دعارة المناشير!!



رانية مرجية
2007 / 8 / 25

تحت جنح الظلام وكما يفعل المارقون والجبناء، تم توزيع منشور على أهالي اللد يقذف ويتهم ويخون كل من: سوزان المصري, وشقيقتها زبيدة المصري
إنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم القذف والتشهير والتعرض لسمعة فتيات ونساء باللد فهنالك أياد آثمة تعمل بالخفاء لأجل نشر الفوضى والعبثية ولو على حساب تلطيخ سمعة الآخرين والكل يكاد يقف صامتا إزاء هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تتفشى كالسرطان وقليلون فقط من نخب اللد السياسية والاجتماعية والدينية نجدهم يتصدوا لهذه العبثية ويستنكروها.



إنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم القذف والتشهير والتعرض لسمعة فتيات ونساء باللد فهنالك أياد آثمة تعمل بالخفاء لأجل نشر الفوضى والعبثية ولو على حساب تلطيخ سمعة الآخرين والكل يكاد يقف صامتا إزاء هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تتفشى كالسرطان وقليلون فقط من نخب اللد السياسية والاجتماعية والدينية نجدهم يتصدوا لهذه العبثية ويستنكروها.
تحت جنح الظلام وكما يفعل المارقون والجبناء، تم توزيع منشور على أهالي اللد يقذف ويتهم ويخون كل من: سوزان المصري, وشقيقتها زبيدة المصري وجاء في البيان ما يلي:
إلى من يهمه شرف البلد المقدس
" يا أبناء اللد الشرفاء ويا شرفاء اللد من الصغير حتى الكبير من النساء، أما بعد: لقد قامت مجموعة من الإخوة الشرفاء بملاحقة نساء في هذه البلدة، وقد تم الكشف على بيت مفتوح للدعارة وللتعارف، ونحن لا نخاف إلا من الله ونريد أن نكشف عن هؤلاء النساء، وعن أشخاص قد حذروا سابقا ولم يتراجعوا عن الطريق الخاطىء، أي إسقاط الكثير من النساء والبنات و صاحبة بيت الدعارة هي:
سوزان المصري والتي تسكن في بلفور فوق دكان عبد زبيدة، هذه الانسانة تقوم بإسقاط الكثير من البنات لكسب المال وتعمل ببيت زبيدة مصري أختها سوزان المصري، وتعيش معها في البيت نفسه أي ببيت الدعارة، وهذه الانسانة تجلب الشبان الصغار من اللد" كما وكتب في المنشور اسماء شباب عدة من اللد الذين يقومون بزيارة هذا البيت وقاموا بتلطيخ اسمهم ايضا!

