اي شيء في العيد ...اهدي اليك ؟



ابراهيم البهرزي
2007 / 12 / 20

نعم يا صابرة يا حبيبة يا من يكفيها جمالا وفتنة إنها تحيى في عراق الظلام ومع ذلك فهي قادرة على الإشراق ..وتحيى في عراق الذئاب والمفترسات المنقرضة التي بعثت من مختبرات الاحتلال وتحت مرأى وعين دعاة الحضارة والديمقراطية ..تجول مثل الكهنة القروسطيين حاملين السكاكين تحت عباءاتهم مبشرين بالفضيلة التي يفتقرون إليها ..وكان تمام الفضيلة إن ينحروا بهائك المشرق ..
أي شيء تهدي لك اليد الكريمة المرتعشة غير لمسة التحية والمصافحة ...وعيدك محرم عليك هذا العام بفتوى ذئب يكره الجمال ...وعيدي مختطف منذ عهد بعيد ؟
أقيم في النار معاندا لأجل كرامة وجهك التي تخجل منها النيران ..
لأني لا استسيغ في المحبة لهجة غير لهجتك ..يا (عيوني ) ..يا (اغاتي )..يا (محصنة بسور سليمان )..
اطل من نافذة على عيد غريب لا اعرفه ..عيد بلا ألوان ..فأراك مجللة بالسواد ..أين تلك الألوان ..ألوان العيون والجدائل المشرشبة تحت ندى شتاء مشمس ؟
من سرق (صباح الخير )من الصباح ...ومن خطف (شلونك حبيبي )من الحب ؟
هذا ليس عيدي ولا عيدك ...هذا عيد الذئاب تجول مترصدة فرح وجهك لتفترس النظرة العاشقة ...إنهم يريدون العمى لك ولي وللمحبة التي سقينا وردها من قبل إن يخلقهم الخل المتعفن ...هؤلاء الديدان !
يطاردك بالطقوس حرس للفضيلة لافضيلة لهم إلا تكريس الموت وتكبير البكاء ...من اجل بلد لاتضحكين به عالية الفرحة ..لاتغنين له صادحة اللحن .جهورية الطرب ...أي بلاد تكون تلك ..ولا أسمعك تهدلين :
(يا ...يا ,,يا ياحبيبي
بس إلك وحك ..كلتها ..
وأنت من شعري وعذابي
طرزتها !
ما كلتها لغيرك
بحركة وترافة ,,,)
وان لم تغني أنت لي فحرام علي هبة السمع ...الطرش عن حكمة هؤلاء أولى !
يذهب العيد بالصغار إلى الأراجيح (وربما تكون بعض الأراجيح مفخخة باسنان الذئاب ..ولا نذهب أنا وأنت إلا إلى الصمت والامتحان :
من أين جاء هؤلاء وماذا يريدون ...وهل كانت أبواب الجنة مغلقة دوننا قبل مجيئهم ..السنا أهل البركات والخير وأهل الفرح الذي تحبه الملائكة ؟
أيعلمنا الأقرع كيف نشذب الجدائل ؟
ويلي عليك يا عراق ( ألماله والي )...بطة وصدتني ؟!
انظر من نافذة معلقة في فراغ الموت ..مر العيد ولا احد سلم عليه ..ربما كان ذئبا في فروة عيد !
كيف السبيل إلى أغنية تذكرتها لأجلك ؟
لماذا الإلحاح على الأغاني ؟؟ ..هكذا ستتساءلين بدهشتك العذبة المعذبة ..
سأقول لك ...لان العراق كان في الأصل مغنيا ..لكن الذئاب بلبلت لسانه فصار (اسطة )الندابين ..
تذكري أنت أغنية لأجلي ..ابعثيها بالبريد الالكتروني ...فقد نظرت من النافذة المعلقة بفراغ الموت فلم أبصر رسولا ...لا رسل بعد ينتظرون ...هل تذكرين الرسل الصغار الذين كنا ندفع لهم أجرة البريد حفنات من (الجكليت ) !
يا غالية يا بعيدة يا قريبة يا من بقيت لصيق النار لاجل دفئها الذي لايشبه دفء بقية الإناث (سأكون بهذا الشيء فقط شوفينيا ..لا أنثى تحسب في الإناث إلا العراقية !) ..يا صديقة من الزمان القديم (ستقولين وأنت تغنين كالعادة :
عشرين عام انكضت
واشذكرك بينه !)
يا صديقة من الزمان الجديد بخيل الصداقات ..ستهمسين إذ منعوك من الغناء :
ولكن مثلي
لايباح له سر )
اجل على الجرح وقعت ...فأنت تعرفين : إن مثلي لايباح له سر ...وإلا لقتلت مذ هبط السحرة الجدد في بابل الجديدة !
نظرت للعيد من نافذة معلقة في فراغ الموت ..وحين رأيت الذئاب تطارد العاشقين ..عدت هذه الصبيحة إلى كاس قديم خبأته لأجل فرح نادر ..وحيث لافرح ..ولا حيث لا أنت ولا العيد ..فسأشرب كأسا اثر كاس حتى يأخذ هذا العيد ذئابه ..ويعود عيدي وعيدك واغني لك لوحدك بعد أن تفرق الصحب بين موت وهجرة ...مكررا ومكررا كما غنيت في عيد سابق :
(لك )...صوت السهارى
مروا عليه
عصرية العيد
.........يلي بقيت بعيد
اليوم ده يوم عيد
عيدك وعيدي أنا
عيدك وعيدي أنا ...
يا طيبة ..يا صابرة ..يا سيدة نساء العالم