المرأة في جنوب العراق في الالفية الثالثة



خضير حسين السعداوي
2007 / 10 / 23

من الامور المسلم بها ان المراة العراقية عموما والمرأة في جنوب العراق خصوصا عانت الكثير من الويلات والاضطهاد الاجتماعي والقهر لم تعا ن منه نساء العالم فالمرأة العراقية عانت اضطهادا مركبا متمثل في الفقر الذي كان ولا يزال يعاني منه المجتمع العراقي ، والتركيبة الاجتماعية والثقافة المتاصلة من العصور القديمة في النظر الى المرأة نظرة احتقار وكونها تعرض القبيلة الى العار وكونها ضعيفة في مجتمعات تقدس القوة والبطش لذلك ظهرت فكرة وأد البنات عند بعض القبائل العربية والتي ذكرها القرأن الكريم...بسم الله الرحمن الرحيم ...واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت))كذلك.. ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم)) يعني ذلك ان الفقر ايضا سببا لوأد البنات.......كذلك ...(( واذا بشر احدهم بانثى ضل وجهه مسودا وهو كظيم..))...هذه المقدمة تقودنا الى الاستنتاج ان المجتمعات العربية رغم التقدم الذي حصل في المجتمع العالمي من تطور ورقي وحصول المرأة على حريتها في هذه المجتمعات الا ان المجتمعات العربية وخاصة المجتمع العراقي بقيت النظرة القديمة الى المرأة كما هي فمن خلال الاعراف الاجتماعية السائدة حتى الان تدلل ان ثقافة النظر الى المرأة كما في الجاهلية بقيت كما هي مع بعض التغيير البسيط..خذ مثالا بسيطا الشاب العراقي يتمنى ان يعشق فتاة ويغرم بحبها وتغرم بحبه ويقرأ عن العشا ق ومعاناتهم ويتعاطف معهم.....ولكن عندما يكتشف ان احدى اخواته لديها علاقة عاطفيه مع اي شاب يكون مصيرها اسود...باعتباران ذلك عار سيلحق بالعائلة.هذا الشعور القبلي بقي متاصلا فينا يجرنا الى الخلف كلما حاولنا التقدم الى امام....
عند النزاعات التي تحدث بين القبائل العربية وخاصة حالات القتل تدفع المرأة الثمن حيث يتم احتساب دية المجني عليه بعدد من النساء من اخوات او بنات القاتل وتسمى(( الفصلية))وتصور معاناة امرأة تعيش في بيت المقتول لتتزوج وبالاكراه من اخ او ابن عم المقتول حلا للنزاع
ويعرف العراقيون وخاصة في الجنوب الاف الحالات والتي اصبحت جزء من حل الخلافات دون ارادتها ..في الوقت الحاضر استعيض عن النساء بالمال مقابل المرأة 100 ألف دينار وحسب السنن العشائرية. وبقي لفظ المرأةكما هو عندما يقول فصل ثلاثة نساء اي ثلاثمائة الف.
1-زواج المرأة في العراق ايضا خا ضع لارادة الرجل فعند حصول موافقة جميع الاطراف على الزواج عدا اي واحد من الاقارب وخاصة الاعمام لايحصل الزواج عندما يستخدم ابن العم حق
((النهوة))ولا اعرف من اين جاء هذا الحق....وتبقى المرأة معلق زواجها الا بارضاء ابن العم والا بقيت حتى العنوسة ونعرف كثير من النساء دفعن الثمن نتيجة هذا العرف..ولحد الان هذه الحالة موجودة وبكثرة
2-الزواج بالاكراه اي تزوج الى شخص لاتريده كأن يكون كبير السن ولكنه ميسور الحال في حين هي شابة في مقتبل العمر بعد اغراء ولي امرها بالمال وهذه الحالات ايضا موجوده
3-الزواج ((كصه بكصه)) اي امرأة مقابل امرأة كأن يعطي اخته لشخص ما كزوجة مقابل ان يحصل الاخ على زوجة له بغض النظر عما اذا كانت اخته موافقة على الزواج ام لا وهذه الحالة
تقريبا انقرضت
4-القتل غسلا للعار عندما تخطأ المراة او تتعرض للاغتصاب قسرا يكون مصيرها الموت...ويكون الرجل الذي يقدم على هذا العمل بطلا في عيون الاخرين لانه غسل العار الذي لحقه....
