في عيد الحب ...رسالة الى امراة عراقية



ابراهيم البهرزي
2008 / 2 / 15

أنا بالضبط لا اعرف اسمك يا حبيبتي...وربما أكون رايتك أو التقيتك او رأيت من يشبهنك ...فأنت عراقية ... لك كما للأخريات امتياز حمل الأسى بامتياز!
مشردة قد تكونين في بلاد تكرمك أو تذلك ( ولو أن غربة الجنة ذل أيضا !).....أو مقيمة في بطن حوت اسمه العراق ..الامرسواء .فأنت حزينة لابد ....ربما أكون كرجل ..واحدا من مراسيم إحزانك ..إن لنا وطنا ما أن يهيننا حتى نفرغ أسى الاهانات بالأقربين ! ...ومن الأقرب منك ؟ ...في الرضا والزعل ..أنت الأقرب....
وان مال حمل على القلب ثقيل نتكئ رغم تعبك على مستراح صدرك!
وفي عيد الحب ( نحاول أن نجير هذا العيد الغريب علينا لروزنامة أيامنا الموتورة دما وكراهيات ) ...في هذا العيد ...وإنا الذي ما عادت بين يدي الورود(ككل العراق ..الذي ذبل حتى عوسجه ) ..في هذا العيد ..لا املك إلا أن أقدم لك باقات الاعتذار!......الاعتذار عن تاريخ الظلم والقسوة الذي لابد _حتى وان سهوا _ساهمت فيه بغير حقك !.....ظالم إنا وان غفلت عن ظلمي ..ككل الرجال ....لقد ولدنا من رحم تاريخ يضع السوط منذ ولادتنا بأيادينا ويصرخ بنا أن :
لاحقوهن !
لقد ظلمت بعضا ...اعرفهن بالاسم ....ولكنهن .للعجب ...يستغربن إن قلت لهن عذرا لظلمي !....من المؤلم أن تحسب بعض النساء ظلم الرجال لهن شيئا من سمات الرجولة وزينتها !
ولكنني على أي حال ...اعتقد إنني مارست الظلم يوما ..طفلا كنت .او مراهقا تأخذه ( الرغبة ) بالإثم !
ففي عيد الحب الغريب هذا ..أرجو السماح من اللواتي عرفت ..وممن لا اعرف .فالإثم شامل .انه إثم المواريث التي سكنت دماءنا ...والتي ينبغي أن نمرض ونصاب بفقر الدم لكي نتخلص منها ....
وليس خسارة ان نمرض ونصاب بفقر الدم ان ربحنا غنى الحب .وعافية الحنين !
في عيد الحب هذا ...ايتها الحبيبة التي اعر ف ولا اعرف ..وحيث تكونين ...المهم هنالك سماء واحدة نستطيع النظر اليها معا !...
في عيد الحب هذا .
كم رجل سيعتذر عن أخطاء التاريخ لا قرب امرأة يصادفها ؟
يقبلها من الجبين
او الوجه
او .حتى الشفتين !( زعلت من حدة الفاظي قبل يومين !....كما يزعل الاخرون ...وقد وعدتك ان اترك لغة السوق التي بنيت منها قواميسي ...وها أنت ترين .لا زلت مؤدبا حتى هذه الجملة !)
أريد أن اعتذر منك عن صرخة صرختها بوجهك خلال العمل (حدث ذاك مني مرارا ...بسبب الوظيفة الحقيرة ).
وأريد أن اعتذر منك بسبب ..صمت يداهمني وشرود ..وأنت تتلين علي الجمل الجميلة التي بالكاد اسمع صداها ( الحياة شردت عقولنا الى حيث لاندري .....حياة الحروب والخوف والانكسارات!)
في عيد الحب ..أيتها العراقية المستثناة بين جميع النساء بصبرها العجيب ....وكمدها العجيب ...وترحالها الاعجب في دروب الخبز...وهربا مستمرا الى كهوف الامان .
في عيد الحب ...اتمنى لك الحب الذي سقط من قاموس حياة العراقيات الصبايا (هذا الصباح ...تماما هذا الصباح !....سالتني زميلة تطلب رأيي في شخص تقدم إليها ..فسألتها :
وهل تحبينه أنت ؟
استغربت وهي تقول :
أي حب ؟ .حياتنا ليس فيها أية فسحة للحب ...)
تقول هذا وهي مهندسة في اوائل العشرينات من عمرها ...وجميلة ايضا !
فماذا تقول المسكينات المكدودات المبعدات عن العلم والتعلم ..وما اكثرهن في سواد هذا العراق الحزين ؟
في عيد الحب ..اعدك كما طلبت :
ان لا تكون لغتي بذيئة بعد !
(ولكن اولاد...... الحاكمين ..لا اجد لتوصيفهم جملا جميلة !)
هل تسامحيني ؟
في عيد الحب
احبك ايتها العراقية .عرفتك عيانا او سما عا ...او لم اعرفك
فانت القديسة بين نساء الارض