التحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات



محمد كريزم
2008 / 4 / 6

نظم المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة في قطاع غزة بالتعاون مع مركز المرأة للإرشاد القانوني والإجتماعي بالضفة ورشة عمل حول التحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات، ركزت على العديد من القضايا الملحة التي تتعرض لها الإعلاميات الفلسطينيات، وتناولت أوراق العمل في الورشة التالي:

الجلسة الأولى:
- ورقة عمل للإعلامية رشا فرحات حول المناخات التي تعمل من خلالها الإعلاميات الفلسطينيات.
- ورقة عمل للإعلامية هديل عطالله حول الرؤية والرسالة للإعلامية الفلسطينية.
- ورقة عمل للإعلامية ريهام عبد الكريم حول المصاعب التي تواجه الإعلامية في الصحافة المرئية.
- ورقة عمل للإعلامية هداية شمعون حول نظرة على واقع الإعلاميات العربيات.
الجلسة الثانية:
- ورقة عمل للإعلامية دنيا الأمل إسماعيل حول الإعلام البديل وأثره على الإعلاميات.
- ورقة عمل للإعلامية سمر شاهين حول مواثيق الشرف الصحفية وتطلعات الإعلاميات.
- ورقة عمل للكاتب الصحفي موفق مطر حول الدور المتوخى من نقابة الصحفيين لحماية الإعلاميات ورفع مكانتهن.
- قراءة توصيات ونتائج الورشة للإعلامية ميرفت أبو جامع

وفيما يلي أوراق العمل للمتحدثين دون حذف

كلمة المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة... الإعلامي محمد كريزم

الأخوات والأخوة الأعزاء .. الإعلاميات والإعلاميين
الحضور الكريم ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأصالة عن نفسي وبإسم المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة اسمحوا لي أن أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب.
كما يطيب لي التوجه لكم بالشكر الجزيل لحضوركم العابق في هذا اللقاء الطيب الذي سيستمر طيلة الساعات القليلة القادمة هي الفترة الوجيزة لإتمام ورشة العمل التي نحن بصددها وينظمها المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة في محافظات غزة ومركز المرأة للإرشاد القانوني والإجتماعي في محافظات الضفة والتي تتمحور حول ( التحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات ) حيث جاء توقيت إنعقادها بمناسبة يوم الإعلامية العربية الذي يحل علينا سنوياً بتاريخ 13/3 ، وهنا نبرق بأجمل تهانينا العطرة للإعلاميات الفلسطينيات ولكافة الإعلاميات العربيات بهذه المناسبة التي نأمل أن تحل علينا في العام القادم وقد تحررت أرضنا المحتلة وقامت دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما يأتي انعقاد ورشة العمل هذه التي حملت عنواناً صغيراً في شكله لكنه كبيراً في مضمونه وجوهره، في ظل ظروف مجتمعية عصيبة وبالغة التعقيد لا سيما في السنوات الأخيرة التي ازدادت فيها وتيرة إنتهاك الحريات الصحفية، وتعرض الإعلاميين والإعلاميات للقمع تحت سطوة غياب القانون، وتجاهل حقوق الإنسان، ومداهمة المكاتب الإعلامية، وإعتقال الصحفيين تحت حجج واهية.
نحن هنا في خضم ورشة العمل نود تسليط الضوء على الصعوبات والإشكاليات والتحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات، ومحاولة إيجاد مخارج وحلول سعياً لتثبيت حقوقهن الإنسانية والمهنية، وتشكيل حزام أمن لهن وحمايتهن من أي إنتهاكات تعسفية من خلال التشريعات والقوانين العادلة وإنفاذها على أرض الواقع، والحديث هنا عن الإعلاميات كما هو الحديث عن الإعلاميين فكلاهما يشكلان الجسم الصحفي الفلسطيني.
وفي هذا المقام ندعو نقابة الصحفيين الفلسطينين لتفعيل وجودها وكيانها النقابي وأخذ زمام الأمور لحماية الإعلاميات ورفع مكانتهن في الجسم النقابي الصحفي الذي تجاهل وجود الإعلاميات للأسف الشديد، وخلت المواقع القيادية العليا للنقابة من وجود أي إعلامية لاسيما في مجلس إدارتها وفي دوائر صنع القرار، ونطالب النقابة بضرورة تخطي فواصل الصيغ المناوئة والمتناقضة لمجلس إدارتها الذي يجب أن يكون بحق ضمير وعنوان نضال الإعلاميين والإعلاميات، وغطائهم العريض، وذراعهم الأقوى في تحقيق مطالبهم وتلبية إحتياجاتهم، كذلك يتوجب على النقابة إستيعاب كافة الإعلاميين والإعلاميات تحت جناحها، تجنباً لنشوء أجسام نقابية مشابهه ومنافسة لها، حتى تكون بحق مشعلاً وضاءاً ينير درب الحقيقة، ويبرز الصورة الناصعة للإعلاميين والإعلاميات، وتنطلق إلى أفاقها الشاسعة وفضائها الواسع.
و قبل الخوض في غمار محاور الورشة، لابد من الإشارة بهذا الصدد إلى أن المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة، هو جسم طوعي يضم في صفوفه الكتاب الصحفيين والإعلاميين والإعلاميات المؤمنين بالمساواة والعدالة بين الرجل والمرأة، والمنتدى ليست له أي صفة سياسية أو تنظيمية، و هو عبارة عن فكرة نضجت وإنبثقت وإنطلقت عن مركز المرأة للإرشاد القانوني والإجتماعي الذي يعتبر الحاضنة الرئيسة له وينشط على مستوى محافظات الوطن في القدس والضفة وغزة.
وبناءاً على ذلك جاءت فكرة تأسيس المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة انطلاقا من أهمية دور الإعلام في تشكيل الرأي العام وتوجيهه والتعبير عن قضاياه من أجل تمكين المرأة من أداء دورها الإجتماعي والسياسي والإقتصادي من خلال تدعيم مسيرة نهوضها وخلق تغيير حقيقي في المجتمع الفلسطيني عبر تنمية الاتجاهات الإيجابية وتشكيل وعي حضاري مجتمعي فعال لدعم قضايا المرأة والسعي إلى إثارة وعلاج مشكلاتها بما يساعد على حلها ، وتصحيح المفاهيم تجاه المرأة وإبراز الصورة الإيجابية لها وفقاً لإستراتيجية واضحة المعالم وبرامج تحقق الأهداف المرجوة.
كذلك يسعى المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة لتنمية الوعي والإدراك لدى الإعلاميين والإعلاميات بالحاجة إلي تغيير وضع المرأة في المجتمع وعلاقة ذلك بإحداث تغييرات جوهرية على الصعيد الإجتماعي والسياسي ورفع مستوي المواطنين نساءاً ورجالاً.
ويعمل المنتدى على إثارة الحوار والنقاش حول قضايا المرأة: وذلك من خلال دعوة الرأي العام لنقاش وطرح الرؤى المختلفة حول القضايا التي تهم المرأة ومخاطبة إهتماماتها وإحتياجاتها الفعلية، وجذب انتباه قادة الرأي لتبني مواقف مؤيدة والاعتماد عليها كمصادر في التصدي للأفكار السلبية حول وضع المرأة في المجتمع.
في الختام أتمنى لكم التوفيق وأن تحقق هذه الورشة الأهداف المرجوة من وراء تنظيمها والتمكن من الخروج بتوصيات ونتائج عملية تخدم الإعلاميات الفلسطينيات على وجه الخصوص، والإعلاميين بشكل عام.

ورقة عمل الإعلامية رشا فرحات... بعنوان المناخات التي تعمل من خلالها الإعلاميات الفلسطينيات.

