والله .. والله ..والله انها الوحيدة التي تستحق التهنئة ومن القلب



حمزه ألجناحي
2008 / 3 / 13

اني اخذت عهدا على نفسي أن لا أكتب الاعن العراق وخاصة في المواقع الذي يديرها عراقيون او في الصحف المحلية ..اما في باقي المواقع او الصحف الغير عراقية فأنا أكتب أحيانا عن اختصاصي وبعض الاحيان أكتب عن حدث معين له وقع يحتم عليك الكتابه عنه حتى لا يقال أن الجناحي يغرد خارج سرب من الطيور مهاجر من اوربا الى هور الحمار الذي لم يمتليء بالماء بعد .
حقيقة لابد ان أذكرهنا اني بعثت برسالة الى احدى الصحف العربية اهنئ برسالتي المرأة في العالم بمناسبة عيدها الذي يصادف الثامن من أذار وتحتم علي في تلك الرسالة ان تكون طريقة الكتابة فيها نوع من الشعور بالفرح حول هذه المناسبة السعيدة التي تمر على المراة في العالم وتمنياتنا ان يكون العام القادم اجمل ومفعم بالخير والمحبة وتحقيق المساواة او على الاقل ان تكون المراة العربية مثلها مثل المرأة في العالم الغربي وقوانين الدول العربية ان تكون منصفة بحق هذا المخلوق الذي لولاه لكانت الارض عبارة عن صحراء جرداء لا تنموا فيها الا نوع واحد من الاشجار الذكورية الغير مثمرة ...لكن وانا أقرا في بعض المواقع الذي احب ان اكتب لها واقرأ ما مكتوب فيها وجدت الكثير من زملاءنا الكتاب وهم يكتبون عن المراة في العراق ومأساتها وما تعيش من واقع مرير ما مرت امرأة في مثل وضعها ولا عاشت حرة حياتها وبدا لي ان هذا اليوم عند الاخوة الكتاب ليس يوم فرح بل هو نبش للمواجع والمأسي التي تعيشه المراة في العراق ..لذا كان لزاما أن اكتب عن هذا اليوم ولابد لي أن اغرد خارج ذالك السرب الذي حط برحاله في هور الحمار وغادره بعد سويعات الى هور الحويزه ولعله سيرحل الى الجبايش ولربما يعيد ادراجه الى اوربا بعد ان راى تلك المياه التي قادته بوصلته لها لا تصلح الا في اعلام العراق ان تكون مسطحات مائية ملائمة له وهي ليس كذالك مثل حال المرأة العراقية التي يطلق عليها المراة وهي حاملة على كاهلها حمل جبال لو حملته الرجال لدكت وغاصت في الارض ...
اذن قررت ان ازف احلى التهاني والتبريكات الى المرأة العراقية بهذا اليوم الذي هو يوم عيدها ولو اني على يقيين تام ان امي واختي وزوجتي وزميلتي في العمل ولا حتى وزيرة المرأة العراقية هذا اذا كان لدينا وزيرة للمرأة تعرف وتعلم ان الثامن من اذار هو يوم عيد المرأة العالمية ..
لذالك ومن مدينة الحلة اكتب هذه الكلمات للمرأة العراقية واتمنى عليها ان تعلم ان لديها عيد في مثل هذه الايام وتثقف عليه حتى نرسل لها التهاني والتبريكات وهي غير متفاجئة وعندما أزف لها تلك الاماني لاتقول (والله انت بطران ياعيد ياخرط يمعود دخل نسلم بريشاتنا )
هذا هو الحال عند المرأة العراقية (ياعيد ياخرط) لكن والله والله والله ان المرأة الوحيدة في العالم التي تستحق ان يهنيها العالم كله بيوم المراة هي المرأة العراقية لأنها المرأة الوحيدة في العالم التي تعيش كمرأة وتثبت للعالم انها المرأة الحقيقية فالمرأة العراقية لا العرف ينصفها ولا الشعب متدين ليطبق معها ما يريده الله والذي انزله في كتبه السماوية ولا القانون العراقي كتب لها حقها ومع كل ذالك وتلك المراة المسكينة في حياتها التي وجدت نفسها عراقية وتعيش في هذا الواقع أثبتت انها المراة العراقية ..
اليس هي من قادت العائلة في حرب الثمان سنوات ؟
اليس هي من قننت وجاعت وتالمت وماتت في سنين القحط والحصار ؟
اليس هي اليوم تزف موتاها من الابناء والازواج والاخوان الى مثواهم الاخير بسبب الارهاب ؟
اليس هي نفسها من هجرت وضفضفت بجسدها على رضيعها في مخيمات التهجير ؟
اليس..اليس..اليس..اليس؟؟؟؟
من من مجتمعات العالم عانت نساءه بمثل ما عانته المراة العراقية وتراها اليوم وبلا مجاملة او نفاق اورياء انها اقوي وتخرج من محنتها شامخة صلبة اقوى عودا وامض جأشا ...
انها المراة العراقية الام والحبيبة والزوجة والبنت والزميلة والصديقة فطوبى لها والف الف مبروك انتصارها على زمانها وكل عام وهي بالف خير ..
ودعاءنا لها ان تعيش كما اراد الله لها ان تعيش ...
وأكرر اعتذاري للمرأة العراقية لاني لم اكتب التهنئة قبل هذا اليوم

حمزه—الجناحي

العراق—بابل