هروب من سيف الشريعة



ليلي عادل
2007 / 11 / 30

نشرت احدى الوكالات خبرا عن احصاء 3000 حالة هروب لفتيات سعوديات معظمهن من القاصرات ..في دولة مثل السعودية جربت طوال وجود الأسلام فيها تطبيق الشريعة و العيش في ظلها ..فالمجتمع السعودي يعيش منذ قرون بالمنطق ذاته لكن بأدوات حديثة وسط عالم مختلف متغير مع تغير المفاهيم و القيم و حتى تغير الطبيعة و الجو و غيرها ..لكن بقي الفرد السعودي بعقلة و عقالة القديم لم يحرك ساكنا لمدة زادت عن 1400 سنة ..
و من خلال تقييم بسيط لتلك التجربة يمكن ادراك فشلها الكبير في حماية الأنسان و الحفاظ على كرامته و بالأخص المرأة ..لذا نحن نرى و نسمع كل يوم كيف تهان المرأة و تضطهد بأسم الدين و بالأوامر الألهية ..علنا و تهان كرامتها كل يوم و تجلد بسياط تلك القوانين التي يدعي من يتبناها و هو يتبجح انها... اعادت للمرأة مكانتها و حافظت عليها ..و لا ادري لم كل هذا الخوف من المرأة و الخوف من خروجها و اختلاطها ما دامت الشريعة تربي اجيالا يعتقد انهم من الألتزام و الأخلاق بحيث لا يقعوا في الخطيئة مهما كانت المغريات ..و لكن على ارض الواقع نرى ان العكس هو السائد فالرجل الذي تربى في ظل التعاليم التعسفية التي تفصلة عن الجنس الآخر و تضعه في درجة اعلى و تبخس من قيمة المرأة في نظرة و اعتقادة و تفهمه انها عورة ناقصة وجدت لأمتاعة و خدمته فقط لا غير و هي عبد ملوك لابد من تقييده والا ثار و تمرد ..مثل هذا النموذج هو من يقود الحياة و يحكم في المحاكم و يربي اجيال تحمل ذات المفاهيم.. وهو ذات النموذج الذي يتحين اي فرصة للخروج عن القانون و نزع ثوب الأخلاق و الألتزام و الهروب من عين الرب و اعين شرطة الأمر بالمعروف ... و من هنا يمكننا ان نتصور ما هو حال المرأة و الفتاة تحت ظل هكذا فكر يحكم كل مفاصل الحياة من الشارع و المدرسة و الجامعة و دور القضاء وغيرها من المؤسسات الرسمية و الخاصة ثم يلاحقها حتى داخل البيت ..ان ثورة فتيات السعودية هي اشارة ليست الأولى و ابشركم بأنها لن تكون الأخيرة فكلما زاد الضغط و الظلم كان رد الفعل اقوى و اكبر ..
و الى كل اولئك الذين يحاولون استيراد تجربة الحكم بالشريعة الى مجتمع كالمجتمع العراقي ..رغم كل ما مر و يمر به من مآسي لن يقبل بشريعة اقسى من شريعة الغاب لتحكمة و تتلاعب بمصائر ابنائه ...