لقد مرت المرأة الفلسطينية العاملة في الحقل الإعلامي بظروف ومناخات متقلبة على الصعيد السياسي والاجتماعي كغيرها من النساء العاملات والغير عاملات في مجتمعنا الفلسطيني مما جعلها تمر بظروف سريعة التغير تماشيا مع هذا المناخ المتقلب ،فرغم المواجهات التي تكابدها في ساحة المعركة لنقل الصورة أو الخبر والمضايقات التي تمر بها من قبل جنود الاحتلال أثناء عملها وبرغم ما تواجهه من اعتراضات يفرضها المجتمع على عمل المرأة خصوصاً في مجال الصحافة ، إذا لم يكن رفضاً فهو قلق مستمر عليها كأنثى وكصحفية عاملة في قلب الميدان ..وطبعا فهي قبل كل شيء أم أو أخت أو زوجة أو ابنه لها مسؤوليات أخرى كلفها بها المجتمع دون الرجل لتصبح المرأة أكثر تأثرا وخبرة وتحملا لمتاعب ..برغم تلك الصعاب والظروف التي تيعشها الصحفية الفلسطينية فهي ما زالت تؤمن قبل كل شيء بأن ما تقوم به هو رسالة وأمانة وعلى الصعيد الداخلي هناك ظروف ومشاكل أو ما يمكن تسميته بالمناخات المتقلبة التي يمر بها الواقع الإعلامي الفلسطيني وكان لها أثره البالغ على عمل المرأة الإعلامي هي:
1- نستطيع القول أن الانقسام الفلسطيني الداخلي الفلسطيني هو اكبر التغيرات المناخية الاعلامية التي عاشها الصحفي الفلسطيني خلال الفترة السابقة وما نتج عنه نتائج معيقة لعمل الصحفي : فقد اصبح لدينا حكومتين فعيا على ارض الواقع وخطابين سياسيين مما كلف الصحفي مجهودا اكبر في مجال عمله
2- مشكلة الحزبية والتعصب الحزبي وما نتج عنه من تغيرات أثرت على وضع الإعلاميات الفلسطينيات كجزء من هذا المجتمع ، فالانقسامات الداخلية الفلسطينية أثرت بشكل أو بأخر ، فقد أصبحت الصحافة بعيدة عن النزاهة والحرية وأثرت الحزبية في حياة الصحافيات إلى حد كبير جدا وقد لا نبالغ إذا قلنا بنسبة فاقت 90% ، وكأنهم يقولون لا مكان للمستقلين بيننا ..فقد انتهجت كل مؤسسة إعلامية نهجاً منتمياً إلى حزب أو فصيل ، وظيفته الأولى هو مناكفة الفصيل الآخر عن طريق منع الصحف والمطبوعات الصادرة عنه ومضايقة الاعلامين العاملين في مؤسساته فلا يوجد مكان تقريباً لصحافة مستقلة ..وهذا طبعا كان له الأثر الكبير على المرأة الاعلامية بصفتها جزء من هذه المنظومة
3- التغيرات التي حدثت في دور نقابة الصحفيين واستبدال دورها بدور أخر لمؤسسات أخرى ، بالإضافة إلى أنها مهمشة أصلا و لا تعير اهتماماً للصحفيات الفلسطينيات، فكلما سألنا عن دور النقابة قالوا أن هناك انتخابات ستجري ، ما دورها وماذا تقدم للصحفيين ،لا شيء ، كما أنها لا تتفاعل مع الإعلاميات بشكل كافي، من حيث توفي أماكن كافية للتدريب أو التوجيه ، بالإضافة إلى أنها الآن لا تعد من الأساس مركزا للتجمع الصحفي أو مصدر قوة يستطيع الصحفي الاستناد عليه لمساعدته في استرجاع حقوقه إذا سلبت أو اعتدي عليها.
4- عدم توفر فرص عمل كافية للإعلاميات بعيدا عن الواسطة والمحسوبية التي باتت منتشرة وبدونها لا يمكن الحصول على فرصة ، كما أن الكثير من الوسائل الاعلامية تقوم بتشغيل نساء من دون تخصص إعلامي أو خبرة كافيه في المجال فقد أصبح الإعلام عمل أي كان .
5- الاستهانة بالمرأة الاعلامية كامرأة والشعور من قبل المؤسسات المشغلة للنساء الإعلاميات بأنها امرأة ضعيفة يمكن استغلالها فيتهاونون في إعطاءها حقوقها المالية كاملة ، فقد تعرضت الكثير من الصحفيات الفلسطينيان لكثير من صور الاستغلال المادي على يد إعلامين كبار ممن ا يقدرون عمل المرأة وبأنها أصبحت جزءا هاما من المجتمع كالرجل تماماً
6- الواقع الاقتصادي المؤلم التي تعيشه الإعلاميات الفلسطينيات مما اضطرهن للقبول بفرص عمل منخفضة الأجور خصوصاً في الإذاعات المحلية المنتشرة في قطاع غزة، وفي بعض البرامج التي تضعها المؤسسات الشبابية لحد من البطالة
7- عدم توفر فرص كافية للتدريب وأماكن مميزة بحيث تستفيد الخريجات إعلاميات من تدريبهن بشكل كافي
8- عدم توفر صحافة نسوية متخصصة في قضايا امرأة واقتصر فقط ذلك على دوريات وملاحق لا تصدر بشكل منتظم .
9- حياة الرعب التي بات يحياها الصحفي الفلسطيني والتهديدات المتواصلة لهم والتي شكلت أيضا خطرا على عمل الإعلاميات الفلسطينيات

ورقة عمل الإعلامية هديل عطاالله " محررة صحفية بصحيفة فلسطين " ... بعنوان الرسالة والرؤية للإعلامية

