ماجدة بوظو – تنتصر لبنات جنسها0



عايد سعيد السراج
2008 / 3 / 15

المفردات حسب زعمي هي عصارة روح الكاتب , وقيمه, من لحظة الخلق إلى البغام0 إلى أول نقطة حليب من ثدي أمه, ومن ثم للتكوين المعقد للكاتب- منذ النطفة الأولى إلى لحظة جريان المسطور , الذي يحوي المتُجلي والمتخيّل والذي يُراد 0 هي هكذا أشياؤنا نحن الذين نريد أن نقول 0 مزيج ٌ عجيب ٌ يدفعني إلى الكتابة , وكلما لامست أحرف الآخر , تراني أشتعل بهمِّ ما أريد قوله 0 إلى أي مدى أستطيع أنْ أحمل بين جوانحي موضوعيتي , إلى أي "مداً" أُحرر ذاتي من الذي أريد أن أقول , لأدخل في روح ما يجب أن ْ يُقال 0
حتماًَ الكاتب هو الكتابة , وكتابة الكاتب ( أي كاتب ) هي مجموعة من العوامل والدوافع والسمات , كل ما وُلد ويَلَدُ معه وفيه , كل ما رآه أو تخيله أو شاء ذلك , كل ما أحس به , أو فكر بالأساس به , ذاك هو الكاتب على ما أزعم 0 وكذلك كاتبتنا " ماجدة بوظو " هذه المرأة الأديبة التي تشق عصا الكينونة إلى الكائن , ومن الكائن إلى الذي تريد أن تكون , وبذلك لم تأت من فراغ , حيث وُلدت في أسرة مثقفة , وتفتحت على حبِّ الأدب والمعرفة , ولكن أجمل شيء في هذه الكاتبة هو إصرارها الدائم والدائب والمستمر على الكتابة بكل شيء وعن كل شيء0
تتقمّص شخوصها , وكأنها هي هم , وهم هي , مثلاً قصة [ الموت الهادئ – وشرقية في انكلترا ] 0
ماجدة بوظو- تكتب بشفافية عالية , وبجرأة ووعي عميق , وهي تعرف أنّها سوف تُحارب من هذه العقارب العمياء, التي تعادي أي حركة لأيّ كائن حي , فهي تقول ص118 في مجموعة " حب وأشياء أخرى" ما يلي : ( عندما أكتب , أكون نفسي وبكل صدق 00 بعيداً عن أي شكل من أشكال الزيف وأكون في مواجهة سافرة مع العالم , ومع الحقيقة ) 0
لذى ترى ماجدة بوظو تنشر نفسها على الملأ دون خوف أو وجل, لأنها لا تخشى شيئاً , فهي صادقة مع ذاتها , وفيــّة مع مشاعرها , بريئة وعفوية / طفلة كبيرة , لم تستطع الحياة , رغم , غيرة الآخرين أو حسدهم, أو حتى جهلهم, فيما يتقولون أن يؤثــِّروا عليها قيد أنملة 0 بل على الضدّ من ذلك تمضي إلى الحياة عميقاً لا ترتدي إلا صراحتها ثوباً يُطرّزُهُ الصدق , وقبعتها ألقٌ من المعرفة والغوص عميقاً إلى دواخل الحياة 0 حياتها لذا عندما نقرأها نراها بسيطة – شفافة- تجللنا بغمامة الحزن , وتتركنا نرتدي هذا الهذيان الذي يشعل أعصابنا تماما , مثلما تشتعل أوراقها 0 فهي تحب دمشق , بل تعشق كل ذرة فيها , وكذلك تعبد مصر , ومثلما تحب نزار قباني – كذلك تحب البير كاموو/ غارسيا ماركيز/ , وتحب كتبها وقارئها , تبعث له رسالة مفتوحة من القلب إلى القلب , رغم أن البعض لم يعتادوا أن يكونوا أخلاقيين ليرتقون مع ماجدة بوظو إلى مستوى الهم الإنساني , لماذا مثلاً لا يعتبر البعض من الكتاب الموهوبين أن ماجدة بوظو تكتب ذاتها , تكتب حياتها , دون المرور بحياتهم , ومن جعل هؤلاء " كتلة العقد " أوصياء على الكتابة أم أن " مكًّونُ العقربية " عندهم أكثر من باقي البشر , أم ماذا؟ أن نعجب أو لا نعجب بكتابة ما , لا يعني أن لا نكون أخلاقيين في الحكم , أم أن ّ ماجدة كسرت طوق الذكورة وأشعرت البعض بحقيقته , ( عقدة الإخصاء) أم أن ما يزعجهم هو استنصارها لبنات جنسها من النساء, وزميلاتها في الأدب 0
* أُدرك أيّ معاناة تعاني المرأة في هذا الشرق البائس , خاصة عندما يكون لها علاقة بأي شكل من أشكال الأدب والفن, لذا فهذه كلمة لا بد منها , في أدب ونظرة الكاتبة والأديبة , ماجدة بوظو – علهم يتعظون 0
* صدر للكاتبة مجموعة من الأعمال الأدبية – منها على سبيل المثال : - سجينة – هو الشعر الفضي دائماً – هكذا تكلمت راهبتي – حب وأشياء أخرى , شرقية في انكلترا – 0