نساء في سطور ..؟



مريم نجمه
2008 / 5 / 25

نساء في سطور ..؟
المرأة الطموحة الجريئة المتحدية لكل نظام التمييز والإستبداد وفرض العبودية والنظرة الدونية على المرأة نصف المجتمع التي بدونها لايمكن إحداث التطور والتقدم والتنمية المجتمعية والإقتصادية , المرأة التي تمتلك القدرات الخلاّقة والذكاء وطاقة حب الحياة والمشاركة في المجتمع موجودة منذ نشؤء الخليقة حتى اليوم .. ومستمرة هذه المسيرة , وما علينا سوى نبش المخبؤ الماضي والحاضر الجميل والسئ معاً لنرى أين العلة والسبب في إبعاد المرأة وتشييئها ..
إن التاريخ تصنعه المرأة أيضاً ..
إن التغيير تقوده النساء أيضاً ..
إن بناء المجتمع , والتقدم , وتطور البشرية , كانت المرأة وما زالت عاملاً مهماً في إنجازه وتطوره المستمر .

تحية , وشكر .. لجميع الكتاب والكاتبات الذين يكتبون ويدافعون عن المرأة وقضاياها وحقوقها على هذا المنبر , وكل منبر ونافذة إعلام , وفي كل مجال واختصاص , لأن النهضة والتقدم لا تقوم إلا بتعاون الإثنين معًا لأن حقوق المرأة هي جزء من حقوق الإنسان ككل , و تقاس درجة تقدم المجتمعات بتقدم حقوق المرأة ومساهمتها في البناء وصنع القرار مع تقدم حقوق الإنسان واحترام الرأي الاّخر فيها ...


• هيلين كيلر

مؤلفة : عمياء وصمَاء .. وسعيدة !!
المرأة اليوم .. هي إيلين كيلر الإنسانة التي ستخط لنا حياتها في هذه السطور ..

من منا لم يعرف أو يسمع أو يقرأ عن قصة حياة هيلين كيلر .. !؟ فقط للتذكير , تذكير الأجيال , وتقديم تحية حب وإكبار لها ... إنها واحدة من العصاميات , و نموذج الإرادة الإنسانية والتصميم أمام الإعاقات وعدم الرضوخ للأمر الواقع .. إنها رمز التحدَي والمثابرة والعمل ..


- " إن العمى ليس بشئ وأن الصمم ليس بشئ فكلنا في حقيقة الأمر عميان وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم " ( هيلين كيلر ) .
..... ( ولدت هيلين كيلر في ولاية " ألاباما " الأميركية عام 1880 , وعندما بلغت سن 18 شهراً أصيبت بمرض تركها فاقدة النظر والسمع والنطق فأخذت تستخدم في طفولتها الإشارة للتفاهم مع من حولها .
قرر الطبيب الذي اطلع على حالها أنه من الممكن تنمية ذكاء هذه الطفلة , وكذلك أوصى " غرهام بل " : إن استخدام مدرسة خاصة لها يمكن أن ينمي ذكاءها ويعلمها , وفعلاً عينت الأسرة لها مدرسة خاصة إسمها ( اّن سلفان ) لتقوم بمهمة تعليمها وبقيت هذه المدرسة مع هيلين لمدة خمسين عاماً , فنشأت بينهما علاقة ود وصداقة .
استخدمت هذه المدرسة خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة طريقة خاصة لتهجئة الكلمات عن طريق لمس داخل الكف , وبعد عامين من بدء هذا النوع من الدراسة أصبحت الطفلة تجيد القراءة والكتابة بطريقة ( برايل ) .
وعندما بلغت العاشرة من عمرها أصرَت على تعلم الكلام والنطق فاستجابت المدرسة لطلبها بعد أن لاحظت أن هيلين يمكنها فهم الأصوات وتمييزها عن طريق لمس حنجرة المدرسة وتحسس الذبذبات الصوتية بواسطة اللمس .
في عام 1900 التحقت هيلين بكلية " رد كليف " بصحبة مدرستها حيث كانت في العشرين من العمر وكانت المدرسّة تترجم لها المحاضرات بطريقة لمس بطن كفها .
وبعد أربع سنوات أنهت هيلين دراستها ووهبت حياتها لمساعدة أمثالها المعاقين .
ذاعت شهرتها في العالم بعد أن كتبت بعض المقالات في الصحف والمجلاَت حول مواضيع حساسة كانت غير مقبولة في ذلك الوقت , ثم أخذت تنشر بعض مؤلفاتها , منها :
1 – ( مفتاح حياتي ) – 2 - ( الخروج من الظلام ) .
لقد ذاعت شهرة هذه الفتاة في أميركا والعالم فوضعت سنة 1902 كتابا عن تاريخ حياتها , ثم وضعت كتابا اّخر بعنوان : ( العالم الذي أعيش فيه ) ثم كتابها الأخير الخروج من الظلام – 1913 ) .