السادة القائمون على المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة....الزميلات الصحفيات المشاركات في هذه الورشة.........السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بدءاً أود أن أتقدم بخالص شكري للمنتدى الإعلامي على اهتمامه بعقد ندوة تجمعنا لنناقش معاً التحديات التي نواجهها كإعلاميات، لّنقيم فيها ما أنجزناه عبر السنوات الماضية، وما أخفقنا في تحقيقه حتى اللحظة.
لعل اختياري لورقة عمل تتناول الرؤية والرسالة للإعلامية على وجه الخصوص كان اختياراً متعمداً، حيث أعتقد أنه مع الأسف الشديد أن الكثير من العاملين في هذا الحقل الذي يتسم بخصوصية عالية ليست لديهم رسالة واضحة ورؤية محددة، وذلك بغض النظر عن مؤسساتهم الإعلامية التي يعملون لحسابها، أي نعم أن أي صحفية إذا ما سألناها عن رسالتها فستجيب تلقائياً "بالطبع أن رسالتي هي كشف الحقيقة ونقل الواقع المعاش بمهنية وصدق ودقة وموضوعية، وإثارة القضايا الوطنية الكبرى"، أما الرؤية فعلى الأغلب بأن الإجابة ستتمثل في "تحقيق واقع إعلامي يتمتع بالمصداقية والشفافية، بحيث يعبر عن كافة فئات المجتمع وأطيافه، وأن يصل الإعلام إلى مرحلة يكون فيه مرآة عاكسة للمجتمع ليسهم في تنميته في كافة النواحي الحياتية"....أليس كذلك؟.....ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا يكفي؟ بالتأكيد لا، فقد تكون هذه الملامح المشتركة بين كل من دخلوا هذا المعترك، ولكن المهم فعلاً أن تصنع كل منا جزئية مختلفة ومتميزة من رسالة ورؤية تجعل كل إعلامية فينا لها بصمتها المغايرة عن قرينتها، حتى وإن كانت هناك مجموعة من الرؤى والقناعات المشتركة في قضية ما، فإنه يبقى هناك تفاوت في طريقة المعالجة والطرح.
لا أنكر أنني واجهت صعوبة في البحث عن الشق المتعلق بالرسالة والرؤية للإعلامية تحديداً، ولكن ما وجدته من خلال بحثي أن مثل هذه الدراسات على الرغم من أهميتها في مجالنا هذا تكاد تكون معدومة، حيث تقتصر على أبجديات الإدارة التي تتناول الرؤية والرسالة للمؤسسات والأفراد بشكل عام، لذا ما كان مني إلا أن اجتهد في الاستعانة ببعض المعاني التي يمكن توظيفها في مهنتنا، والتي تهدف في النهاية إلى أن تشعر الإعلامية صاحبة الرسالة والرؤية الواضحة بالنجاح والسعادة معاً، حيث أنها طالما لها ثوابت وقناعات لا تتنازل عنها مهما حدث، فإنها لن تتوانى أو تصاب بإحباط أو شعور بالعجز في مرحلة من المراحل مهما كانت المعوقات التي تواجهها، ويمكنني في هذا الإطار أن أوجز التالي:
أولاً: الرسالة ببساطة هي مجموعة من المعاني والأهداف والقيم التي يريد الشخص أن يخدمها ويعمل بها منذ تلك اللحظة التي يحددها، بحيث لا تنتهي إلا بموته، أما الرؤية فهي تتمثل في المكان الذي يريد الوصول إليه.
ولو أردنا ضرب مثال حي....فمثلاً قد تكون رسالة (س) من الصحفيات الدفاع عن قضايا المرأة ومناصرتها وكشف الانتهاكات بحقها، وهذا بالطبع يتطلب الإجابة على أسئلة محددة مثل ما هي المهارات التي يجب أن تكتسبها الصحفية (س) وما هي الصفات الشخصية التي تريد تنميتها، أما الرؤية التي تصبو إليها فهي أن تكون من أفضل الصحفيات الفلسطينيات في مجال النهوض بالمرأة.
ثانياً: نكاد أن نجزم بأن رسالة الصحفي أو الصحفية مختلفة عن رسائل سائر المهن، فالطبيب أو المهندس أو رجل الأعمال كل منهم يحصر أهدافه في فئة مستهدفة محددة، ولكن الإعلامية منا لها رسالة شمولية، بمعنى أنها من الممكن أن تتبنى رسائل الكثير من الناس من منطلق تبنيها لهمومهم وقضاياهم، فمن الممكن أن تكون رسالتها في إعلام المقاومة، أو في تبني قضايا المعاقين، أو العمال، أو الفقراء، أو النساء، أو الأطفال، وهذا يقتضي إلماماً يركزّ على بؤرة بعينها تحددها اهتمامات الصحفية ومهاراتها.
ثالثاً: نلاحظ بأن أهداف الكثيرات من الإعلاميين والإعلاميات على حد سواء تقتصر على مجرد تغطية الأخبار والأنشطة بشكلها الآلي، وإجراء التقارير التي تكلف بها من قبل إدارة التحرير في الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها، ولكن السؤال الذي يقفز في وجه هذا النوع من الصحفيات هل تعتقدين أن أهداف روتينية تكادين تتشابهين فيها مع سواك ستعطيكي القوة لاستخلاص ذلك الاحتياطي الهائل من القوة الكامنة في داخلك.
حتماً الإجابة كلا..فتأكدي أن لأهداف التي نحددها في وسطنا الصحفي لها تأثير علينا، فإن لم نعمل على زرع البذور التي نريدها في حديقة أدمغتنا بوعي فإننا لن نحصل إلا على الحشائش الطفيلية، وذلك وفقاً لما وردفي كتاب أيقظ قواك الخفية للكاتب الأمريكي الشهير انتوني روبنز، لذا فإن هذا يقتضي منك أن تحددي الأهداف التي ترينها تتناسب مع طموحك وقدراتك وقناعاتك بحيث تطويرين خطة وعمل مكثف لتحقيقها.
وهذا سيقودني إلى التأكيد على نقطة بالغة الأهمية يمكن أن تفيد الإعلامية في هذا السياق بأنها إذا أرادت تحديد رسالة ورؤية واضحة ومختلفة لا بد وأن تتبع نظرية البصمة، والتي تتمثل في البحث عنهما بالطريقة التي تجعل لها بصمة مميزة عن سواها، وإياك أن تنسى أيتها الإعلامية أن الناس عادة ما يضيعون الوقت في أنهم يفعلون أشياء يستطيع البقية أن يفعلونها...وهذا هو السر في تميز البعض، لذا لم يبالغ اديسون عندما قال لو أننا جميعاً نقوم بالأشياء التي يمكننا القيام بها، فسندهش أنفسنا دون شك.، وبالتأكيد لو أن كل صحفياتنا يقومون بكل ما لديهم من إمكانات فسيدهشن أنفسهن ببصماتهن المتنوعة.
رابعاً: لا بد من الانتباه أنه من أجل أن يقوم الإعلام بدور متكامل فلا بد من تكامل الأدوار فيما بيننا، وهذا يدعم ما يعرف بنظرية الفسيفساء والتي تعني أن المجتمع بكامله من الممكن أن يكون عبارة عن لوحة فسيفساء جميلة، تتكون من قطع صغيرة للغاية، حيث بإمكان كل إعلامية فينا أن تبحث عن قطعتها المناسبة في اللوحة لتبدع فيها، وعندئذ ستجد زميلة صحفية أخرى تضع قطعة بجانبها في مجال آخر، وهكذا بالنسبة للبقية".
خامساً: إن تحديد رؤية ورسالة هو أمر ليس سهلاً كما نتصور فهو يحتاج إلى وقت وأمانة مع الذات، وإلى آلية محددة بمقتضاها يمكن كتابتها حتى تكون كمرجعية تراجعها الصحفية بين آن وآخر لتعرف على أي أرض هي يقف، وإلى أين وصلت، وإلى أي حد حادت عن الطريق .
سادساً: في عملنا الإعلامي والشواهد كثيرة من إعلاميات فلسطينيات ناجحات ثبت بأن الإصرار والالتزام بالأهداف هو الذي يتفوق في النهاية، لأن الحياة بطبيعتها تختبرنا بمستوى التزامنا، وتصميمنا على الوصول إلى غايتنا، فهنالك حقيقة مبدئية واحدة تتعلق بكل أعمال المبادرة والإبداع وهو أنك في اللحظة التي تلتزمين فيها إلتزاماً كلياً فإن العناية الالهية ستهبّ لمساندتك.
أخيراً...... قد يختلف البعض في النظر إلى أهمية وجود رسالة ورؤية واضحة، واعتبار ذلك نوع من الفلسفة وأنها لا ترتبط بالواقع العملي بشكل مباشر، ولكن أعتقد أن اختيار الإعلامية لحياة مهنية ذات طابع خاص يقتضي منها أن تبنى بناءها على التخطيط السليم، والاعتماد على الجهد المنظم، وترتيب البيت الداخلي لأفكارها التي تؤمن بها والتي حملت أمانة ايصالها إلى الأجيال، وهذا بالطبع لن يتم إلا عبر عملية اتصال تعرف فيها أين تتجه ومتى تقف، وكيف تتصرف مع أي عوائق كانت، وهذا كله لا يتأتى بدون الرسالة والرؤية.
ولن أخجل من الاعتراف بأني بعد ما يزيد عن أربع سنوات من العمل في هذا المجال لا زلت واحدة ممن تقع رسالتهم ورؤيتهم في عمومية، وتفاصيل غير واضحة
، على الرغم من معرفتي لمكامن قوتي وضعفي....ولكن ورقة العمل هذه ستكون بإذن الله نقطة انطلاق بالنسبة لي نحو جلسة صفاء مع نفسي أضع فيها النقاط على الحروف مع ذاتي المهنية.
اعتذر عن الإطالة وشكراً جزيلاً لكم

ورقة عمل الإعلامية هداية شمعون رئيسة مجلس ملتقى إعلاميات الجنوب ... بعنوان نظرة على واقع الإعلامية العربية