5-قسم من النساءعندما يتقدم عشيقهن الى طلب الزواج ولايعطى او توضع العراقيل في وجهه
يضطرن الى الهرب مع عشيقها الى مكان بعيد عن الاهل وهذه الحالة تسمى((النهيبة))
6-تعدد الزوجات وهذه الحالة تعتبر حالة طبيعية باعتبار ان الدين جوز هذه الحالة انطلاقا من((وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)).....هذا عن حالات الزواج
وهنالك حالة عند بعض العوائل وخاصة (( السادة )) ان بناتهم لا يتم زواجهن الا من السادة
حتى لو بقيت دون زواج العمركله ولا اعرف اي شريعة تجوز ذلك.........
هذه الحا لات قد خفت وطأتها على المرأة فترات متفاوته من الزمن....ولكنها تظهر بشكل جلي وواضح هذه الايام ، وانطلاقا من الاية الكريمةبسم الله الرحمن الرحيم((وكرمنا بني ادم)) واعتبار ان هذه الممارسات التعسفية ضد المراة واهانة لكرامتها....الكل مدعوون رجالا ونساء ان نقف
بوجه هذه الممارسات التي ما انزل الله بها من سلطان كفى ماعانت امهاتنا واخواتنا وبناتنا من عرف اجتماعي وقف حائلا بيننا وبين اللحاق بركب الامم المتقدمة....كما ادعو رجال الدين المتنورين ...الى التنبيه الى الحالات والممارسات التي تحط من كرامة المرأة ...كذلك مدعوة كل الحركات السياسية التقدمية الى اخذ دورها في الوقوف بوجه هكذا عرف متخلف والذي يريد ارجاع المجتمع الى مرحلة الرقيق والاماء والجواري تحت مسميات العرف الاجتماعي....لقد استيقظت هذه المفاهيم والممارسات الاجتماعية الخاطئة بحق المرأة بعد سبات....فهل يعقل ونحن في الالفية الثالثة ان هنالك ((النهوة )) و((الفصلية))و(( الزواج بالاكراه))و تعدد الزوجات
كذلك ادعو كل المنظمات وخاصة المنظمات التي تعنى بشؤون المرأة ومنظمات حقوق الانسان
ان تاخذ على عاتقها محاربة هذه الاعراف عن طريق
1-اصدار التشريعات التي تمنع الممارسات التي تنال من المرأة وكرامتها ومقاضات من يمارسها او يشجعها بعقوبات رادعة تضع حدا لهكذا ممارسات
2تشجيع التعليم للمرأة وخاصة في الريف
3اقامة دورات مهنية لتعليم النساء بعض المهن كالخياطة والتمريض والحاسوب
4-اصدار النشرات والمجلات والتي تعرف المرأة على حقوقها وواجباتها
5-اشاعة ثقافة ان المرأةنصف المجتمع وان لها ماللرجل من حقوق وعليها ماعليه من واجبات
ومحاربة مقولة ان المرأة عورة يجب اخفائها عن الانظار بكل وسيلة.... تصور كيف تصبح الحياة جحيما وتتحول الى صحراء قاحلة بدون المرأة
6-ادعو الاسر المتعلمةان تاخذ دورها في كسر بعض المفاهيم والتي اصبحت عرفا اجتماعيا ادعوها الى كسر هذا العرف وتزويج الشخص المناسب لهم بغض النظر عن انحداره الطبقي وفقر حاله المهم ان يتسم بالخلق الكريم
7نشر الفكر الديني المتحضر الذي ينظر الى المرأة نظرة حب واحترام انطلاقا من حديث الرسول(ص) الجنة تحت اقدام الامهات...... ورفقا بالقوارير..ومحاربة الفكر الديني المتخلف
الذي ينظر الى المرأة على انها عورة وانها خلقت لمتعة الرجل وشهواته هذا الفكر الذي دمر افغانستان وشوه المفهوم المتحضر للاسلام اسلام السلام لا اسلام القتل والتدمير والمفخخات والاحزمة الناسفة والقتل المجاني للانسان0000