المرأة العربية



ابراهيم الجندى
2003 / 11 / 9

ان الكتابة ليست حرفة بقدر ما هى موقف او انحياز انسانى جرىء لفئة تتعرض للظلم او القهر او التفرقة لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية أو جنسية ، ونحن نعتقد ان المرأة العربية هى اكثر من تعرض للظلم والاحباط فى التاريخ الانسانى، تلك الضحية التى تعودت على الجلد من سيدها الرجل منذ مئات السنين، لدرجة انها لا تتخيل حياتها بدون ساديتةلاشباع ماسوشيتها!ا
لا اعرف لماذا شغلت قضيةالسيطرة على المرأة واذلالها هذا الحيز الكبير من التاريخ العربى....فى ادبياتة وتقاليدة و دياناتة، فتراثة ملىء بصفحات مخزية عن الجوارى والاماء وما ملكت الايمان، ذلك العالم الذى يتغنى بالفضيلة فى العلن، ويمارس افعالا ابشع مما تصورة الاساطير وافلام البورنو فى الخفاء، فالانسان العربى على استعداد لاقامة علاقة غير شرعية بعد الانتهاء من اداء شعائرة الدينية.. المهم الا يراة احد، فهذا شىء وذاك اخر..او كما يقولون هذة نقرة وتلك اخرى !!!ا

ان المرأة العربية تتعرض للتشوية والتعذيب منذ ولادتها حتى مماتها، ففى الطفولة تتعرض للختان وهو ابشع جريمة لاغتيال انسانيتها، لأنة يفقدها الاحساس ويصيبها بالبرود والفشل فى حياتها الزوجية ويحيل حياتها الى جحيم، وقد اثبتت الابحاث العلمية ذلك، واكدتة لى الدكتورة نوال السعداوى، واصفة الختان بأنة عملية همجية بربرية المقصود بها قتل المرأة، التى تعيش مأساة تمييز الذكور عنها فى كل شىء منذ الصغر اما فى شبابها فحدث ولا حرج، فالرجل سيدها وهى خادمتة، متحصنا فى ذلك بالتقاليد والاعراف والاديان !!ا
اذكر ان استاذا للفقة كان يشرح لنا اداب العلاقة بين الرجل وزوجتة - وذلك اثناء دراستى للقانون بجامعة الازهر - وظل يؤكد فى كل محاضرة ان للرجل حق تأديب زوجتة - بتعطيش الجيم طبعا- بما فية حقة فى ان يضربها ويهجرها فى الفراش ان هى اخطأت، فسألتة.. وماذا لو اخطأ هو..هل لها الحق ان تؤدبة أوحتى تهجرة؟

امتقع وجهة احمرارا وأكد انة لا يحق لها ان تمنع نفسها عنة لأى سبب من الأسباب مهما أخطأ..فسألتة.. لماذا ؟ قال..لأن الرجل لة القوامة على المرأة وهو المسئول عن الانفاق !!!!ا