يعود انخراط المرأة العربية في مجال الكتابة عموماً إلى مطلع القرن العشرين, حين كانت مصر ولبنان معقل الصحافة النسائية العربية. وفي نهايات القرن العشرين, قدر عدد الأدبيات في المشرق العربي 475 أدبية, جلهن في مصر( 167أدبية), تليها سورية وفلسطين( 81 أدبية في كل منهما) ([1])
ولايزال دخول المرأة حديثا نسبيا في بعض الدول العربية، حيث تشير الإحصاءات المتوفرة إلى ضعف مشاركة المرأة في المجال الإعلامي بأنواعه المختلفة، إذ تمثل 22% من المواطنين العاملين بالإعلام المرئي في دولة الإمارات العربية المتحدة([2]) وتبلغ نسبة مشاركتها في المديرية العامة للتليفزيون العماني 7.2% و وتمثل نسبة15.5% من العاملين بالمديرية العامة للإذاعة([3])
وتصل نسبتها إلى 25% من العاملين بالقطاع الإعلامي بصفة عامة في الأردن و 17.04% من أعضاء نقابة الصحافيين([4]) و24% من إجمالي العاملين بالوكالات الإخبارية الرسمية بالكويت، و15.5% من العاملين بالقطاع العمومي للإعلام المرئي والمسموع بالجزائر، 25.95% من العاملين بالشبكات التليفزيونية في لبنان، و25.5% من العاملين بمؤسسة الإذاعة والتليفزيون التونسية، في حين تزيد مشاركة المرأة في القطاعات الإعلامية المختلفة في بعض الدول حيث تمثل 30% من العاملين بالتليفزيون، و50% من العاملين بالإذاعة، و235 من المواطنين العاملين بالصحافة في البحرين، وتصل نسبتها إلى 70% من العاملين بالإذاعة في السودان.([5])
كما أكدت العديد من الدراسات – على قلتها- وهي في الأغلب دراسات استشكافية أن حجم مشاركة المرأة في الإعلام العربي تمثل 4.8% من عدد العاملين في وسائل الإعلام، فقد بلغت نسبة العاملات في وسائل الإعلام المرئية 7.62%، وفي المسموع 4.19% والمقرؤء 8.8% وهذه المؤشرات تعطي نسبا قليلة عن مشاركة المرأة في العمل الإعلامي، رغم أنها تمثل نصف المجتمع وعدد خريجات المؤسسات الأكاديمية من الصحافة والإعلام والإذاعة والتلفاز عدد كبير جدا.([6])
ومن خلال هذه الورقة سأحاول إلقاء الضوء سريعا على واقع الإعلاميات العربيات في بعض الدول العربية كنماذج عم واقعهن مع مراعاة خصوصية كل بلد عربي واختلاف وتنوع الواقع الإعلامي الذي تعيشه الإعلاميات باختلاف بلدانهن وثقافاتهن في البلد الواحد، وبذات الوقت فهنالك مظلة مشتركة لجميع الإعلاميات كونهن إناث والأدوار الإنجابية والاجتماعية يصادفها التشابه والتوحد في كافة البلدان العربية مع التأكيد مرة أخر على خصوصية كل منطقة وبلد.
أولا: النساء المهنيات في وسائل الإعلام الأردنية:
بحسب دراسة مسحية للنساء المهنيات في وسائل الإعلام الأردنية العاملات في المؤسسات الإعلامية والصحفية فالإعلامية الأردنية تواجه العديد من المعوقات في مجال العمل الصحفي أولها أنها تواجه إحباطات كثيرة من قبل زملائها في العمل بالدرجة الأولى ومن قبل بعض شرائح المجتمع التي تفرض عليها طبيعة عملها الصحفي التعامل معها، فهناك نسبة كبيرة من الصحافيين يعتقدون أن وجود الإعلاميات يشكل منافسا بالنسبة لهم، كذلك فإن بعض الشرائح التقليدية والمحافظة ما تزال تشكك في قدرات وإمكانيات المرأة الصحفية ولا تثق بقدرتها على القيام بهذه المهمة باعتبارها مهنة صعبة وشائكة، وهذا يشكل بحد ذاته الإحباط الأكبر لأية صحافية.
- عدم الاستمرارية في عمل النساء في العمل الصحفي في أي مؤسسة إعلامية فالمتبقيات هن نسبة قليلة لا تتجاوز في أحسن الحالات الثلاثين في المئة، ويعود عدم الاستمرارية إلى طبيعة العمل الصحفي القلقة التي تتناقض مع طبيعة المرأة التي تنشد دائما الهدوء والاستقرار لأنهما يتيحان لها الوقت الكافي لأداء واجباتها الأخرى كربة بيت وأم وزوجة.
-أظهرت الدراسة أن هناك بعض مظاهر التمييز في العمل بين الرجال والنساء العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحفية، وبالذات في مجالات الترقية والتدريب والمهمات الخارجية وهذا يعني عدم توافق القوانين المتخذة لصالح المرأة مع التطبيق الفعلي والعملي لها. الأمر الذي يتطلب إيجاد نوع من التوازن في عملية المساواة بين الإعلاميين والإعلاميات.
ثانيا: واقع المرأة العمانية في وسائل الإعلام:
فقد كشفت نتائج الدراسة الميدانية مدى اهتمام المؤسسات الإعلامية برفع كفاءة القائمات بالاتصال من خلال البعثات الدراسية وحضور المؤتمرات وتوفير التقنية الحديثة وتوفير بيئة عمل جيدة.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أكثر القائمات بالاتصال يشعرن بالرضا عن أداء رسالتهن الإعلامية، وربما كان الشعور بالرضا مبرره أنهن لديهن رغبة مؤكدة بالإضافة إلى بيئة العمل المناسبة
وقد أكدت نتائج الدراسة أن التحديات التي تواجهها المرأة الإعلامية العمانية، لا تختلف كثيراً عن التحديات التي تواجهها المرأة الإعلامية في الوطن العربي، إذ توجد تحديات اجتماعية وإدارية ومهنية. وقد ارتبطت التحديات الاجتماعية بنظرة المجتمع إلى عمل المرأة والعائد المادي المتوقع من العمل وطبيعة العمل وتوقيته.بالإضافة إلى التحديات الإدارية التي تمثلت في وجود رقابة على المضمون الإعلامي المقدم، وهو ما يعيق العمل الإعلامي.و نقص الإمكانات المادية مثل المعدات والأجهزة أيضا تعرقل أداء عمل الإعلاميات.([7])
ثالثا: دور الإماراتيات في مجال الإعلام المرئي:
إن للإعلاميات الإماراتيات دورا ملحوظا في مجال الإعلام المرئي، فبالرغم من حداثة عهدهن بالعمل التليفزيوني وقلة أعدادهن فإنهن حققن إنجازات عدة متميزة.
فقد أكدت دراسة خاصة بدور الإماراتيات في مجال الإعلام المرئي أن لإعلاميات المستقبل(طالبات قسم الاتصال الجماهيري ) بجامعة الإمارات نظرة ورؤية تعكسان دورا مستقبليا أكثر تميزا وازدهارا للمرأة الإماراتية في مجال الإعلام المرئي.
هذا و تبين توافر درجة من الوعي لدى المبحوثات، سواء لدى إعلاميات الحاضر أو إعلاميات المستقبل، ولكنها غير كافية لكي يقمن بدورهن في مجال الإعلام المرئي على الوجه الأكمل، فهن يؤمن بأهمية مشاركتهن في مجال العمل الإعلامي، وبضرورة أن تحل المواطنة محل الوافدة، لكنهن لا يستطعن بمفردهن أن يغيرن من نظرة المجتمع السلبية تجاه العمل الإعلامي.([8])
رابعا: العوامل المؤثرة على الرضا الوظيفي للقائمات بالاتصال في الصحافة المصرية
من أبرز النتائج بالنسبة لرؤية القائمات بالاتصال – عينة الدراسة – لأنفسهن ولعملهن الصحفي كانت كالتالي:
- كشفت نتائج الدراسة عن أن رؤيتهن إيجابية بصفة عامة, وكانت أكثر المبحوثات إيجابية في رؤيتهن العاملات بالصحيفة الحكومية, يليها الصحف الحزبية, ثم الصحف القومية, وأخيراً الصحيفة الخاصة.
- كانت أكثر الجوانب الفرعية إسهاماً في تشكيل نظرتهن الإيجابية ثقتهن بقدرتهن على تغطية كافة الموضوعات الصحفية بنجاح, يليها تمسكهن بعملهن الصحفي مهما عرض عليهن من فرص للعمل بمجالات أخرى كالإذاعة والتلفزيون, ثم في المركز الثالث ثقتهن بقدرة المرأة المصرية على ممارسة كافة الوظائف بنجاح, ثم قدرتهن على التوفيق بين عملهن الصحفي ومسئولياتهن الاجتماعية والأسرية, وأخيراً نظرتهن للصحافة كمصدر أساسي لاستقاء المعلومات.
بالنسبة لتأثير رؤية القائمات بالاتصال – عينة الدراسة – لأنفسهن ولعملهن الصحفي على رضائهن الوظيفي العام:
- ثبت أن هنالك علاقة طردية ذات دلالة معنوية بين القائمات بالاتصال لأنفسهن كصحفيات ولعملهن الصحفي ومستوى رضائهن الوظيفي العام, فكلما كانت رؤية القائمات بالاتصال لدواتهن ولعملهن الصحفي إيجابية, ارتفع مستوى رضائهن الوظيفي العام والعكس صحيح.
وكشفت دراسة أخرى بعنوان" الضغوط المؤثرة في انتقاء الأخبار ونشرها لدى القائمين بالاتصال في الصحف المصرية" أن مشاركة القائمات بالاتصال في رسم السياسة التحريرية في الصحف المصرية تقتصر على طرح الآراء فقط، وحضور الاجتماعات اليومية للقسم الذي تعمل به القائمات بالاتصال، إذ ترتبط المعالجة الصحفية برؤى القيادات الصحفية وتوجهاتهم ومن ثم تبتعد السياسة التحريرية عن واقعها المجتمعي.
هذا وتمثلت أهم أسباب عدم الرضا عن طبيعة العمل الصحفي لدى القائمات بالاتصال في أسلوب الترقي داخل أقسامهن الذي يتم بالوساطة، وعن طريق العلاقات مع المصادر ذوي النفوذ، وضعف القيادات من الناحية المهنية، وعدم وجود نظام محدد للعمل، وضعف العلاقة برئيس التحرير.([9])
ومما سبق من استعراض سريع للدراسات العلمية التي أجريت عن الإعلاميات العربيات وخصوصية الإعلامية الفلسطينية نؤكد على النقاط التالية:
1- هنالك توافق مع واقع الإعلاميات العربيات وواقع الإعلاميات الفلسطينيات إلا أن تميزا ووضعا استثنائيا تعيشه الإعلاميات الفلسطينيات بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
2- تزايد الاهتمام العربي والعالمي بالدراسات الخاصة بالإعلامية كقائمة بالاتصال تحديدا، والاهتمام بالدراسات الخاصة بالمرأة الإعلامية، كما وأكدت أن الدراسات الخاصة بالمرأة الإعلامية لازالت مساهمات أولية حيث يتشابك ويرتبط الوضع الاجتماعي والسياسي والثقافي للبلدان العربية بشكل عام بموضوع المرأة.
3- هنالك تزايدا في أعداد الإعلاميات العاملات في وسائل الإعلام على اختلافها في البلدان العربية، وزيادة فرص العمل للإعلاميات تحديدا.
4- إن تزايد عدد العاملات في وسائل الإعلام على اختلافها لا يعني بالضرورة زيادة في تحسن وضع الإعلاميات وانعكاسها على تناول صورة المرأة.
5- توجد ضغوط وعوامل مؤثرة على العاملين والعاملات في العمل الإعلامي قد تكون داخلية خاصة أو خارجية ترتبط ببيئة العمل الصحفي داخل مؤسساتهن.
6- تقتصر مشاركة الإعلاميات في رسم السياسة التحريرية على الهوامش كطرح الآراء فقط أو حضور الاجتماعات بعيدا عن واقعهن الإعلامي والمجتمعي.


