جدوى واهمية التنظيم النسوي



رسميه محمد
2002 / 8 / 9



انتظمت النساء منذ اقدم العصور في جماعات استهدفت من تشكيلها اغراضا سياسيةفي مختلف ارجاء العالم. ومن الصور المالوفة في التاريخ قيام النساء بتكوين جماعات للاحتجاج ضد الحروب -والتوسط لحل النزاعات والكفاح في سبيل التعبيرعن الهم الساسي-او حركات السلام -وطيلة القرن الماضي بادرت النساءالى تشكيل جماعات بقصد الاعراب عن الراي السياسي في الدول المتقدمة والناميةعلى حد سواء-فشاركت في المظاهرات الوطنية في اماكن عديدة من الوطن العربي واحتجت على الصراع المحتدم في ايرلندا الشمالية وعارضت الاجتياح الاسراءيلي لجنوب لبنان ونصب صواريخ كروز النووية في غرينهام كومون في بريطانيا. لكن في معظم الاحيان استمر النظر للنساء - مجرد ضحايا مستكينه مثقلة بحمل من التقاليد والعادات القامعة -فقدت معه القدرة على الانتظام في جماعات مستقلة اوتشكيلهاوفق ماتمليه الارادة الحرة الواعية.* الا ان التغيرات الراديكالية العالميةالتي حدثت في اواخر القرن العشرين على المستويين السياسي والاجتماعي ادت الى ظهور مفاهيم ورؤى جديدة -من بينها مفهوم التنمية البشرية التي يتجاوزحدود اشباع حاجات الناس المادية الاساسية . يفترض هذا المفهوم التعبئة الكاملةوالمشاركة المؤثرة لجميع الموارد البشرية بما فيها النساء .وانتشرت العديد من الابحاث والكتب والدراسات التي سلمت تماما بحق المراة في الاستقلال الذاتي واقرت بوجودها كقوة سياسية اقتصادية فاعلة وقادرة على النضال والدفاع والتعبير عن حياتهاوعن مسقبل المجتمع الذي تنتمي اليه . لكن الملاحظ بموازاةهذا الاتجاه شهدت فترة الثمانينات المناظرات والتوترات والصراعات التي لم يتم ترحيلها الى التسعينات وحسب بل تطورت فعلا الى حالة من الاستقطاب والتشظي اصابت فعالية حركة حقوق المراة وعلى سبيل المثال اصبح الجدل السجالي المستمرحول كيفية العمل والاداء على شكل جماعات نسائية مستقلة او مرتبطة بالاحزاب السياسية جزء من المناظرات الجدلية حول المجتمع المدني والتحول الديمقراطي.الجدل المستمر الاخر يتمحور حول السؤال المتصل بقضايا المراة وحول ماذا كانت تشكل اهتماما مستقلا عن النضال الاوسع من اجل العدالة الاجتماعية . بودي الاشارة بهذا الصدد ان واقع وجود المنظمات النسائية وقيامها بترتيب اوضاع المراة هوفي حد ذاته مؤشر ايجابي على تحرك وتعبئة النساء في اطار المجتمع المدني .فتمثيل المراة للمراة يجسد درجة من درجات تحقق المشاركة الاجتماعية -السياسية في مختلف مجالات الحياة العامة .ان الهدف من انشاء منظمة نسائية مستقلة ليس لغرض الانفصال عن الرجال في عمل من الاعمال -لاننا نؤمن بالتكامل بين المراة والرجل وكفاحنا ليس بهدف الوصول الى خلق حركة نسائية مستقلة وانما الهدف هو العمل من اجل الوصول رجالا ونساءا الى الاقتناع عمليا بضرورة رفع الظلم عن المراة وفتح المجال لها لتقوم بدورها كمواطنة تامة المواطنة .ان استقلالية الحركةالنسائية وعدم خضوعها لاي حزب سياسي هو شرط اساسي لتحولها الى حركة جماهيريةواسعة القاعدة تصل النساء في مواقعهن خاصة القرويات وربات البيوت وتبتكر اساليب العمل والنشاط والتنظيم التى تناسب كل قطاع من القطاعات النسائية المختلفة.(ولكن هناك محاذير من ان المنظمة النسائية قد تعيد انتاج اليات الهيمنةاي يمكن ان تعيد تراتبية نماذج السيد /التابع في القيادة على الرغم من جهودهاالتي تستهدف تحسين وضع وضروف المراةوهذا ماسيوقعها في الشلل والعزلة ويفقدهاالمصداقية في توجهاتها.) ان الاقتصار على الطابع الحزبي للعمل النسائي ليس من شانه دفع النساء للانخراط في حركة الجماهير بل على العكس من ذلك لم يؤدولن يؤدي الا الى الدوران في الحلقة المفرغة والسقوط في العزلة والشلل وسيبقي النساء مبعدات عن الساحة السياسية فاذا كان انخراط المراة في النضال السياسي شرط اساسي لتقدم الجماهير فان تمثلها يبدا بتمثلها لقضيتها وهذا لايتم فقط من خلال اندماج النساء في الاحزاب السياسية والنضالات العامة بوصفهن جزء من الجماهير وانما ايضا تنظيمهن لانفسهن كنساء للنضال من اجل مطاليبهن في مرحلةالتغيير. ان اسقلالهن في منظمة نسائية مستقلة لم يتواكب مع تخل عن انحيازهن لقضايا الديمقراطية والعدالة والمساواة . ولانرى في هذا الانحياز تناقضا مع تبنينا للقضايا النوعية للنساءبنفس القدر من الاهمية .والمقصود بالقضايا النوعيةللنساء هو تلك القضايا التي لاتقتصر على وضع المراة من وسائل وعمليات الانتاج وانما تمتد لتشمل اشكال القهر الاخرىالتي تتعرض لها المراة لاباعتبارها موطنا فحسب وليس باعتبارها مواطنا فقيرا وحسب ولكن باعتبارها مواطنا انثى وتمتد صنوف القهر المرتبطة بالجنس هذه من داخل المنزل الى خارجه ولاتقتصر على علاقةالمراة بزوجها رغم اهمية هذه العلاقة كموضوع لفهم وضعية المراة في المجتع وانما تشمل ايضا موقعها في منظومة اجتماعية تحكمها عادات وتقاليد وقيم يبرزاسؤ او افضل مافيها تبعا للخطاب السائد.** ان القهر النوعي الخاص اضافة الىالقهر العام الواقع على المراة يستدعي نضالا خاصا حول هذه القضايا .ان هذايتطلب المساهمة في خلق شروط ارساء تنظيم جماهيري ديمقراطي يحتضن كل النساءالمتطلعات الى غد افضل . ان هذا التنظيم لايكون بديلا عن عمل النساء داخل الاحزاب .فالحزب هو الموقع الاساسي لنضال المراة العام الذي بدونه سيتكرس تهميشها عن عملية التغيير وسيكون على النساء خوض الصراع على الواجهتين معا. الواجهة النسائية الخاصة في تنظيم النساء والواجهة العامة في الاحزاب.

