حيرة..بين الضرب و الشتيمة



ليلي عادل
2007 / 11 / 13

اعجاز علمي يطلع لنا به بين حين و آخر احد باحثي العالم الثالث من المنشغلين بالنساء ونوع و شكل و طريقة وجودهن في الحياة و داخل المجتمعات التي يتربع على عرشها الرجل الذي جل تفكيره منصبّ في تحديد و تحجيم ذلك الوجود..و فرض نتائج لأبحاث تسمى علمية حسب مزاجاتهم ..للتدخل في حياة المرأة و شأنها الخاص جدا في ما تلبس و كيف تظهر و متى تتزوج و كيف تأكل و لم يتركوا شيئا لم يدسوا انوفهم فية .من خصوصيات و عموميات المرأة ...و الأنجاز الذي اتحدث عنه هو ما توصل اليه الباحث المصري .._________..و هو يدرس في طب عين شمس ..من ان ضرب المرأة احب اليها من شتمها ..مما يعني ان اهانة المرأة امر مفروغ منه و مسلمة من المسلمات بأعتبارها كائن ادنى درجة و لا بد من صاحب الدرجة العليا من اهانة و تهذيب الأدنى لترويضة و تسييره ..و ان عملية الضرب هي الأنجع في هذه الحالة لأن آثار الضرب تزول لكن الأثر النفسي للشتيمة يبقى جرحا لا يندمل ...و ربما باحثنا العظيم قد اجرى تجارب عملية على زوجتة او امة او ابنته ليتوصل الى مثل هذه النتيجة .العظيمة ...أليس من الجريمة ان يسمى صاحب فكر مثل هذا بالباحث ..الا يعتبر وصمة عار على جبين العلم ...ان توضع المرأة بين خياري الأهانة بالشتيمة او الضرب ..كأن المرأة تسمع لكن لا تحس كأن الضرب فعل مجرد عن اي تسبب بأذى نفسي فضلا عن الأذى الجسدي ..ان يمسك الرجل زوجته و يضربها و عند زوال اثر الضربة تنسى الزوجة كل ما اصابها و تعود الى احضان ذاك الكائن البدائي الفاقد الأحترام و فاقد صفة الأنسان ..في دول العالم المتحضر يعتبر ضرب حيوان هو جريمة بحق البشرية و الطبيعة لكونة مخلوق يشعر و يحس ..و رجال عالمنا المتأخر ما زالوا يراهنون على ضرب المرأة او شتمها ..لأن المرأة في عرفهم لابد ان تهان لتعرف حدودها في الحياة تحت امرة سيدها الرجل ..و بأمتياز رباني ,تنفيذا لأمر من السماء في نص ..(و اضربوهن..) .
ان هؤلاء من الأسلامويين الذين يطلقون على انفسهم مختلف الألقاب التي تفقد قيمتها ما ان تلتصق بأسمائهم من مثل بروفيسور .. ودكتور و استاذ علم و باحث ...و يقومون بنشر ابحاث مليئة بالأحكام و الفتاوى التي تنتقص من قيمة الأنسان و بالذات المرأة و تفرض على المجتمع الطريقة التي يهين بها نصفه و يسلب منها حقها في اختيار طريقها في الحياة ..حتى اختيار ما تلبس و كيف تبدو ...هؤلاء من الذين يفتون بهدر دم كل مطالبة او مطالب بالمساواة و تطبيق العدالة الدنيوية بعيدا عن خرافاتهم السماوية ...ويمنعون الكتب و يشتمون كل من يختلف او يخالف..ويثورون و يثيرون الجموع المظللة التي تتبعهم بجهل مطبق, ضد كل مظهر حداثوي من مظاهر الحياة او تغيير يمكن ان يعتبروه خطرا مهددا لفكرهم الهش ...لكن في المقابل ما من احد يطالب بمحاكمتهم او سحب كتبهم و ابحاثهم التي تعتبر اكبر اهانة للأنسانية ..و منعهم من استخدام القاب علمية تخدع المجتمعات المتأخرة و تؤثر بها ..فكر سمّي ظل المجتمع العربي و عالمنا الثالث مبتلى به و اوصله اليوم الى حضيض العلاقة بين الجنسين و عمقها الى مستوى العداء و الرغبة في محو احدهما للآخر..