|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
بيان صالح
!--a>
2008 / 2 / 4
خرجت الآلاف من بنات تركيا وأبنائها يوم أمس في العاصمة التركية أنقرة في تظاهرة احتجاجية ضد خطة الحكومة القاضية بالسماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التركية، إذ اتفق حزب العدالة و التنمية الحاكم ,و حزب الحركة القومية المعارض على تقديم مشروع إلى البرلمان التركي لرفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب منذ عام 1989 , و حسب بعض التقارير الإعلامية وصل عدد المشاركين في المظاهرات إلى ما يقارب 40000 التي نظمتها ودعت إليها خمسون منظمة مختلفة نسوية و علمانية و يسارية. وقد تجمعوا عند ضريح مؤسس الجمهورية التركية " مصطفى كمال آتا تورك" في عشرينات من القرن الماضي والذي أرسى بدايات الدستور العلماني.
من المعلوم أن المؤسسة والأفكار العلمانية تحظى بالنفوذ الواسع والقوي في تركيا، و يساندها الجيش التركي و القضاء وتيارات سياسية علمانية كبيرة ومنظمات حقوق الانسان. و يخشى التيار العلماني من بدء تراجع تركيا إلى العصور القروسطية , و أن تؤدي خطة الحكومة بالسماح بارتداء الحجاب في الجامعات إلى تقوية وتوسيع الرموز الدينية و الإسلام السياسي في مؤسسات الدولة و مختلف نواحي الحياة العامة, و وبالتالي إلى فرض هوية إسلامية على الدولة و أسلمه المجتمع التركي بشكل قسري واستبدادي.
من الواضح أن شيوع ظاهرة الحجاب في المجتمع يميز المرأة في هويات دينية تزيد من التفرقة والتمييز في المجتمع بدل الهوية الإنسانية للمرآة. و كما أن فرض الحجاب سوف يكون عاملا لإرجاع المجتمع إلى الوراء , و أكثر من ذلك يستغله المتطرفون سلاحا في تقوية الإسلام السياسي في المجتمع عن طريق تغطية جسم وراس المرآة، و اضطهادها وسلب حريتها في ممارسة حياتها بشكل عادي و ارتداء ما تختار من الملابس الاعتيادية والحديثة دون الخضوع لقيود الدين والتقاليد، ما يؤدي إلى أيضا إلى وضع قيود على عقل و ذهنية المرآة وحركتها وحياتها اليومية.
في ظل الرأسمالية تتم المتاجرة بجسم المرأة وشخصيتها عن طريق فرض الدعايات التجارية للأسواق العالمية العابرة الحدود واعتبارها سلعة مربحة، و لكن في ظل الإسلام السياسي بالإضافة إلى ذلك فأنهم يتاجرون بها عن طريق فرض الحجاب و تغطية الوجه و من ثم محو هوية المرأة باسم الدين و العقيدة واعتبارها ناقصة العقل وعورة. ومن مهزلة ادعاءات الجهات الدينية و الحكومية في تركيا في تبرير فرض ارتداء الحجاب واعتبار قرار فرضه عملا ضمن إطار الإصلاحات الديمقراطية!! و الحريات الشخصية ، فهل تعريف الإنسان حسب الهوية الدينية هو إصلاح ديمقراطي واحترام للحرية الشخصية ؟ أم انه سلب الحرية الشخصية و الإنسانية ومسخهما؟؟
فلتستمروتتعزز الاحتجاجات و المظاهرات ضد الحكومة التركية لكي تتراجع عن خطتها الرامية في إلغاء حظر الحجاب في الجامعات !!! وكذلك من اجل قطع الطريق أمام القوى الإسلامية السياسية القومية ومحاولاتها التدريجية فرض دولة دينية على المجتمع التركي ، مثلما استطاعت احتجاجات و مظاهرات الحركات النسوية والراديكالية ,اليسارية إلغاء واسقاط مشروع قانون تجريم الزنا السيء الصيت عام 2004 .
اقرأ المزيد على الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=23603
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك