المرأة بين من أختارتها او التي أدعى تمثيلها



عواطف عبداللطيف
2007 / 8 / 13

ان دور المرأة العراقية معروف لما قدمته ولا زالت من اجل العراق فقد حلت محل الرجل في مختلف المجالات واثبتت القدرة والقابلية والكفاءة وتحمل المسؤوليات الكاملة في غياب الزوج والاب والمعيل في الحروب من اجل المحافظة على اسرتها وعملت في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والعملية وتحملت الكثير من الاعباء في المشوار الطويل ولا زال هناك الكثير منهن داخل العراق او في دول الجوار يكافحن من اجل لقمة العيش بستر والمحافظة على تكوين الاسرة واستمراريتها كمثال يحتذى بهن

ويزخر تاريخ العراق بالكثير من الاسماء التي احتلت مواقع متقدمة كالوزيرة في الستينات نزيهة الدليمي والقاضية صبيحة الشيخ والفنانة ناهدة الرماحي والاديبة الكبيرة نازك الملائكة

المرأة هي الاساس في تكوين المجتمع لانها المجتمع بكل أركانه ولكنها اصبحت القاعدة التي تنهال عليها الضربات التي يفرزها التكوين السياسي القائم لتتحملها بكل صبر وتحدي وجلد وتكمل المشوار بكل صبر

وما الارقام التالية الى لتظهر مدى ما نالته من خلال كل ما يحدث على ارض الواقع

565 الف ارملة لحد النصف الاول من هذا العام
400 طفل يتيم يزداد كل يوم
22% ارتفاع معدلات الطلاق من عام 2003 الى عام 2006
50% تراجع نسب الزواج لنفس الفترة
35%تشكل نسبة الارامل من سكان العراق
65%تشكل نسبة الارامل من عدد نساءالعراق
80%تشكل نسبة الارامل من عدد النساء المتزوجات
81%-85%نسبة البطالة بين النساء

ان اتساع ضاهرة النساءالارامل تؤدي الى احداث خلل كبير في النسيج الاجتماعي للبلد وتركيبته لاعتماد تنشئة الجيل عليها وقد أدت سوء الأوضاع الأمنية الى ترك الكثيرات من الطبيبات والمهندسات والمدرسات والفنانات والرياضيات العمل نتيجة الخوف والتهديد لانها اصبحت مستهدفة في كل مكان في البيت في المدرسة في العمل في الشارع وتركت الكثير من الطالبات المدارس خوفا من التعرض للقتل او الاختطاف او الاغتصاب او الاعتقال او الاتجار بهن من قبل عديمي الضمائر وبهذا بقى مصير العديد من المفقودات مجهولا وهذا دفع ببعض النسوة الى ترك الوطن والانتقال الى دول الجوار بحثا عن الامن او لقمة العيش وهناك لم تسلم المرأة مما يدور من الحديث عن تفشي الدعارة بين صفوفهن ودت هذه الاسباب الى اقدام بعض النسوة على الانتحار او الاصابة بالامراض النفسية بسبب فقدان القدرة على التحمل تحت ضغط الضروف القائمة فالموت او النسيان افضل من العيش بذل او فقدان الشرف او أتهامهن بالخيانة والامثلة كثيرة تدمي لها القلوب ولا احد يتحرك ممن يدعي انه يعمل من اجل المرأة او من الجهات المسؤولة في الدولة لان الجميع منشغل في المحاصصات والكراسي والمكاسب والامتيازات والرحلات والايفادات

ان تشكيل منظمات نسوية متعددة تنتمي كل منها الى حزب او فئة معينة من اجل المرأة هي في الواقع لا تقدم اي شئ ا للمرأة وما هو الا ضياع للوقت وتبذير للأموال ورفع بعض الاسماءالى الواجهة من اجل الكسب هو نهاية لدور هذه المنظمات من منظمات المجتمع المدني فعدم وجودها افضل من توجيهها حكما بالاعدام على المرأة وحقوقها ومكتسباتها لانها لا تحقق لها شئ لا الان ولا على المستوى البعيد فكم هي حجم المبالغ والدولارات التي صرفت كستار لمساعدة المرأة سواءداخل العراق او في المؤتمرات التي حضرتها هذه المنظمات خارج العراق مقابل ما تم تحقيقه للمرأة العراقية على ارض الواقع والتي لم تقدم للمرأة من خلالها اي شئ يذكر

عندما تشكلت هذه المنظمات سارعت من سارعت للأنظمام اليها بكل اخلاص واندفعن للقيلم بشئ ما ولكن هناك من كن على العكس جئن لتنفيذ مصلحة شخصية كالعودة الى الخدمة الوظيفية او الحصول على منصب معين او كرسيا في البرلمان وهن غير مصدقات وانتميت الى الاحزاب او عملن تحت بعض المسميات التنظيمية ومنها وتضاربت المصالح وتشعبت الاهداف وتشتت الافكار وضاعت المرأة وحقوقها في الطريق وانعدم الهدف من تشكيل هذه المنظمات التي لو احصينا اعدادها لوجدناها بالعشرات ولو جمعنا المبالغ المصروفة لرأيناها بالالاف الدولارات ووضع المرأة من سئ اللى اسوأ وجاءت الضربة بتمرير القرار 137 على النسوة ليلغلي الكثير ما كانت تتمتع به المرأة تحت ضل قانون الاحوال الشخصية لعام 1958
وشيئا فشيئا بدأ ينتهي دور الكثير من هذه المنظمات او تم نقل عملها الى دول الجوار او تقوقعت في مكانها ويعود السبب في ذلك الى