رد المتهمات

"المدينة" زارت السيدة سوزان 39 عاما، وهي مطلقة وشقيقتها زبيدة بناءا على طلبيهما، حيث قالت السيدة سوزان" للمدينة": أنا مستعدة للمواجهة مع من كان وأمام أي كان، أنا أعيش من التأمين الوطني، وهذه الأوراق التي أمامكم تثبت لكم ذلك، أنا في علاج دائم عند طبيب نفسي و عاملة اجتماعية، أنا مطلقة وليس هدفي إلا السترة فانا أؤمن بالله، وإيماني يمدني بالقوة، وظروفي التي مررت بها صعبة جدا، أنا على استعداد دائم أمام الجميع للقسم على القرآن، وكذلك مستعدة للمواجهة لأني قوية، وأضافت: ذكروا أن مرفت دسوقي قد وقعت في الدعارة بسببي، ولكن الله يعلم، فقد كانت تعاني من مشاكل عائلية صعبة، وقد آويتها في حين كانت تحتاج لمأوى ولرعاية، وقد ساعدتها وعاشت عندي لمدة سنة، وأنا مستعدة لمواجهتها ومواجهة كل من وقف ضدي، وان كان عند أي إنسان أي إثبات ضدي فليتوجه إلي وبكل رحابة صدر سأواجهه، أنا قوية لكن الجبناء هم من يدسون السم ويهربون، وليس لديهم القوة للمواجهة أنا امرأة أطالب بشرفي بأي ثمن، الكل يعرف من أنا، ولو كنت فعلا اعمل في الدعارة لكان وضعي النفسي والاجتماعي والاقتصادي أفضل، أنا آخذ التأمين الوطني ومنه أعيش وادفع الكهرباء والماء، أما وضع البيت فكما ترون أكثر من مأساوي، كل شيء فيه مكسور، الخزانات الشبابيك والحيطان تالفة، أنا ببيت تابع للعميدار و أم لولد 9 سنوات وبنت 13 سنة، لو كنت كما يدعون لما طلبت مساعدة من القاصي والداني.
أما زبيدة 25 عاما فقالت لنا أنها تعمل في تنظيف البيوت حتى تحافظ على شرفها، وبصوت عال قالت: الشغل مش عيب أهم شيء الشرف.
تقاطعها سوزان وتقول: يا أنذال يلي ما تخافوا ربكم، تعالوا وواجهونا نحن لسن في غابة، وأضافت: لو كنا كما يدعون لما طلبت من عبد زبيدة صاحب الدكان مبلغ خمسة شواقل، قبل أيام حتى اصل لمكتب التأمين الوطني، ولما كنت دائما اطلب المساعدة من الجوامع وذوي القلوب الطيبة، هل تصدقين انه يمر علينا أيام ولا نجد الخبز لنأكله.
وقالت بدموع قانية حمراء: اشكر أهالي البلدة الذين وقفوا بجانبي وحسبي الله ونعم الوكيل بمن يوزع المناشير.
"المدينة" اتصلت بعائلة احد الفتيات التي ذكر اسمها ايضا في المنشور زورا ، وتحدثت مع شقيقها ووالدها
وجاء في أقوال أخيها ما يلي: السيدة التي كانت لديها أختي سيدة محترمة لآخر درجة، ومن كتب هذه المنشور ليس أكثر من حثالة، كنت أنا وأبناء عمي نتفقد أختي دائما خلال مكوثها ببيت السيدة سوزان، ولم نصادف أبدا أي رجل في البيت عندهم أو يتردد عليهم، من قام بكتابة المنشور هو جبان آثم، لو انه رجل لقام بكتابة اسمه، لو كان على اختنا شيء ليأتوا إلى بيتنا ويقولوا لنا ويواجهونا، وأضاف: لو كانت السيدة حقا كما كتبوا عنها لقتلتها وقتلت أختي، لقمت بغسل عاري بيدي، يقولون النار ولا العار.
أما والد هذه الفتاه فقد قال" للمدينة": يجب أن يتم قطع يد ولسان من قام بكتابة هذا المنشور الفارغ، إن من كتب المنشور لا يوجد له ضمير أو شرف، ولا يهتم بولاياه، هو إنسان "وسخ" لا يوجد له اصل أو فصل، نحن مسلمين وليس أجانب، ونحن نعرف بناتنا ونثق فيهن، لقد كانت ابنتي عند السيدة سوزان لفترة أربعة اشهر، ولو لم تكن هذه السيدة شريفة وعفيفة لما تركنا ابنتنا تعيش هناك، كان على من كتب المنشور أن يفكر ألف مرة ومرة وان لا يقذف بيوت الناس زورا وبهتانا، أما إن كان لديه موال فليغنيه على نفسه، وليس على حساب الطعن والتشويه بسمعة الناس.
" المدينة" زارت بقالة عبد زبيدة وهو جار السيدة سوزان منذ 20 سنة حيث قال لنا: أن هذه السيدة اشرف من الشرف، وهي اشرف سيدة باللد ولم أرى عليها يوما شيء ليس بمكانه.
وفي حديث "للمدينة" مع السيد أبو طارق الوهباني، من الجمعية الخيرية الإسلامية باللد قال:
نحن نعرف السيدة سوزان ليس من اليوم بل من سنوات عديدة، فنحن نساعدها منذ مدة طويلة على قدر الإمكانيات، في رمضان والأعياد وبافتتاح المدارس، سواء في الكتب والفلوس، أو الكراتين واللحوم، وأضاف: أما بالنسبة للمنشور لا أستطيع أن ابدي رأيا.
وعلمت "المدينة" من مصدر من شرطة اللد انه يجري تحقيق حول هذه القضية، وأن الشرطة في اللد وبقيادة الضابط ترجمان، لن تغفل لها عين حتى يتم القبض على المحرضين.

الشيخ دبسي:افتراء ولا ينطبق على الشرف والدين

من جهته عقب الحاج رأفت الدبسي المأذون الشرعي لمدينة اللد حيث قال للمدينة" كرجل دين ورجل تربية وناشط في البلد أقول أن ما ورد في المنشور هو افتراء ولا ينطبق على الشرف والدين كل إنسان عنده كرامة يجب أن يرفض هذا الشيء لأنه حرام التعرض لشرف السيدات دون إثبات.
وأضاف عيب أن يصدر مثل هذه المناشير من مسلمين بحق مسلمين فاللذين يرمون المحصنات دون يأتون بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا فهؤلاء هم الفاسقون فلا شك أن من قام بكتابة المنشور هذا هو شخص بلا ذمة أو ضمير و بلا كرامة أو دين.