قلت لة.. وماذا لو كانت هى التى تنفق وهو عاجز مثلا او صحيح الجسد وجالس على المقهى - كرجال هذة الايام - فازداد غضبة وتهدج صوتة...وقال ولو..فهو الرجل فى النهاية والنص أعطى لة السيادة..فهل تعترض على النص وتكفر ؟ !!ا
فى حياتى المهنية التقيت عشرات النساء فى السجون على مدار سنوات، وسمعت منهن مئات القصص عن سبب وجودهن خلف الاسوار، وان اختلفت الاسباب، الا انهن اجمعن على ان الرجل سواء كان اب او اخ او زوج او رئيس فى العمل او حتى ابن هو السبب فى مأساتهن، والمرأة غير المسجونة تعيش فى سجن من نوع اخر، فهى غير مسموح لها بالسفر الا بصحبة رجل، ولا اعرف لماذا..هل لأن الرجال لا يثقون بها ام لا يثقون بأنفسهم من الاساس،ام هو مبدأ الوصاية الذى سيطر على عقولهم ؟
اكد لى صديق ان دفاعى عن المرأة سينتهى حينما اتزوج وأعرفها على حقيقتها، لأنها على حد قولة صنف متمرد، وأقول ليتها كانت وحررت نفسها من الذل والرجل من الأوهام
لقد اثبت العلم حقيقة ان المرأة اقوى من الرجل ومخها اكبرحجما من مخة، ومع ذلك لم يكتف بوأدها فى الطفولة بالختان، وانما فرض عليها الحجاب فى شبابها تحت حجج واهية، نحن نفهم ان الانسان يجب ان يحجب الشىء ويسترة عن عيون الناس لأنة معيب، وهنا نتساءل ما هو العيب فى المرأة حتى نحجبها عن العيون ؟!!!ا هل لأنها تثير الفتنة!! وعلى فرض انها تثير الفتنة، فهل هو ذنبها ام ذنب المريض المفتون ؟
العجيب ان المرأة فى اميريكا لا تثير فتنة احد لأن احدا لا ينظر اليها، وهى لا تنظر لأحد -لأن الجميع مشغول بالعمل ولا وقت لدية للاثارة على الاطلاق، فايقاع الحياة اسرع من ان يلتفت الانسان خلفة، والاثارة توجد فى مجتمع فارغ العقل خاوى الوجدان،لا قيمة عندة للوقت...فهل هناك لغز لم اتوصل الية بين البشر هنا وهناك؟!!!ا
كانت لنا جارة قوية البنية و زوجها دائم التعدى عليها بالضرب فتصرخ بشدة، ويسرع والدى رحمة اللة- وكان فلاحا بسيطا- لتخليصها من براثنة، وكنت اسألة فى طفولتى بعد فض المعركة..لماذا لا تضربة هى الاخرى ؟ ويجيبنى..بالطبع لا يصح، فالمرأة تضرب فقط - بضم التاء- وأسألة..لماذا..فيقول..‘‘هوكدة و ما تسألش تانى‘‘!!!ا
ان تمييز الرجل لا اساس لة بدليل انة يعمل ممرض تحت امرة طبيبة وساعى وعامل بسيط طوع اوامر رئيستة فى العمل، لكنة عندما يتعامل مع زوجتة يتحول الى شخص اخر، فالرجل يسمح للطبيبة وهى امرأة ان تجرى لة جراحة، لكنة لا يأخذ بشهادتها كالرجل باعتبارها نصف انسان، ولا يسمح لها ان تجلس على منصة القضاء لتصدر حكما بحجة انها عاطفية، على الرغم اننا رأينا مؤخرا امكانياتها ومهاراتها المبهرة فى تقطيع جثتة وتوزيعها على صناديق القمامة كوجبة مجانية للكلاب بعد ان اضطرتها قسوتة لذلك، فلم تعد ترتكب جريمتها بطريقة انثوية ناعمة بالسم وخلافة !!ا
دعتنى ممثلة مشهورة لحضور العرض الاول لأحد افلامها وناقشتها فى لقطات العرى التى ظهرت فيها مع البطل ولا داعى لها بالفيلم، فأكدت صحة كلامى، وأضافت انة لابد ان يتضمن الفيلم بعض المشاهد الساخنة حتى يراة الجمهور، ولا يخسر المنتج وتسقط صناعة السينما، وهى صادقة، فقد رأيت زحاما شديدا لمشاهدة أحد الافلام الاجنبية فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فقط لأنة يتضمن تلك المشاهد !!!ا