1-عدم وجود فهم صحيح لمعنى منظمات المجتمع المدني
2-سيطرة الاحزاب السياسية على الكثير منها لتسير وفق متطلباتها والجداول المرسومة من قبلها
3-المصلحة الشخصية والكسب المادي هي المحرك الاساسي في ايجاد مثل هذه المنظمات
4-عدم وجود تنسيق من المنظمات من اجل تحقيق هدف بل كانت المنافسة الغير شريفة هي الهدف
5-الوضع الامني الغير مستقر الذي يشل من حركة العاملين
6-خوف الناس من مثل هذه المنظمات لعدم معرفة الجهة التي تقف ورائها وتمولها
7-ابتعاد شريحة كبيرة من النسوة بعد ان فقدت هذه المنظمات مصداقيتها وفحواها
8-فقر الأمكانيات المادية للبعض منها
9-قلة الخبرة والتدريب والاجتهاد والتسرع في تأسيسها وفق اسس غير متكاملة
10-سير الكثير منها وراء ما تريده وتحدده وتفرضه قوات الاحتلال للعملية السياسية ابعدها عن محتواها الرئيسي ففقدت مصداقيتها وهدفها الاساسي
11- استخدام هذه المنظمات في الحملات الانتخابية للترويج لأسماء محددة لغرض مكاسب محددة
12-العمل تحت ستار الدين من اجل جمع زيادة عدد المنتمين اليها
13-ضعف الاتصالات والمواصلات
14-القتل الذي يتعرض له من يعمل في هذا القطاع نتيجة فقدان الامن
15-عدم وجود الثقة وقناعة ابناءالشعب بجدوى وجود مثل هذه المنظمات التي لا تحقق شئ ملموس
.16-من كان في الواجهة هو اسما من اجل غاية فقط
17-عدم وضوح الرؤية لتشكيلاتها وسرعة ضهورها وانتشارها
18-الاتجار والأثراء تحت ستار خدمة المرأة للبعض منها بالاستيلاءعلى مواردها
19-الكم الهائل من المنظمات واعداد المتنفذين والمستفيدين ادى الى بعثرة الجهود والطاقات
20-بعد المستويات الحاكمة عنها وعن اهدافها

والكثير من الامور التي قد اكون اغفلتها

اضافة الى حال منظمات المجتمع هناك الامور التي أفرزتها الانتخابات من تمثيل للمرأة من اجل اشغال النسب المطلوبة والتي تم تحديدها والحصول عليها لم يكن سوى عقبة جديدة في طريق المرأة نتيجة اختيار نسوة لأكمال عدد والتصفيق والسير بما يمليه عليا الرجل من مطالب وهن فرحات بما يحصلن عليه من مكتسبا ت متناسيات من سارعت لأنتخابهن من اجل الحصول على حقوقها المهدورة فكانت النتيجة من ذلك هو اجهاض حق المرأة وتهميش دورها والمساعدة في الغاء حقوقها

ان المطلوب الحقيقي في العملية السياسية هو ليس اعداد النساءاللواتي يعملن من اجل المرأة ولكن نوعية النساء ومؤهلاتهن وقدرتهن وقابلياتهن من اجل فضح كل الممارسات الغير صحيحة التي تتم بحق المرأة والوقوف معها في استحصال حقوقها والعيش كأنسانة وهذا يتطلب جهد كبير للفئة المقفة والواعية والقادرة بعيدا عن كل المصالح الشخصية

فيجب علينا أن نؤكد على دور المرأة في كل ما يحدث لها من انتهاك واعتداء وما اصابها من حيف وجور نتيجة ما هو يدور في الساحة السياسية من قبل قوات الاحتلال والمليشيات والعناصر الارهابية والعصابات وان نأخذ بحق كل من اغتصبت وقبعت خلف السجون بدون سبب او ماتت او قتلت او انتحرت او هجرت او اتهمت بالدعارة او الخيانة نتيجة ما يسود العراق من انهيار نتيجة انواع الممارسات الاانسانية والامثلة كثيرة والشرف والكرامة غاليين

يجب ان يكون هناك دور ايجابي كبير لأخراج المرأة من محنتها وفسح المجال لها بالمشاركة في مستويات صنع القرار وان يشارك فيه كل من

منظمات المجتمع المدني
وزارة المرأة
البرلمانيات المنتخبات
الاحزاب السياسية التي تنادي بحقوق المرأة ضمن شعاراتها الرنانة
وزارة الشؤون الاجتماعية
المثقفين والمخلصين من العراقيين داخل وخارج العراق
شبكة النساءالعراقيات
المنظمة الدولية للهجرة فيما يتعلق بوضعها في دول الجوار والدول الاخرى
المرأة نفسها

من اجل ان تنال المرأة حقوقها وتعيش كأنسانة لها حق الحياة كما اراد لها الله وأديانه ولا تسير خلف من يتحكم بمصيرها ويقبع بها في زوايا النسيان وفق القوانين الخاصة بحقوق الانسان الصادرة عام1948 وان تنهض من اجل ان يكون لها دور أساس فيما يشرع من اجل ضمان وتثبيت حقوقها الدستورية والقانونية واثبات كفائتها وقدرتها وقابلياتها وان تفهم من تختار ولم تختار مستقبلا لكي تمثلها