افغانستان: نساء للبيع والشراء في عالم الاتجار بهن بلا حياء



وداد عقراوي
2007 / 11 / 25

الحالة:
عمرها 31 عاماً، افغانية واسمها المستعار ب، أنجبت 11 طفلاً ولا زالت تفتقد ابنة لها سرقها القدر وتجار البشر.
كانت في الثانية عشرة عندما زُوجت لرجل عمره 24 عاماً ومن منطقة شنوار في إقليم نانجارهار شرقي أفغانستان. ومنذ ذلك الحين تم عرضها للبيع والشراء المرة تلو الاخرى، في تقليد محرم رسمياً يعرف ببيع النساء.

القصة:

تتذكر ب قائلة بان زوجها الاول كان من اصحاب الاملاك ويجني اموالاً لا بأس بها من مزارعه. وعاشت معه لأكثر من تسع سنوات، وبعد انجاب أربعة أطفال، وفي فترة مرضها وهي حامل في شهرها الثاني، قرر بيعها لمجموعات قبلية تعيش على الجانب الباكستاني من الحدود. ولا تعرف ب المبلغ الذي جناه الزوج من بيعها ـ ذلك الزوج الذي كان يتذمر منها دائماً قائلاً بأنها "قبيحة وغير جذابة".
ولم تستطع ب ترك ابنتها الرضيعة فقرر الزوج بيع فلذة كبده ايضاً معها.

كان الشاري رجلا على شاكلة الاول، شديد الغضب ويضرب زوجتيه الأخريين وأبنائه، ويجني اموالاً طائلة من الاتجار بالبشر وبيعهم للدول العربية.
بعد بيع ب بأربعة أشهر اختفت ابنتها الرضيعة. يبدو انهم سرقوها وباعوها كغيرها. ولم يكن امام ب سوى البكاء، الذي اصبح مثار للملل عند تاجر البشر فباع ب الى رجل آخر.
وكانت ب تآبى ترك منزله لانها كانت تأمل ان تُرجّع ابنتها اليها، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

الشاري هذه المرة كان رجلاً غنياً، من اصحاب الاطيان وتاجراً ومستورداً لمواد البناء. اشتراها لولعه بان يُرزق بصبي لأنه لم ينجب ذكوراً من زوجته الاولى. وتصفه ب بالطيب وأنجبت ابناً له في بيته.
بعدها بتسعة أشهر أنجبت ب طفلة وافتها المنية بعد ولادتها بـ 15 يوم. فخاب أمل الزوج وبدأت ب تشعر بالخوف. كانت تصلي إلى الله داعية ان يرزقها بصبي آخر كي تنال رضاه، ولكن شأت الاقدار ان تنجب ابنة أخرى فتم تسميتها باسم يدل على التقليل والانتقاص من البنات.

وازداد غضب الشاري وكان يكرر باستمرار بأنه على استعداد للزواج من 40 امرأة الى ان تنجب إحداهن ابناً اخر له. وكان يلوم ب ويدّعي بان فيها عيب ما. وبعد زواجه او بالاحرى شرائه لفتاة صغيرة، انجبت ب ثلاثة بنات وأصبح لديها ست اطفال من هذا الشاري.

واستطاعت الزوجة الاولى ان تقنع الزوج اي الشاري بتطليقها وتسليمها للملا مع ابنتيها الصغيرتين كي يرجعها الى زوجها الأول الا ان الطمع عمى عيون الملا والجشع ثقّل اذنيه وغير وجهته فباعها هي وبناتها لتاجر نساء مخضرم عرض بضاعته في مساء أحد الأيام في قرية ما، في حديقة مليئة بالرجال.

وساقت الاقدار زوجها الاول الى هناك وشأت الاقدار نفسها ان تجعله يشتريها مع ابنتها دون أن يعرف هويتها. وبعد أخذها الى المنزل ورؤية وجهها تملكه الذهول والاسى لدفعه حوالي 1.200 دولار لشراء ما باعه قبل سنوات بأرخص الاثمان.

حقائق:
الاتجار بالبشر هي اسرع وسيلة يتم من خلالها إجبار الاشخاص على العبودية وبالتالي اهانة وتحطيم الكرامة البشرية.
نجد بين ضحايا الاتجار بالبشر من كل الاجناس والاعمار، اي من الرجال والنساء والأطفال، ولكن الغالبية العظمى من الضحايا هم من النساء والأطفال.
ويؤثر الاتجار بالبشر على كل قارة من القارات وتولد اختلالاً في معظم الجهات، وتؤكد التقارير ازدياد عدد الافراد المتاجر بهم حتى في دول مجلس أوروبا زيادة هائلة.

رأي منظمة الدفاع الدولية:

* يعد الاتجار بالبشر شكلاً من اشكال العبودية وتشكل مخالفة لحقوق الإنسان ومن ضمنها الحق في الحرمة الجسدية والمعنوية والعقلية والنفسية والحق في الحياة والحرية والحياة الاسرية الكريمة والامن والسكن الآمن والمضمون والكرامة الانسانية والتحرر من عبودية الاخر والتخلف والحق في عدم التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية أو المهينة او الاستعباد الجنسي، والحق في حرية التنقل وامتلاك عالم من الحرية الشخصية والخصوصية والحق في الحصول على أعلى مستوى من الخدمات الصحية.

* تهدف منظمة الدفاع الدولية باهتمامها بهذه القصة التي نُشرت في شبكة الانباء الانسانية، تهدف الى لفت الانتباه إلى هذه المشكلة العالمية، والمنتشرة في بعض بقاع منطقتنا الشرقية، ونحن نستقبل اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في يوم ال25 من نوفمبر 2007، ونشارك الحملة التي تم تدشنيها بمناسبة امرار قرار في الامم المتحدة بشأن "القضاء على الاغتصاب وغيره من اشكال العنف الجنسي في جميع مظاهره، اثناء الصراعات والحالات ذات الصلة".

* وتطالب منظمة الدفاع الدولية بتغييرات في السياسات الوطنية والدولية لمعاقبة مرتكبي جرائم الاتجار بالبشر ومعاقبة المتورطين والمساندين والممولين لها وبتعبئة المساندة الوطنية والدولية للقضاء على هذه الافة وحماية حقوق الأفراد المتاجر بهم والتعامل بصورة جدية مع الأسباب الرئيسية المسببة لهذه السكتة الدماغية للقيم الانسانية.

* كما وتدعم منظمة الدفاع الدولية التغييرات في السياسات والانظمة التشريعية والقضائية الملائمة لتقديم القائمين على هذه التجارة، تحت اي مسمى كان، حتى ولو كان الاتجار بالبشر او الخداع باسم الزواج، وفي اية دولة كانت، الى العدالة وحماية حقوق الأفراد المتاجر بهم.

* من المهم التركيز على ضرورة التعامل مع ضحايا الاتجار بالبشر كضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وليس كاشخاص في اسر ذات مشاكل اجتماعية او اقتصادية او قبلية او ثقافية او كمهاجرين بشكل غير قانوني.

www.defendinternational.org
http://arabic.defendinternational.org/