المرأة والمهن الشعبية في العراق



خضير حسين السعداوي
2007 / 11 / 25

كان للظروف الاقتصادية الصعبة التي مر بها العراق وخاصة في بدايات القرن العشرين حيث اصبح ميدان للحرب العالمية الاولى بين القوات العثمانية والقوات البريطانية الغازية وما تبعها من احتلال العراق من قبل البريطانيين وماتبعها من انتفاضات وثورات اضافة الى الكوارث الطبيعية كالفيضانات والامراض والاوبئة. فقد دفعت هذه الظروف عدد كبيرمن النساء العراقيات
الى ممارسة بعض المهن الشعبية لسد رمق عوائلهن بعد ان ترمل قسم منهن حيث فقدن ازواجهن او اباءهن او من يقوم بمعيشتهن وعلى مستوى العراق عموما وبصفة خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق....وسط هذه الاجواء من قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية
استطعن بعض النساء وبشجاعة ان ينزلن الى ميدان العمل متحدين كل ماكان يعيب العمل للمرأة ومارسن مهن شريفة تخدم المجتمع اضافة الى توفير قدر من الرزق لهن ولعوائلهن بعد ان فقدت معيلها كي تمنعها من الانحراف والسقوط في الرذيلة.......
ومن اهم المهن الشعبية التي مارستها المرأة العراقية في تلك الفترة ولازالت قسم منها يمارس لحد الان
1- الخبازة....وهي من المهن الشعبية التي مارستها المرأة العراقية وخاصة في المدن الكبيرة قبل ان تنتشر افران الصمون والمخابز حيث تقوم الخبازة باعداد الخبز الى المطاعم او بيعه في الاسواق بعد التفنن في اعداده بوضع السمسم وصنعه باشكال مختلفة وهذه المهن تدر ربحا بسيطا تستطيع به المرأة واطفالها ان يبقواعلى قيد الحياة وكثيرا مااقترن اسم الابن بهذه المهنه حيث يقال فلان بن الخبازة وهذه المهنه انقرضت في الوقت الحاضر
2- الخياطة.......ايضا من المهن الشعبية التي مارستها المرأة العراقية وكان هنالك في كل طرف او حي في المدينة خياطة تقوم بخياطة الملابس النسائية وملابس الاطفال وخاصة في مواسم الاعياد حيث يجتمع اطفال الحي في بيت الخياطة لتقوم باخذ قياساتهم بعدها ينتظرون اكمال ملابسهم استعدادا للعيد....وكذلك خياطة ملابس العروس لقاء مبالغ محدده متفق عليها وهذه المهنة لاتزال تمارس لحد الان
3- الحفافة.....وهي من المهن التي ارتبطت بالمرأة عندما كانت الحفافة في ذلك الوقت تقوم مقام صالونات التجميل في الوقت الحاضر.. تؤخذ العروس الى الحفافة لتنظيف وجهها من الشعر بوسائل بدائية باستخدام الخيط....ولم تقتصر الحفافة عاى العروس فقط
وانما كثير من نساء الطرف يذهبن الى الحفافة ايام الاعياد والمناسبات...طبعا لقاء مبالغ متفق عليها وهذه المهنة انقرضت في الوقت الحاضر لظهور الصالونات الحديثة وماتحمله من تقنية جديدة ومساحيق ومراهم ودهون وتركيب عدسات
4-الكشافة....او قارئة الفنجان وهي ايضا من المهن التي مارستها المرأة والرجل على السواء...بغض النظر عن كونها مهنة تستغل البسطاء من الناس او المغفلين الا انها مورست
كمهنة لبعض النساء ويذهب اليها الرجال والنساء لقراءة طالعهم او من تاخر نصيبها في الزواج او لعمل الحروز والتمائم التي توجد المحبة في قلب المحبوب وغيرها من الامور
وهذه المهنة لاتزال تمارس لحد الان وقد تفنن ممارسوها في جذب الزبائن
5-بائعة اللبن ....وهي من اقدم المهن التي مارستها المرأة وخاصة المناطق الريفية المحيطة بالمدن حيث تتوجه النساء بمنتوجاتهن من الحليب ومشتقاته الى الاسواق او بتوزيعه على البيوت صباحا.....لقاء مبالغ وهذه المهنة في طريقها الى الانقراض بعد ان انتشرت الاسواق والمحال التي تبيع الحليب ومشتقاته وبشتى الانواع .
4- 5الحياكة....ايضا من المهن القديمة التي مارستها المرأة العراقية وتقوم على حياكة البسط والسجاد وغيرها من الملابس لقاء مبالف معينة تستطيع به المراة ان تصرف
على اطفالها وهذه المهنة اقتصرت في الوقت الحاضر على مناطق معينة ومحددة
وهنالك ملاحظة ان اغلب هذه المهن انتشرت في اغلب البلاد العربية......ومن الملاحظ ايضا ان هنالك مهن لم تنتشر بين النساء العراقيات وهي مهنة الخدمة في البيوت كما انتشرت في المجتمعات العربية الاخرى اي (( الشغالات)) وهذا يدلل على مدى السمو النفسي الذي تتمتع به المرأة العراقية هذه المهن مارستها المرأة خلال العقود الاولى من القرن العشرين.وتشكل ثورة 14 تموز عام 1958 نقطة تحول في حياة المرأة بصورة عامة
والمرأة العاملة بصورة خاصة بعد ان استطاعت الثورة ان تفسح المجال امام المرأة لممارسة العمل في شتى المجالات حيث دخلت المعترك السياسي عندما اصبحت لاول مرة في تاريخ المرأة العراقية وزيرة في الحكومة العراقية وهي المرحومة نزيهة الدليمي....نحن نتطلع الى عراق يحتضن جميع ابناءه رجالا ونساء وفق نظام سياسي ديمقراطي السيادة فيه للقانون بعد ان عانينا من الانظمة الشمولية .وان يضع قضية المرأة وحقوقها في مقدمة القضايا المصيرية التي تواجه شعبنا بكافة اطيافه وقومياته المتأخية في عراق موحد مستقر