ورقة عمل الكاتب الصحفي موفق مطر عضو الهيئة الاستشارية لنقابة الصحفيين الفلسطينيين
... بعنوان دور نقابة الصحفيين في حماية الإعلاميات

أنشئت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عام 1979م و مركزها الرئيسي في القدس عاصمة فلسطين … و هي منظمة صحفية مستقلة غير حكومية تمثل كل الصحفيين الفلسطينيين في الداخل و الخارج و هي التي تحدد سياستها و أنشطتها في إطار التعددية , وروح الديمقراطية ،
تدافع النقابة عن حق الصحفيين باستقاء المعلومات من مصادرها المختلفة و نشرها للجمهور وفق ميثاق الشرف الصحفي و بما لا يخالف القانون .وتمكينهم من أداء رسالتهم الصحفية و السعي نحو ضمان الحريات اللازمة لذلك و في مقدمتها حرية التعبير و الرأي , والمحافظة على آداب المهنة و مبادئها و تقاليدها و ا لعمل على رفع مستواها و صيانة كرامتها في إطار الحريات الصحفية . والعمل على تطوير البرامج و الفعاليات المتعلقة بتأهيل و تدريب الصحفيين .والسعي لتوفير فرص عمل لأعضاء النقابة العاطلين عن العمل أو تعويضهم بما يكفل لهم حياة كريمة . والمساهمة مع سائر المؤسسات و ا لهيئات الصحفية و الإعلامية في نشر و تعميق الفكر الوطني و النهوض الثقافي و المعرفي و تنمية الاعتزاز الوطني و القومي والإنساني. وتقديم الخدمات الاجتماعية و الثقافية لأعضاء النقابة و تنظيم برنامج الضمان الاجتماعي لمواجهة حالات الشيخوخة و العجز و الوفاة و تقديم المساعدة عند الحاجة و توفير الرعاية الصحية .

صعوبات تواجه عمل النقابة :
انتهاكات سلطات الاحتلال العسكرية و المستوطنين ضد الصحفيين الفلسطينيين و المؤسسات الصحفية الفلسطينية مثل :مصادرة الصحف و منعها من التوزيع . واعتقال الصحفيين وزجهم في السجون الإسرائيلية وإطلاق النار المتعمد على الصحفيين وتحطيم و مصادرة كاميرات التصوير من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي . ومنع الصحفيين من السفر إلى الخارج أو التنقل و الحركة بحرية في المناطق الفلسطينية . وانتهاكات على المستوى المحلي تقدم على تنفيذها مجموعات مسلحة تنتمي لفصائل , أو إجراءات قمع وانتهاكات تنفذها مراكز قوى في المؤسسات الأمنية الرسمية المنوط بها أصلا حماية وتنفيذ القانون .
رفض معظم شبكات التلفزة ووكالات الأنباء الأجنبية توقيع عقود عمل مع الصحفيين الفلسطينيين العاملين معها . وجود سياسة التمييز العنصري و المهني بين الصحفيين الفلسطينيين و الصحفيين الأجانب لصالح الأخير . يعقد المؤتمر العام للنقابة مرة كل سنتين لاختيار مجلس النقابة و الذي يتكون من عشرين عضواً عبر طريقة الانتخاب الحر و المباشر .
يعمل الصحفيون أعضاء النقابة وغير الأعضاء في وسائل إعلام مكتوبة " صحف يومية وأسبوعية وشهرية " ومرئية: محطات فضائية وعربية وأجنبية , وتلفزيونات محلية, ومسموعة :" إذاعات حكومية ,أو تابعة لمنظمات شعبية , وخاصة , وبمواقع إخبارية الكترونية .

أقسام الصحافة بالجامعات
في فلسطين أربع جامعات بها كليات و أقسام صحافة و إعلام تمنح شهادة البكالوريوس فما فوق في الإعلام و هي على النحو التالي : جامعة النجاح - نابلس - الجامعة الإسلامية - جامعة الأزهر – وجامعة الأقصى بغزة
في دراسة أعدها مركز معلومات المرأة قبل حوالي سبع سنوات يتبين لنا أن العاملات في ميدان الإعلام تبلغ نسبتهن 20% مجموع الإعلاميين الفلسطينيين 36 % منهن في القطاع الحكومي , و64 % في القطاع الخاص , وبينت الدراسة أن مستوى التحصيل العلمي للإعلاميات كان كالتالي : ماجستير 8% , كالوريوس 43% , دبلوم عالي 26%, ثانوية عامة 13% , دون ذلك 10% .
استطيع التأكيد في هذا المقام معتمدا على تجربتي كمدرس لمادة التصوير الصحفي والإعلامي في قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية, وفي قسم الإعلام التربوي في جامعة الأقصى بغزة لمدة عشر سنوات (1996-2006 ) بأن عديد الطالبات الدارسات في أقسام الصحافة كان متساويا في أدنى الحالات في عدد الطلاب الذكور الدارسين , وكان يزيد عنهم في معظم الفصول . وأن مستوى الدرجات في مادة التصوير الصحفي كان متكافئا بين الجنسين , على الرغم من مفاهيم سائدة في مجتمع العاملين في ميدان الصحافة والإعلام تبرر للذكور احتكار هذا التخصص !!

نقابة ذكورية
لابد من التأكيد أولا أننا نفهم معنى نقابة الصحفيين بأنه مجموع إرادات الصحفيين , والبؤرة التي تتجمع فيها إشعاعاتهم , فان كانت مستقيمة ومركزة , فإنها ستعكس حقيقة السطوع والتطور والتقدم الفكري عند جموع الصحفيين , فالنقابة مرآة تتجمع فيها موجات ضوء الأفكار الإنسانية , وكذلك المفاهيم فتنعكس على المجتمع بقدر مستوى أهلية حزمة الأفكار وتأهلها لتبؤ مواقع الريادة , وإنارة نهج التغيير , وضمان مسيرة التقدم والارتقاء بوعي الإنسان , , والنقابة حسب مفهومنا هي الرؤية الكنز المثالية للعاملين على صياغة رسالة الحقائق في الحياة .
النقابة مهنة نبيلة غنية بالأهداف يحققها الإنسان لصالح الإنسانية , وهي رؤية مهنيين متحررون من الأنا , فيعلون شأن مبادئ وقيم الحرية وحقوق الإنسان , وينتهجون آليات عمل , وبرامج , لتعزيز إيمان الناس بالديمقراطية كمنهج للحياة العصرية . فيتجلى هذا في أشكال مختلفة مثل : مجلس إدارة النقابة والحركية النشطة في قاعدتها العريضة " الجمعية العمومية" , اللجان الفرعية المتخصصة , الاجتماعات , البيانات , , الخطط , البرامج , المواقف , والنشاطات .. الخ من الصور الفعلية والعملية المادية لذا
فاني لأجزم بأن واقع النقابة الآن ما هو إلا انعكاس لحالة التردي والانهيار الفكري والثقافي والأخلاقي , والتشظي , والانشقاقات السياسية التي لامست أعماق كينونة الفرد في المجتمع , فأضحت النقابة والجسم الصحفي المسجل في سجلات عضويتها أو من هم على أسوارها أحسن تعبير عن ألأزمات المركبة المتداخلة كسمات سلبية جدا تطغى بسماكة يصعب حكها إذا تركناها تتراكم على ملامح مراحل ايجابية لمجتمعنا , كان الإبداع سمة رئيسة لعقود الكفاح والنضال التحرري الاجتماعي والسياسي ...
آخر إطلالة على أسماء ورقم الصحفيين المسجلين في سجلات نقابة الصحفيين بغزة تبين لنا عدد الصحفيات المنتسبات بلغ 44 اسما فقط من إجمالي 356 هم عدد الأعضاء المسجلين حتى قبل أيام من إعداد هذه الورقة , فنستنتج مباشرة بأن نقابة الصحفيين ذكورية بامتياز , حالها كحال مؤسسات المجتمع الفلسطيني الرسمية الحكومية وغير الحكومية , وتبين لنا أيضا بأن عددا محدودا جدا من الزميلات يعملن بوسائل إعلام وطنية ودولية , يعرفهن الجمهور بحكم عملهن كمراسلات لفضائيات عربية وأجنبية , مثال : ريهام عبد الكريم , وحنان المصري في فضائية العربية , mbc , سعاد الإمام في فضائية الكويت , وحنان أبو دغيم في فضائية فلسطين , وهبة عكيلة في فضائية الجزيرة , تغريد الخضري مراسلة LBC , وكذلك أمية جحا رسامة الكاريكاتير في صحيفة الحياة الجديدة . بالإضافة إلى زميلات صحفيات وإعلاميات يعملن في مؤسسات ومراكز ومنظمات المجتمع المدني , معروفات في نطاق حركتهن ونشاطهن وتخصصهن .
لم تعتمد مجالس النقابة المتعاقبة أية آلية أو إجراءات محددة من شأنها معرفة أعضاء النقابة المزاولين لأعمالهم من الذين لم تعد مهنة الصحافة مصدر دخلهم وحياتهم , أو انقطعوا لأسبابهم الخاصة عن مزاولتها , لذا فقد كان صعبا علينا معرفة العاملات فعلا من أصل ال44 نقابية اللواتي يشكلن ما نسبته فقط حوالي 12% من مجموع النقابيين , وقد تتناقص النسبة إذا ما أجرينا بحثا دقيقا لمعرفة الصحفيات العاملات فعلا في هذا الميدان .
بحثنا في أرشيف النقابة فلم نجد أي بحث أو دراسة حول الإعلاميات والصحفيات الفلسطينيات , , كما لم نجد في ألأرشيف ولا حتى نسخة واحدة من أية دراسة حول الموضوع مهما كان مصدرها الأمر الذي يؤكد ضعف أداء أعضاء المجالس المنتخبة , وإهمالهم في تحمل مسؤولية وأمانة القيادة النقابية , إذ لا يعقل أن يقتصر عمل مجلس النقابة على إصدار المواقف والبيانات , وتنظيم الفعاليات والتظاهرات التضامنية , أو الاحتجاجات ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون , ومنح العضوية والبطاقات الصحفية والتراخيص للعمل .قد نرد ذلك لأسباب أهمها ظروف التخبط والعشوائية التي ميزت بناء النظام السياسي الفلسطيني , لكن هذا لا يعفينا كشريحة مثقفة متقدمة في مواقعها الريادية بالمجتمع من تحمل مسؤولياتنا نظرا لطبيعة صراعنا مع المشروع الصهيوني , فكلنا نؤمن بأن الصحافة الإعلام أمضى سلاح مشروع يحق لنا استخدامه في كل الأحوال والظروف , خاصة في ظل ثورة تكنولوجيا الاتصال , إن جسما نقابيا إعلاميا يتكئ على فرص قد تأتي بالصدفة , ولا يعنى بالدراسات والبحوث لتطوير القدرات البشرية وتنميتها , ولا يعتمد التخطيط العقلاني لرفع مستوى الكفاءة المهنية للصحفي , وترسيخ دور الصحافة والإعلام في صقل المقومات الثقافية للشخص , وتجسيم معاني الحريات العامة ومبادئها كقواعد أساس لابد منها لبناء مجتمع الحرية والاستقلال , لا يمكن اعتباره رافعة لقيم المجتمع المدني , بل سيكون كغيره من الجسام النقابية الأخرى التي لم تكن في البلد أكثر من معيار لقياس مستوى منسوب الفصيل أو التنظيم أو الحزب وشعبيته في الشارع بشكل عام , إذ تم تفريغ العمل النقابي من رسالته , فكانت الإنسان الأنثى " المرأة " أهم ضحايا هذا التوجه , لأن الذكور لم يكونوا عادلين في السياسة , فكان طبيعيا أن تنعكس أفكارهم في الاستئثار بالسلطة ومواقع القيادة على الحياة النقابية , وعلى مفاهيم ومصطلحات فاضت بها نظم وقوانين العمل النقابي .

