ماساة المراة العراقية



نجلاء محمد
2007 / 9 / 24

لم يشهد العالم ولم يسجل التاريخ كوارث وماسي مثلما مر على العراق بشكل عام والمراة بشكل خاص ؛ فالحروب التي عصفت على العراق تركت مخلفات كارثية كانت نتيجتها ارامل وايتام ... فحروب الامس واحداث اليوم ولدت اعداد هائلة من العنوسة لتجعل المراة العراقية تدفع ثمنها اولا واخيرا ولتبقى الموضوع الاهم بل واصبحت في مقدمة مايشغل المنظمات الانسانية التي تدعم حقوق الانسان وهي كيفية معالجة مثل هكذا قضية ومن ضمنها ما اكدته منظمات المجتمع المدني ان نسبة العنوسة بلغت ( 2مليون) نتيجة ما خلفته الحروب والاحداث وهذه النسب نتيجه حتميه لما تجري عليه الاحداث الحالية من قتل عشوائي وتهجير قسري ؛ ناهيك عن هجرة الشباب الى خارج البلاد ؛ وعلى هذا الاساس تبقى المراة بلا معيل وتجد نفسها تتصارع مع الحياة من اجل سد رمقها ورمق اطفالها الذين يجوبون الشوراع والطرقات والذين يعملون من اجل الحصول على قوتهم فقضية المراة هي قضية لشريحة ( اذا هزت المهد باليد اليمنى فهي تهز العالم باليد الاخرى )... ولعل تلك النسب قابلة للزيادة او ربما تبقى تلك الاحصائيات قابلة للنقاش في ظل ظروف متغيرة .... المهم فقضية المجتمع هنا تكمن في اوضا ع المراة وهي تطالب بحقوقها كانسانة اولا وكنصف للمجتمع ثانيا .. ففي احدى المناطق الفقيرة في بغداد ووسط اجواء تجوبها العزلة والحرمان تقبع نساء واطفال وهن يرتدين السواد وحين سالت احداهن عن السبب قالت : ان الحروب سرقت مني سنين عمري بعد ان ترملت وانا في سن (20سنة) حيث ترك لي ثلاثة اطفال ومن هنا بدات المعيشة والحياة تصعب علي اكثر واكثر مما اضطررت ان اعمل في احدى المدارس وبالتحديد في مجال الخدمات اي( منظفة ) فبعد ان كنت اعيش مع زوجي مدللة اصبحت مهانة كل ذلك من اجل المعيشة.. فيما توكد( ام فاطمة) ان زوجها تم اعدامة ودفنة في المقابر الجماعية وبالتحديد في الجنوب وترك لها فاطمة التي لم يراها والدها لانه عندما تم اعدامه كانت في احشاء والدتها انذاك وتؤكد انها الان تعيش هي وابنتها مع اهلها وبقيت ارملة ولم تتزوج اما (خالدة) فلقد كانت مخطوبة منذ( 10 سنوات ) حيث كان خطيبي وهو ابن عمي بلا عمل مما اضطره الى الهجرة خارج البلاد من اجل ان يوفرا لمال حتى نتزوج ثم تغيرة الاحداث لانه لم يرد العودة واكتفى ببقائه في بلاد الغربة وتزوج هناك .. ناهيك عن قصص لااعداد هائلة من النساء التي تعذبت في السجون والتي تركت بصمتها واثارها لحد الان من شمال العراق وحتى جنوبه.. ماسي تبين ما عانته المراة في شتى ظروب الحياة من النظام السابق ومن مخلفات الحاضر والاحداث الفاجعة التي تطرق الابواب يوميا وهكذا تمر المراة عبر دائرة مغلقة تحاول النفوذ منها وهي تستنجد مطالبة من ينقذها وبشتى الوسائل فهل ياتي وقت من الزمان تكون فيه المراة العراقية حاصلة على حقوقها كباقي نساء العالم وهل تتحرر من قيود الماضي لتنطلق بحاضر يضمن لها
.......بقلم نجلاء محمد بغداد