أليس هناك من ينتشل نسائنا من الضياع ؟



غازي الجبوري
2008 / 2 / 10

تتناقل وسائل الإعلام اليوم من الأخبار مالا يندى لها الجبين فحسب بل يهطل كالمطر حول ما تتعرض له النساء العراقيات رمز عزنا وشرفنا وكرامتنا من ظروف مأساوية قاسية اضطرت العديد منهن إلى بيع أجسادهن من اجل تامين المأوى ولقمة العيش لهن ولمن يعلن من أبنائهن أو إخوانهن القاصرين أو آبائهن وأمهاتهن العاجزين بعد إن فقدن الرجال الذين كانوا ينفقون عليهم ويعيلونهم جراء الحروب المتتالية ولاسيما بعد الاحتلال الأميركي للعراق وما أدى إليه من عنف سياسي وطائفي تسبب في مقتل أكثر من مليون عراقي أغلبيتهم من الرجال وتشريد مئات الألوف من العوائل إلى مناطق أكثر أمانا داخل وخارج العراق فضلا على اعتقال وسجن أعداد مماثلة بينهم نساء تعرض الكثير منهن للاغتصاب ويقال انه تم قتل من لم تقتل نفسها من قبل أقربائهن بعد إطلاق سراحهن غسلا لعار لم يكن لهن ولا لذويهن ذنب فيه .
وإذا كنا غير قادرين على منع قوات الاحتلال من القيام بمثل هذه الانتهاكات فان كل عراقي وعربي ومسلم شريف بقيت لديه ذرة غيرة ونخوة وشهامة أينما كان ، مطالب اليوم أن يهب بما يستطيع لإنتشال نسائنا من مستنقع الرذيلة الذي دفعن إلى السقوط فيه دفعا بعد أن أغلقت بوجوههن كل أبواب وطرق ووسائل العيش الشريفة للحفاظ على حياة أفراد عوائلهن الذين ينفقن عليهم وإنقاذ من يقفن على حافة الهاوية ويوشكن أن يسقطن ، وأرجو أن لايزايد الآخرون على هؤلاء النسوة وان يحمدوا ربهم أن نسائهم لم تمر بهذه الظروف وليكن معلوما للجميع أن المرأة أياً كان أصلها وحسبها ونسبها لايمكن أن تسلم نفسها لغير من تحب إلا إذا كان ذلك هو الخيار الوحيد المتاح أمامها ، فكيف ببنات الحسب والنسب والأصل الشريف العفيف . فبرغم مساعي الجامعة العربية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية باللاجئين إلا أن هناك الكثير مما يمكن فعله من جمع تبرعات إلى مناشدة المنظمات العربية والدولية والجمعيات الخيرية والهلال والصليب الأحمرين الدوليين وكذلك من خلال تفعيل الندوات والتظاهرات والاعتصامات والإضرابات للضغط على الحكومات المعنية لإيجاد حل عاجل لهذه الكارثة التي شمتت فينا الشامتين فضلا على معاناة نسائنا واهلنا المشردين عموما. فهل انقرض الشرفاء والخيرون في بلدنا لنبقى نتفرج على أعراضنا وهي تباع في سوق النخاسة وتلوكها الألسن وتتناقلها بتندر الكثير من وسائل الإعلام الحاقدة...؟. إن أول إجراء يجب القيام به هو إنشاء جمعيات لجمع التبرعات وفي نفس الوقت دعوة العوائل العراقية المهجرة خارج القطر للعودة إلى المناطق الأكثر أمنا داخل البلاد ودعوة العوائل العراقية القادرة إلى إيواء عائلة واحدة على الأقل للقيام بذلك لحين إيجاد مساكن مؤقتة لهم وإعطائهم أسبقية في التعيينات الجديدة وحث الرجال سواء من العزاب أو المتزوجين على الزواج من النساء الأرامل والمطلقات والآنسات الراغبات في الزواج وإيواء الأطفال الأيتام والمشردين لحين تحسن الظروف في البلاد . وبذلك نستطيع أن نخفف من معاناة نسائنا اللواتي اضطرتهن السياسة والمصالح والقوة الغاشمة إلى بيع أغلي شيء يمتلكه الإنسان من اجل البقاء .