ان تكوين وعي بمشاكل المراة لايمكن ان يتحقق الا بتسيس المراة اي رفعهانفسها الى مستوى تستطيع ان تفهم فيه مشاكلها وارتباط هذه المشاكل بالمشاكل العامة على اساس وحدة النضال بين المراة والرجل نظرا لوحدة المصير بينهما.***

ان مهمة المنظمة النسائية الديمقراطية /

1-تثقيفية تساعد المراة على تبلور وعيها بقضيتها وقضايا شعبها وتحارب الذهنيةالسائدة المتخلفة والتقاليد المكبلة لها وتعمل على عقلنة تفكيرها ومحاربةالفكر الخرافي لها .

2- تعبوية تفجر طاقات النساء وتصقل قدرتها وترسخ لديهن روح النقد والرفض والمقاومة بدلا من الخضوع والسلبيةوالمسالمة التي تطبع سلوك المراة .

3- نضالية تبلور المطالب النسائية وتقود نضال المراة.

ملاحظة- كتبت المقالة بمناسبة الذكرى اليوبيلية الخمسين لتاسيس رابطة المراةالعراقيه

المراجع

*-تنظيم النساء/نور الضحى الشطي ص17- ** النهج/ العدد42 /ص 134

***/المراة والسياسة د رقيه المصدق /ص67