المرأة وعولمة الضياع



وعد العسكري
2007 / 11 / 22

قد يتراءى للكثيرين منا حينما يمعن التحديق والتفلسف في مجريات الأحداث اليومية العالمية منها والمحلية يتراءى لنا صورة المرأة وانجازاتها المحدودة في سفر التاريخ العربي مهما كتبنا من أسماء ومهما ذكرنا من النساء يبقى العدد قليل جدا إلى ما حققته المرأة العربية في عالم تشابهت فيه المرأة والرجل إذ صار الجميع يتقاسم متاعب الحياة وهمومها في زمن تعولم فيه حتى الدين إذ ترسم المخابرات الأميركية فلسفة الأديان وفقما تشاء وكيفما تشاء ، طبقا لفلسفة الولايات المتحدة التي تأخذ بجزيء الجزء إلى أجزاء عديدة كي تضعف من جعلتهم أعداء لها بالفطرة وتمتص قوتهم وطاقتهم التي تمثل المرأة فيه نصف أويزيد من تلك الطاقات ومناطق القوة إن تواجدت في البقعة العربية الكبيرة التي تمتد من المحيط إلى الخليج .
ليس بالخفي على جميع المثقفين التفكك الإجتماعي والخلقي الذي تعيشه معظم دول الغرب وأوربا كنتيجة طبيعية لعولمة الإنحطاط الخلقي التي بدأت ثورتها منذ الثورة الفرنسية أو قبلها بكثير .. ومدى انعكاساتها على المرأة في المجتمع والتي قد تمثل نصف المجتمع في بلدانهم ، إن الحديث عن أي تفكك إجتماعي وخلقي يعني بالضرورة الحديث عن حالة ضياع تعيشها دول الغرب بنسائه اللائي يمكن أن يجعلن من الحياة أكثر طمأنينة وأفضل حال عما هو عليه .
وبعد أن شعر الغرب الأوربي والغرب الأميركي أيضا بأهمية هذه الأداة (التفكك)التي أخذت تميز مجتمعاتهم بها وتزين شوارع بلدانهم نساء ملائكيات يقضين أجمل الليالي مع مدمني الجسد من الرقيق الأبيض بصبياته وشاباته وطاعناته التي أخذت مواقع النت الإباحية تعج بها .. شعروا بأن مثل تلك الأداة السحرية التي أعطت ثمارها مسرعة في مجتمعاتهم الغنية والتي تقودها كبريات الشركات العابرة للقارات (الشركات الرأسمالية) التي ترسم سياسة الولايات المتحدة وحلفائها وجدوا أنه من الضروري جعل المرأة في حالة من الضياع التي تميز نصف مجتمعاتهم وقرروا تصدير تلك التفككات مع منتجات شركاتهم العابرة للقارات فنرى الأندية الجميلة والراقية في بعض البلدان العربية تتكابر مفاخرة بكمية الضياع التي غطت عالم النساء وجذيت الكثيرات إلى هذه الثقافة التي أخذت تدخل في كل تفاصيل الحياة بفضل تكنولوجيا الإتصال المتقدمة التي وصل إليها العالم .
لذا لا غرابة إذا واجهنا إمرأة عربية كان يشار لها بالبنان على عفتها وخلقها نراها تصول وتجول في عالم العولمة التي سيطرت على كل مناحي الحياة ودقت أسفينها بين المرأة وعفتها في المجتمع وعفتها بين نفسها وصدقها تارة أخرى .لذا فأن المرأة العربية اليوم في بلدها أو بلاد الغربة تسير مسرعة جدا نحو عالم وجدت فيه كل شيء مباح عالم يحسسها بأنوثها بكل أدواته الخبيثة وهي لا تعرف مدى الضياع الذي هي فيه الآن .!