إن الروح القوية التي يمتلكها المرء والأعصاب الهادئة التي يتحلى بها , و السلام الداخلي الذي يملأ قلبه هما محركا دينامية العمل والطموح والعطاء والإبداع عند الإنسان , وأكبردليل هذه الفناة الطموحة , فرغم فقدان الكثير من الحواس لديها ( النظر السمع النطق ) استطاعت أن تعيش بفرح عظيم وكانت مدرسة للنساء في العالم .. وقدوة في العلم والتعلم والتعليم ..

كيف كان ذلك ..؟ وما هي الوسائل والبيئة والظروف والمحيط , التي وجدت فيها هذه الطفلة المميَزة , للتغلب على الإعاقات التي لازمتها منذ الصغر أو بالأحرى منذ السنة الثانية من عمرها ..؟

أحببت اليوم أن أنقل للقراء الكرام بعضا مما كتبته هذه المرأة عن السعادة التي هي أبعد الموضوعات التي يمكننا أن نتخيل مثل هيلين كيلر أن تكتب عنها أو تعالجها حيث قالت :
( " يتعجب كثير من الناس عندما أقول لهم بأني سعيدة , فهم يتخيلون أن النقص في حواسي عبء كبير على ذهني يربطني على الدوام بصخرة اليأس . ومع ذلك فإنه يبدو لي أن علاقة السعادة بالحواس صغيرة جداً فإننا إذا قررنا في أذهاننا أن هذا العالم تافه يسير جزافاً بلا غاية فإنه يبقى كذلك ولم تتبدل صورته . بينما نحن إذا اعتقدنا أن هذا العالم لنا خاصة وأن الشمس والقمر يتعلقان في الفضاء لنتمتع بهما فإن هذا الإعتقاد يملأنا سروراً لأن نفوسنا تتمجد بالخلق وتسر به كأنها نفس رحاب الفن . والحق أنه مما يكسب هذه الحياة كرامة ووجاهة أن نعتقد أننا ولدنا لكي نؤدي أغراضاً سامية وأن لنا حظاً يتجاوز الحياة المادية .
وقد يعترض علي البعض بقوله : ألا تسأمين من وحدة الأشياء التي تمسينها وأنت لا ترين اختلاف الضوء والظلام عليها ؟ أليست الايام كلها سواء لديك ؟
فأقول : كلا , إن أيامي كلها مختلفة فليست ساعة تشابه الأخرى عندي فإني بحاسة اللمس أشعر بجميع التغيرات التي تطرأ على الجو , وإني متأكدة بأن الأيام تختلف عندي بمقدار اختلافها عند الذين ينظرون إلى السماء ولا يبالون بجمالها بل يرصدونها ليقفوا منها هل تمطر أم لا . وفي بعض الأيام تنسكب الشمس في مكتبي فأشعر بأن مسرات الحياة قد احتشدت في كل شعاع من أشعتها . وهناك أيام ينزل فيها المطر فأشعر كأن ظلاً يتعلق بي وتنتشر رائحة الأرض الرطبة في كل مكان . وهناك أياما مظلمة أشعر فيها أن النوافذ العشرة التي في مكتبي تئن وترتجف من زمهرير الشتاء . وهناك أيام الصيف المخدرة حين يهب النسيم العليل ويغريني بالخروج إلى مظلتي حيث أتمدد وأحلم بالزهر يغشاه النحل وهناك ساعات العجلة والإزدحام حين تحتشد الخطابات على منضدتي ثم ساعات لا نهاية لها تختلف وتتفق مع المفكرين والشعراء , وكيف أسأم ما دامت الكتب حولي ؟ ......" ) .

