مشهد آخر للمرأة العراقية



رؤى البازركان
2008 / 4 / 2

حصلت المرأة العراقية على مالايقل عن 70 مقعد في البرلمان العراقي عن طريق الكوتا الذي يعتبره البعض نظام مستورد يعزز العنصرية ضد المرأة باعتراف ضمني لايمكنها المشاركة والفوز بالانتخابات الحرة وهذا يعني بوصول نساء الى مقاعد البرلمان بشكل عشوائي ليس للكفائة او الخبرة وحتى التحصيل العلمي بل بعشوائية المصلحة التابعة لجهة الترشيح فاعطى صورة هشة لحقيقة المرأة العراقية والدليل انها لم تعكس على ارض الواقع اي انجاز او مشروع يدعم ويساند حقوق المرأة العراقية وفرض شخصيتها كقيادية تساهم في صنع القرار السياسي الذي يدعم بناء المجتمع الديمقراطي المتوازن الذي لايمكن ان يتحقق الا بمشاركة النساء والرجال على السواء... رغم ان المرأة العراقية يشهد لها التاريخ على مساهماتها في رفع قيمتها الانسانية حيث ارتقت بتعليمها وعملها ووعيها بحقوق العراقيات فأول وزيرة في الوطن العربي هي العراقية الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرة البلديات التي شاركت في صياغة قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 والذي اعتبر اول قانون في الشرق الاوسط ينصف حقوق المرأة اجتماعيا وانسانيا .. واستطاعت ان تلعب ادوار مهمة في الحياة على قدر كفاءة الرجل وهذا ماشهده المجتمع العراقي في الحرب مع ايران فكانت هي من تحملت مسؤلية واعباء العائلة وحافظت على تماسكها واستطاعت ان تشغل الوظائف المهمة وتمارس العمل بصورة متفانية عنما كان الزوج في جبهات القتال ثم تلتها حرب الخليج والحصار الجائر على المواطنين العراقين لم تكن المرأة الجانب الاضعف ابدا بل هي الاقوى على تحمل المسؤلية رغم ترملها او تيتمها هذا تاريخ رائد للعراقية و هذه الصورة الانسانية والحياتية هي بذرة القوة داخل المرأة و سرعان ما اجتثت هذه البذرة بالتنكر لها وما وقع عليها من جراء الاحتلال و دخول المستجدات السلبية من الاحزاب الدينية المتشددة والجماعات المتطرفة والتكفيرية التي جعلت تفعيل الاعراف البالية بحق النساء وترويج مفهوم المرأة العورة كتحريم مصافحة النساء و منع تعين السافرات وارغامهم على التحجب او الحبس داخل جدران البيت او ترويع النساء بالتهديد او القتل وتشويه سمعة القتيلات ودرج الجرائم تحت بند غسل العار ومن هذه الدوافع ابتعدت المرأة عن ساحة العمل واهمل التعليم ورجعت الى زمن الامية ... والكثيرات تركوا ميادين مهمة وصلوها بجدارة ورجعت المراة العراقية الى الوراء الى الظلام ورسخ في العقول دور المرأة في البيت هو الانسب فقط... ولم نعد نشاهد المرأة العراقية الحقيقية وانما ظهرة صورة ركيكة غريبة عنها ... صورة المرأة الخانعة والتابعة في منصبها او المشتركة بقتل الابرياء.. كل هذا عزز النظرة الدونية للمراة العراقية ورفض دورها في المشاركة لبناء العراق وطغى الفكر الذكوري المتعصب لذكوريته واستغلال هذه الاوضاع لتبقى المناصب والكراسي للرجال المتصارعين لقظم النفوذ والسلطة والمال فالجوع النفسي والجوع الجسدي يترجم ما يحدث الان في العراق.