الى هذا الحد هناك شبق لمجرد الرؤية، وفى نفس الوقت هناك ادانة لمن يضبط يمارس هذا الفعل تبدأ بالفضيحة وتمر بالبوليس والسجن وتنتهى بالقتل احيانا...اى انفصام هذا ؟ فى زيارة لاحدى الدول العربية التى تعد الاكثر تشددا فى قضية المرأة..اكد لى مضيفى وهو من ذات البلد، انها الاكثر انحلالا بل وشذوذا، لكن فى الخفاء !!ا
بالطبع لن ننسى دور رجال الدين فى الاستخفاف بالمرأة،فقد حرم عليها الشيخ الشعراوى ركوب الحمار لسبب مضحك، وهو ان حركتة سوف تسبب لها احتكاكات قد تثيرها جنسيا !!!ا
اعرف عشرات الفلاحات المكدودات بالريف واللائى يركبن الحمير لتسويق منتجاتهن، واعالة الاطفال بعد وفاة الزوج او عجزة عن العمل دون ادنى اثارة !!ا
والسؤال هو.. لماذا تحتل المرأة الاميريكية المرتبة الاولى فى المجتمع ولها الحرية الكاملة فى اختيار شريكها فى الحياة دون وصى؟
لأنها تعمل كالرجل وتعتمد على نفسها اقتصاديا، ولم تختصر نفسها فية، او تلغى شخصيتها من اجل عيونة، او تقف وراء سيادتة ‘‘علشان يبقى عظيم‘‘، ولذلك هى تستمتع بالحياة لأنها عضو فاعل فيها بل هى الاكثر فاعلية
رغم اننا لا نحبذ العودة الى النصوص فى مناقشة امور الحياة، الا اننا نقول لكل من يتحصنون بها لقهر المرأة ووأدها، انكم تنظرون الى ظاهرها دون روحها، فالمسيحية تنظر الى الرجل على انة رأس المرأة وهى بدونة بلا عقل، والاسلام يرى انها نصف انسان، وهنا نقول علينا اتباع منهج المواء مة الذى اتبعتة النصوص نفسها، فهناك ايات تحض النبى على التسامح مع الكفار-الانعام 107 واخرى بالتشدد معهم-التوبة 120 حسب ظروف المكلف بالدعوة، وقد ألغى عمر بن الخطاب وهو شبة امى - والوصف لابن خلدون - حد السرقة فى عام المجاعة، اتباعا لذات المنهج، فأين انتم من هذا المبدأ؟
نحن ندعو الى مساواة المرأة بالرجل فى كل شىء،اكرر فى كل شىء،بدءا بتقلد منصب رئاسة البلاد‘‘ولكم فى ثاتشر وجولدمائيرتذكرة ‘‘، انتهاء بالميراث، او اعطوننى سببا عقليا واحدا - لا نقليا - يبيح لكم تحقير المرأة التى هى كل المجتمع، وليست نصفة، فهى التى تحمل وتلد وترضع، بالاضافة الى انها تعمل كالرجل، فالمرأة ان عاشت مقهورة، فالمؤكد انها سوف تخرج لنا جيلا مشوها نفسيا وجسديا، ولكنها ان تحررت فسوف نتحرر جميعا، فقضية المرأة قضية المجتمع كلة، وبدلا من احتقارها يجب ان تتفتق عبقريتكم الذهنية عن حل لملايين الارامل والمطلقات ومن لم يتزوجن، وكيف يعشن حياتهن فى مجتمعات لا تسمح لهن حتى بالتنفس، فى حين تشجع الرجل على كل شىء، كفاكم انفصام وتعالوا نعقد صلحا مع زماننا، وندخل عصرنا ونندمج فى العالم الجديد، فلسنا وحدنا فى الكون، ونقول لكل الاحرار، لقد ان اوان مواجهة ذوى الفكر السلفى الرجعى المتخلف، ولا ترهبوهم ان رفعوا سيف الكفر والالحاد فهو لا يخيف الا الضعفاء، ونحن نؤكد ان اللة هو العدل، وروح الاديان تدعو للمساواة دون تفرقة من اى نوع،نعم من أى نوع، وسؤالى الأخير..هل نحن خير امة اخرجت للناس- الا المرأة -ام اننا امة من الرعاع..حسب وصف فضيلة شيخ الأزهر؟!!!!ا

صحفى مصرى مقيم بواشنطن