حقاً الكتب حولي .. حقاً الكتب وحدها حولي .... ولا شئ يغني ويفرح وينمي الفكر والعقل , ويساهم في التحرر والتقدم وحب الحياة والسلام سوى الكتب والثقافة والمعرفة والإطلاع على كل جديد ونظيف وجميل ...
لقد علمتها لطلابي وطالباتي هذه الإنسانة العصامية الرائدة أثناء ممارسة مهنتي في التدريس , كمثال على الطموح وقوة الإرادة والثقة بالنفس في دقائق الإستراحة والترفيه عن النفس والتوجيه التربوي --
كم رائعة .. ورائعة أنت يا هيلين كيلر توزعين الأمل والرجاء والتفاؤل , وحب الكلمة والإبداع وألإنتصار على الظلام في وسط العتمة .
إنسانة .. فقدت النظر وهي طفلة , لتعطي في كبرها الثقافة و العلم وطريقة التعلم لمن فقد النظر .!!
الصبر العمل الإرادة الإيمان الكبير هو الذي يغير الإنسان صاحب الإعاقة إلى إنسان جبار تخلده الكتب ..
لقد قرأتها اليوم مرة أخرى بدمعة وحب وتقدير , اليوم كم بحاجة مجتمعاتنا إلى قلبك ورؤيتك وتصميمك يا هيلين لإستقبال الحياة والتمتع بجمالها .
وفي مجتمعاتنا وأوطاننا اليوم المبتلية بكل أنواع الحروب والإرهاب والتطرف والعنف الذي يحصد اّلاف الأرواح البريئة مجاناً , وعدواناً في مصادرة حق الحياة . في عصر انتشار ثقافة الموت , نحن بحاجة إليك يا ممتلئة فرحًا بحب الحياة والتغلب على جميع مصاعبها وعقباتها ..... رحمة وخلودًا لروحك الجميلة .. !؟