لا نميل من حيث المبدأ إلى أخذ " الكوتا النسائية " كقانون طبيعي لتكوين وتركيبة المجالس القيادية , فالكوتا كما نعتقد تضر بالديمقراطية وبمبدأ العدالة بين أفراد المجتمع من الجنسين , فمجرد وجود العنصر الآخر لا يحقق التوازن المطلوب في عملية البناء والتنمية والتطوير التي تجسمها صيغ القوانين والقرارات , هذا من وجهة نظرنا الشخصية, لأن الإيمان بحقوق الإنسان, وبقدراته , وقيمته , وتقييم دوره وفاعليته بناء على إنتاجه وإبداعه , وقابليته للتطور والنمو , والمساهمة الفعلية في تطوير المجتمع وتنميته هي المعايير التي يجب أن نعتمدها في اختيار الشخصية القيادية أو الريادية في منظمات المجتمع المدني , فنفكك بذلك الأحكام والمفاهيم الخاطئة التي شكلت عوائقا , ملغومة بمصطلحات إرهاب وإرعاب , باعدت بين الإنسان الأنثى" المرأة " وبين طموحاتها في الاندماج والمشاركة الكاملة في بناء المجتمع , فالكوتا برأينا الخاص هي نتاج نظرة موروثة ما زالت تعتبر المرأة كيانا ضعيفا يحتاج للوصاية حتى النهاية !! .. ورغم ذلك فاني أنظر بتقدير واحترام كبيرين للقوانين التي تأخذ بنظام الكوتا في السلطة التشريعية مثلا ,أو في الهياكل القيادية لمؤسسات مدنية حكومية أو أهلية , لأني أعتبرها محاولة جادة من الناظم القانوني لبيان الحقيقة الكامنة في الإنسان الانثى (المرأة ) وقدراتها اللامحدودة فيما لو خفف المجتمع الذكوري ضغوطه عليها , وقيوده على حركتها وأفكارها , وأعمالها وسلوكها , ورفع حواجز المفاهيم والعادات الموروثة التي تقلل من قيمتها وتنقص حقوقها بل تحرمها منها في أحيان كثيرة , فالإنسان بجنسيه : الأنثى والذكر يحتاج المكان والزمان الملائمين لإثبات ذاته وقدراته , وستأتي حتما بإبداعات ونتائج أكثر من المتوقع والمأمول . إذا توفرت أجواء الحرية والأمان .
ليس مطلوبا أن نطبق نظام الكوتا في تركيبة الهيكل القيادي الإداري للجسم الصحفي ( نقابة الصحفيين ) لا بالانتخاب ولا بالتعيين لأسباب عدة اطرحها من وجهة نظري مبينا من بعد ذلك ما يجب أن نفعله لضمان تدفق قدرات وطاقات الإعلاميات نحو المراتب القيادية المؤثرة في صنع القرار.
أولا : لأن العاملين في مهنة الصحافة هم شريحة محدودة في المجتمع , بخلاف الشرائح الأخرى التي قد تتكون قاعدتها النقابية من عشرات الآلاف , أو مئات الآلاف من المهنيين المنتسبين كنقابات العمال مثلا !. أو كاتحادات المنظمات الشعبية غير المهنية كاتحادات الطلبة في الجامعات .
ثانيا : لأن الإبداع والتميز وخصوصية الأداء , والإنتاج وثرائه بالموضوعية , والقدرة على صنع الرأي العام علامات فارقة تميز المهنيين في عالم الصحافة من الجنسين طبعا . لكن العمل النقابي بقدر ما يحتاج إلى كفاءات من هذا المستوى فانه يحتاج إلى تجربة ناجحة في العمل النقابي , أي أن مميزات وقدرات معرفية وعلمية وثقافية وطموحات شخصية للصحفي أو الإعلامي ( من الجنسين ) قد لا تكون وحدها كافية لتشجيعه أو تشجيعها على تبوء المواقع القيادية في الهيكل التنظيمي للنقابة , بل على العكس فقد يحد الانشغال بالعمل النقابي ومسؤوليته من إبداع المهنيين , مع التأكيد هنا بأن على كل صحفي (من الجنسين ) عضو في النقابة واجب القيام بدور ما في اللجان الفرعية المتعددة , فاكتساب الخبرة في العمل النقابي يمر من هنا . وعليه فقد نتجنى على زميلة مبدعة إذا دفعناها بنظام الكوتا إلى موقع متقدم في إدارة النقابة , كما قد نتجنى على معنى ومهمات مجلس النقابة مثلا إذا دفعنا بزميلة لتكون مجرد عدد انثوي مع رقم ذكوري
ثالثا : لأن المجتمع يرى في الصحافة سلطته الرقابية الشعبية على السلطات الثلاث , فينظر للصحفي على انه نموذج صحي وسليم يحتذى لتطبيق منهج الديمقراطية , فالمجتمع بحاجة إلى نموذج مصغر تتحقق فيه العدالة والمساواة وفقا لمعيار الكفاءة والخبرة والقدرة على الإنتاج بدون امتيازات , أو تخصيص حصص لجنس بعينه ,وقد نستطيع كصحفيين تجسيم هذا النموذج نظرا لعلاقتنا اليومية المباشرة بالجمهور عبر وسائل الاتصال والإعلام والصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة , فنساعد المتلقي على التحرر من التمييز بين الجنسين من خلال إبداعات الإنسان الأنثى " المرأة " الإعلامية وقدرتها التي قد تتفوق فيها على الرجل في ذات المجال ونفس التخصص , وعليه فان نموذج الجسم الصحفي النقابي يجب أن يكون انعكاسا لواقع تطبيقنا العملي لإيماننا الصحيح بالعدالة والحرية والديمقراطية , فيكون النقابي الكفء في الموقع المناسب بغض النظر عن جنسه .
لن نكون قادرين على تجسيم هذا النموذج إن نتحرر نحن الصحفيين ( من الجنسين ) من منظومة المفاهيم الاجتماعية والتقليدية المتخلفة , فالأمر يتعلق بالدرجة الأولى كما نراه بموقع تموضع الصحفي وأقصد هنا الجنسين معا من منارة حرية الإنسان , فبعضنا حتى اللحظة مازال يستخدم " القلم " بمثابة سكين لذبح الإنسان الأنثى ( المرأة ) فهل إذا كان لنا مجلس نقابة كله من الزميلات الصحفيات سيقدرن على صياغة قوانين تحد من شهوة ورغبة " الذكر الفحل " في التسلط والاستحواذ على المكتسبات على حسابها ,لا أظن ذلك , لأن النقابة ليس عالما مستقلا , فهي مرتبطة بمنظومة المجتمع ومؤسساته الحاكمة , حيث ما زالت المفاهيم الخاطئة , والنظرة الدونية للإنسان الأنثى " للمرأة " تحدد مكانها هناك في البيت تسهر على راحة الرجل وتوفر التسلية والسعادة له وحده , ويجب ألا يغيب عن بالنا بان مواد القانون صناعة ذكورية بامتياز .

ورقة عمل الإعلامية سمر شاهين بعنوان ... مواثيق الشرف الصحفية وتطلعات الإعلاميات
الإعلامية شمر شاهين

الأخوات والأخوة الكرام،،،
يطيب لي بداية أن أتوجه بالشكر الجزيل للمنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة على المبادرة بعقد هذه الورشة بعنوان " ( التحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات ) و ما أحوجنا في يومنا هذا إلى النهوض بواقع الإعلام الفلسطيني وتطويره ورفع أدائه لكي يكون قادرا على المنافسة في عالم بات يلعب فيه الإعلام دورا متزايدا مع التطورات المتسارعة في تكنولوجيا المعلومات وأدوات الوصول للرأي العام المحلي والدولي، كما أننا بحاجة إلى النهوض بواقع الإعلاميات في ظل ضبابية الرؤية.
.. وأتناول في كلمتي هذه مواثيق الشرف الصحفية وتطلعات الإعلاميات ..
"إن حرية الصحافة هي من أجل الشعب، ويجب الدفاع عنها ضد أي انتهاك أو اعتداء من أية جهة، سواء أكانت عامة أم خاصة" هذا هو أساس لمواثيق الشرف الصحفية حيث يتم اعتماد هذا الإعلان العالمي بمثابة معيار للأداء المهني للصحافيين الذين يقومون بجمع ونقل وتوزيع المعلومات بالإضافة إلى أولئك الذين يقومون بالتعليق على الأنباء أثناء تناولهم للأحداث.
وان احترام الحقيقة وحق الجمهور في الوصول إليها هو أولى واجبات الصحفي خلال أدائهم لعملهم حيث يقوم الصحافيون وفي جميع الأوقات بالدفاع عن الحرية من خلال النقل الأمين الصادق للأنباء ونشرها وكذلك الحق في إبداء تعليقات وآراء نقدية بشكل عادل إن الحصول على ثقة الجمهور هي أساس الصحافة الجديرة باسمها.، وإن الصدق هو هدفنا النهائي، والموضوعية في كتابة الأخبار هي هدف آخر يعتبر علامة للصحفي المحترف والمتمرس. إنه معيار للأداء الصحفي نسعى جميعا إليه، ونكرم من يحققه، و لا توجد أعذار لعدم الدقة أو النقص في صحة المعلومات.
والصحفيون مسئولون أمام الجمهور عن تقاريرهم، وعلى الجمهور أن يجهر بشكاواه ضد وسائل الإعلام ؛ فالحوار المفتوح مع القراء، والمستمعين، والمتفرجين يجب تشجيعه.
ولكن ... يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة باتت فيها مواثيق الشرف حبيسة الأدراج لاسيما وأننا نعيش في وضع غير طبيعي أدي إلى نتائج عير طبيعية هذه المعادلة بلا شك كان لها أثرها الواضح والكبير على عمل الصحافين على حد سواء فالانتماء والحزبية باتت تحرك الكثير من جموع الصحافيين في أعمالهم ونشاطاتهم وباتت لديهم تخوفات كثيرة حيث ان المخاطر محدقة من كل صوب وحدب.
وعلى الصحفيين أن يكونوا يقظين دائما، وأن يتأكدوا من أن كل ما يهم الجمهور يجب أن يتم علانية، وان يكونوا حذرين من أي شخص أو أية جهة تحاول استغلال الصحافة لأغراض شخصية.
وعليهم البحث عن الأخبار التي تخدم مصالح الجمهور برغم كل العراقيل. و بذل مجهود دائم لضمان أن أعمال الجمهور تتم علنا، وأن تكون الوثائق العامة مفتوحة لكي يفحصها الجمهور.
كما وان ميثاق الشرف يؤكد على ضرورة اعترافهم ـ أي الصحفيين ـ بالقاعدة الأخلاقية التي تنادي بحق الصحفي في حماية مصادر معلوماته وعدم الكشف عنها إذا كانت هذه المصادر سرية.
الممارسة السليمة تطلب التفرقة بين التقارير الإخبارية وبين التعبير عن وجهة النظر. والتقارير الإخبارية يجب أن تكون خالية تماما من الرأي أو الانحياز، وأن تمثل جميع جوانب الحدث.
وعلى الصحفيين الاعتراف بمسؤوليتهم عن تقديم تحليل واع، وتعليقات، ومقالات رأي عن الأحداث والموضوعات العامة. وهم يقبلون الالتزام بتقديم هذه المادة بواسطة أشخاص مشهود لهم بالكفاءة، والخبرة، والحكم السليم.
ولكن اذا ما انتقلنا إلى الإعلامية الفلسطينية تطمح دوماً إلى أن تكون رائدة في مجال الإعلام لكي تشكل مرآة لبلدها ويمكنها أن تنقل الوقائع والأحداث بشكل صادق ومعبِّر وموضوعي حيث تواجه الإعلاميات الفلسطينيات صعوبات كبيرة في الميدان
وإذا ما انتقلنا إلى أهم الصعوبات الاجتماعية و الشخصية التي تواجه الإعلاميات وتؤثر على أدائهن فهي تتمثل في تدني تقدير المجتمع ، وتعدد الالتزامات للإعلامية (الدور المزدوج) خاصة إذا رافقه عدم تفهم من قبل الأسرة ، العادات والتقاليد غير المشجعة لعمل المرأة حتى وإن اقتضت الضرورة ذلك فنحن نعلم أن وجود جو اجتماعي متفهم لعمل الإعلامية يعطيها هامشا كبيرا من الحرية، ويساعدها على الإبداع والتميز لكن إذا كانت هناك مضايقات ومعيقات اجتماعية فإنها تحد من حرية الإعلامية ومن قوة العمل أيضا، وفيما يتعلق بالصعوبات المرتبطة بالمؤسسة التي تواجه الإعلامية ، فأولى هذه الصعوبات هي "التمييز في التوظيف الذي بلغ حد أن تشترط بعض المؤسسات عند إعلانها عن وظيفة ما أن يكون المتقدم لها رجلا مما يعني إغلاق الباب أمام الكفاءات النسوية للتقدم لشغل هذه الوظائف ويشكل ذلك دليلا صارخا على التمييز ضد الإعلاميات ويضاف إلى ذلك تدني الأجور والحوافز والمكافآت" ، و قلة الأدوات والمعدات الفنية اللازمة للأداء، وتهميش دور الإعلامية من قبل زملائها ، و تدني التشجيع والتقدير من قبل الإدارة للإعلامية ، واحتكار الدورات والمشاركات الخارجية واقتصارها على الإعلاميين الذكور والقيادات في المؤسسات الإعلامية وتنتهي بغياب التأمين الصحي للإعلاميات ، هذه الصعوبات والمعوقات مؤشرات مهمة ويجب دراستها والعمل على تجاوزها لما لها من أثار سلبية على الأداء الإعلامي المطلوب من الإعلاميات "اللاتي يشعرن بأنهن يبذلن جهدا كبيرا في مجال العمل الإعلامي ويضحين لإنجاز المطلوب منهن بوقتهن وجهدهن دون أدنى تقدير لذلك من قبل مؤسساتهن الصحفية في كثير من الأحيان".
** أما عن أبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجه الإعلاميات و المرتبطة بالمصادر والميدان للحصول على المعلومات يأتي في مقدمتها قضية عدم تجاوب المصادر وتهربها من الإدلاء بالمعلومات وبالتالي عدم الوصول إلى المعلومات .
ومن الأهمية أن نشير إلى أن العديد من الإعلاميات الفلسطينيات تحدين هذه الصعوبات الجمة في الميدان بإرادتهن القوية و تجاهلنها في مرات عديدة حتى لا تكون عقبة أمامهن و لا يخفى على احد من المختصين والمهنيين أن هنالك أيادي خفية تسعى دائما لإسكات هذه الطاقة وخصوصا إذا ما تجسدت في المرأة.
وما دامت الإعلامية تمتلك الأدوات والمهارات و الكفاءة والقدرة والعطاء فلن تكون هذه العقبات والصعوبات المشار إليها آنفا لا تشكل مانعا حقيقيا في طريق نجاحها ، تضاف لرصيدها وتجربتها .
** ولا شك بان هناك نقاط ضوء سجلت للإعلامية الفلسطينية حيث تمكن العديد منهن من اقتحام حقل الفضائيات واستطعن نقل الصورة وإيصال رسالة إعلامية تنبض بهموم الشارع الفلسطيني وقد خضن معارك صعبة وتعرضن للخطر الذي أوشك أن يقضي على حياتهن وذلك من اجل نقل الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات والاجتياحات المتكررة فهذه حقيقة ولا يمكن الانتقاص لدورهن البارز والمتميز.
** و يشار إلى وجود ازدياد في إقبال الفتيات على الالتحاق بأقسام الصحافة في الجامعات الفلسطينية المختلفة مما يستدعي ضرورة أن يكون هناك حل جذري وسريع من قبل القائمين على الإعلام للمشكلات التي تعاني منها المرأة الإعلامية للحفاظ على هذه النسب المرتفعة من الراغبات في خوض مهنة المتاعب، فالوسط الإعلامي المهترئ يزيد لهن فوق الهموم هموما ويضاعف من متاعبهن في ظل الشعور الذي ينتاب الكثيرات منهن بأن حقوقهن مهضومة وأنهن قد اخترن أن يمارسن طموحهن الصحفي في الزمان والمكان الخطأ!!
الإعلامية الفلسطينية تسعى اليوم بلا شك لتطوير قدراتها وإمكاناتها عبر المشاركة الفاعلة في العديد من الدورات التدريبية والبرامج المختلفة وورش العمل اضافة إلى مشاركتها في المؤتمرات ذات العلاقة لتوصل رسالتها بأن المجتمع رجل وامرأة وان الإعلام هو صحافي وصحافية ..كما أنها تمكنت إلى حد كبير من تغيير الصورة النمطية السائدة عن عمل الإعلامية وعززت من قبول العديد من الأسر بأن تخوض بناتهن هذا الميدان وكن عونا لهن في هذا المعترك.
**ورغم الصعوبات والعراقيل فان الإعلامية الفلسطينية تسعي للمساهمة في تشكيل الجسم النقابي باعتباره حاضنة للجميع من اجل مواصلة الطريق رغم الأشواك التي تعترضها .
وهنا وبعد هذا العرض السريع لما تعايشه الإعلامية الفلسطينية من واقع مرير نريد أن نسجل بعض طموحات الإعلاميات الفلسطينيات علها تجد يوما سبيلها للتطبيق على أرض الواقع :
1-تطمح الإعلامية الفلسطينية دوما إلى أن تكون رائدة في مجال الإعلام لكي تشكل مرآة لبلدها كونها ابنة وحفيدة من أنجبت الشهداء والأسرى يمكنها أن تنقل الوقائع والأحداث بشكل صادق ومعبر وموضوعي وخير دليل على ذلك عدم تورط الإعلاميات وانزلاقهن في إشعال الفتن الداخلية وحالة الفوضى السابقة و أن تساهم بصورة فاعلة في عرض الواقع وتقديم ولو جزء من الحلول لما يمر به بلدها الجريح .
2-تأمل أن يكون هناك مركز تدريب لتأهيل الإعلاميات الخريجات والممارسات في آن واحد لتمكينهن من ممارسة دورهن بشكل فعال وتزويدهن بكل ما هو جديد من اجل تحقيق الانجاز تلو الانجاز طالما أن المجتمع والعادات تحد من تنقلها للخارج ، فان مركز تدريب مجهز بأحدث الإمكانات ويشرف عليه عدد من الخبراء هو جانب من الحل .
3-لابد من تكامل الأدوار في العمل فعلى الصحافي والصحافي أن يعرفوا حقوقهم ومن ثم الواجبات المنوطة بهم من اجل تكامل العمل وتحقيق المساواة..
4-نطمح إلى أن يأتي اليوم الذي لاتميز فيه مؤسساتنا الصحفية بين الصحفيين على أساس النوع "الجنس "وأن يكون المعيار الوحيد لقبول المتقدم للوظيفة هو الكفاءة وأن تكون هناك ثقة لدى القائمين على المؤسسات الصحفية بقدرة الإعلامية الفلسطينية على الإبداع في كافة المجالات و أن ينتهي التمييز داخل مؤسساتنا الإعلامية بين الصحفي والصحفية وأن يكون للصحفية الحق في المكافآت والحوافز والترقيات بشكل كامل وفق السلم الوظيفي الموجود في المؤسسة ..
5- طموح ورغبة بأن يكون لنا جسم نقابي قوي بعيدا عن التجاذبات السياسية القائمة، يكون لنا جميعا حق الحصول على عضويته والتمتع بخدماته ومزاياه فيكون لنا ملجأ في حال لحق بنا ظلم أوضيم .
6-نطمح بعودة الإعلام الحر النزيه البعيد عن المناكفات والتجاذابات السياسية وأن ينقل الحدث بموضوعية بعيدا عن التحزب والتعصب والتطرف ، توفير الضمانات القانونية لحماية حرية العمل الإعلامي والإعلاميين.
7- نطمح أن تدخل الإعلامية في كل المجالات الصعبة، بما فيها موضوعات السياسة وعدم الاقتصار على الأمور التي تخصها فحسب.

الإعلامية ميرفت أبو جامع ... توصيات ورشة عمل " التحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات "

أولا: تفعيل دور نقابة الصحافيين وفتح أبواب العضوية أمام الإعلاميات الفلسطينيات، وإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية تعيد للنقابة دورها ، بعيدا عن الحزبية والفئوية وبتمثيل عادل ومتكافئ للإعلاميات .
ثانيا: تحييد الإعلاميين والإعلاميات عن دائرة التجاذبات السياسية والمناكفات التي زجوا بها ودفعوا ضريبة ذلك ضغطا نفسيا، يضاف إلى هموم مهنة المتاعب وكان له أثر سلبي على أدائهم الإعلامي المهني وحرصهم على إيصال رسالتهم بصدق وموضوعية .
ثالثا :إفساح المجال أمام الصحافيات الناشئات لخوض المجال الإعلامي دون توجس او تشكيك في قدراتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.
رابعا: سن قوانين وتشريعات فلسطينية تحمي الإعلاميات من الاستغلال السيئ من قبل القائمين على المؤسسات الإعلامية .
خامسا : عقد ورش عمل وفعاليات متعددة من اجل تغيير الصورة النمطية عن المرأة بشكل عام وتوعية المجتمع بدور الإعلاميات في نقل الحقائق والتعامل معهن بإيجابية وتذليل العقبات التي تعترض طريقهن .
سادسا: أقامة مراكز تدريبية متخصصة لتأهيل خريجات أقسام الصحافة والإعلام في الجامعات الفلسطينية أو الراغبات في دخول هذا الميدان، لتقوية قدراتهن وتمكينهن من مهارات الاتصال ومهارات العمل الإعلامي .ورفدهن بتجارب وخبرات متنوعة للإعلاميات المتميزات ،لتشجيعهن على الانخراط في هذا المجال .
سابعا: إجراء الأبحاث والدراسات حول علاقة المرأة بالإعلام وبالعمل النقابي الإعلامي وتوثق تجارب نسوية متميزة وناجحة في هذا الحقل لإثراء المكتبة الإعلامية ولكي يكون مرجعا لدارسي ودارسات الإعلام في المعاهد وكليات الإعلام.
ثامنا: استخدام كافة أشكال ووسائل الإعلام البديل للتعبير عن رسالة الإعلاميات بما فيها مواقع الانترنت المتخصصة وإنشاء المدونات الشخصية واستغلال الوسائل الالكترونية وتقنيات الاتصال الحديثة.
تاسعا: توعية الإعلاميات بحقوقهن النقابية والقانونية التي تكفل لهن الحماية وتمكنهن من محاربة أشكال التمييز ضدهن والانتهاكات التي تنقص من حقوقهن وتحد من ممارستهن لحريتهن.
عاشرا: دعوة المؤسسات الإعلامية إلى التعامل مع الإعلاميين والإعلاميات بعيدا عن التمييز في الفرص والترقيات والسفر للتدريب على أساس الجنس أو الحزبية والفئوية، وان يكون المعيار في ذلك الكفاءة والمهنية .
الحادي عشر: تحديث مناهج الاتصال والإعلام التي تدرس في الجامعات الفلسطينية، بما يلبي احتياجات السوق الإعلامي ويواكب متطلبات العصر التكنولوجية المتلاحقة .