تتابع وتقول :
( .... وفي كل الإهتزازات التي أشعر بها عن طريق - للمَس معان – فهناك وقع الأقدام رائحة وغادية , ونباح كلبي الدانمركي الجميل . ومن وقت لاّخر تمر العربات الضخمة التي تحمل مواد البناء فأشعر بنشاط نيويرك العنيف الذي لايهدأ . ومنذ زمن قريب أمسكت أنفاسي حين خرجت عشرون طيارة تستقبل ( الطيار لندبرغ ) مخترع أول طائرة عبرت المحيط -- واقتربت من منزلي حتى كنت أميز ضجيج المحركات من خلال الحائط الذي يحيط بمكتبي . وما أكثر ما احتشدت الأفكار في رأسي لهذه الإهتزازات ؟
هذا الشاب الجرئ الذي حلم حلماً وحققه على أجنحة الندى إلى الشرق المتلألئ , وطائرته تميل مع الريح وتنحني مع السحب . وشعرت كأن ذهني يقف ويجمد عندما تخيلته يقفز إلى الفراغ وملايين الأشباح البيضاء للموت تهب في طريقه . أجل كل هذا شعرت به حين مرت الطائرات لإكرامه .
وعندي إحساسات أخرى تصل بيني وبين الناس . فحاسة الشم من أثمن وأهم ما أملكه في حياتي اليومية فإن الجو ممتلئ بالروائح التي لا حصر لها أعرف منها الاماكن والاشياء . فأعرف أزهاري بأشكالها وأريجها وما أكثر ما أتعجب من أنواع الحلاوة في الورق والثمر والبذور . بل الشجرة الواحدة تتأرج في الظل يختلف عن أريجها في الشمس .
ثم هناك أريج السوسن الخفيف , العليق الذي يتفشى حوله بما يشبه الحب . والسوسن يحدث بعطره شعوراً جميلاً ولكن سرعان ما يغيب وهناك مشمومات لم أجد لها بعد ألفاظاً تؤدي معناها . فالشم أشبه شئ عندي بالصديق يحدثني عن كل صغير , فيخبرني عن الجو عن نزول المطر وحين يقطع العشب وحين تمر السيارات وتبنى المنازل الجديدة وحين ياتي ميعاد الغداء ..
وما كنت أحب المدن لولا ما أعرفه عنها باللمس والرائحة . إن الضوضاء في نييورك تتعبني والروائح الثقيلة التي تنبعث من الحوانيت والشقة التي أحتبس فيها الهواء وأختنق برائحة البترول ترهق نفسي .... أعطني بدلاً من ذلك منزلاً في الريف حين ينفث الهواء الطلق أنفاس الدعوة , يدعوك لأن تعود صغيراً وتجري كما يجري الصبي في الملعب .
وهل تدهش مني أيها القارئ لأني أعطف على حماسة الصبي يجري في الملعب ويرى البهلوان ؟
أذكر وأنا في حوالي السابعة من عمري أن معلمتي أخذتني إلى ملعب البهلوان فكانت هذه الزيارة أعظم درس تلقيته في صباي وكانت ألفاظي محدودة ولم تكن الاّنسة سيلفان علمتني إلا مدة شهرين ولقد فهمت بأني سألمس حيوانات ضخمة كبيرة طويلة . وأول شئ شعرت به عندما دخلت الملعب هو رائحة غريبة مخيفة فأمسكت بملابس المعلمة سيلفان وكادت تتغلب إرادة الهرب على الرغبة في الرؤيا , ولكن يدها من ناحية ويد رئيس الملعب ردتا إلي الطمأنينة . وأعطياني كيساً من الفول السوداني ثم أخذاني إلى الفيل فأخذت أتحسس ساقيه الأماميتين الضخمتين ثم رفعني رئيس الملعب على كتفه حتى ألمس رأس الفيل وأذنيه المروحتين وطلب مني أن أعطيه قليلاً من الفول حتى يرفع أنفه " الطويل " أو خرطومه ..... ثم أذن لي أن أتحسَس وألمس جسم هذا الشخص الذي أعطاني هذا الكيس فكان فتاة ضامرة الخصر جميلة القامة من اللواتي يلعبن في الملعب ولم يكن عليها سوى ملابس اللاعبات المحبوكات على الجسم . وقد ضحكت وارتبكت لفحصي لها ثم قبلتني .
وذهبت بعد ذلك أتلمس الخيول العربية وراكبيها .. وبرك الجمل أمامي فتسلقت سنامه الغريب ولكن ما أشد ما تأثرت من رائحته !
وقد قال بولس الرسول : " عندما أكون ضعيفاً أكون قوياً " , وهذا خاطر جديد بتعزية الذين أصابت أجسامهم المحن . وتفسير هذا القول واضح وهو أن الشخص المصاب ينكفئ إلى نفسه يفتش عن لذته في خواطره وأفكاره وعندئذ تصير هذه الأفكار موضوع إهتمامه العظيم . ومن المعجزات , أن حادثة من الحوادث التي لا قيمة لها تخرج من بوتقة الذهن جميلة لامعة وتأخذ الأفكار في الترتيب حين تتسجل الأشخاص والحوادث فتكسب الحياة المحدودة بالنقص سروراً . وتختزن هذه الأشياء في الذكرة فتكون من المتع التي يتمتع بها صاحبها في أوقات الإنفراد والوحدة . وهذا هو السبب في أني لا أشعر بتاتا بأني عمياء وصمَاء فإني تركت هذه الهوَة الفظيعة منذ زمن بعيد جداَ .
وأخيرا توجز سعادتها وحياتها في هذه الفقرة وتقول : " وقد كانت حياتي وما تزال سعيدة لأنه كان لي أصدقاء كثيرون وأعمال كثيرة يلذ لي عملها . وقلما أفكر في نقص حواسي ولا أحزن إذا فكرت فيها وربما يحدث لي في بعض الأوقات ما يشبه التشوَف والتمني ولكن هذا الشعور غامض كأنه النسيم يتخلل الزهر , ويمر النسيم ويبقى الزهر راضياً ." ) .
بعض المعلومات من كتاب ( عظماء ومشاهير معاقون غيروا مجرى التاريخ – المؤلف : أحمد الشنواني ) .

لعمري ما أكثر الدروس والعبر والملاحظات النفسية والتربوية والفكرية والروحية التي أعطتنا ومتعتنا وعلمتنا إياها هذه الكاتبة السعيدة بتجربتها وعلومها .. ولا يسعنا نحن اللذين يعملون بالكلمة إلا أن ننحني أمام روحها الطاهرة وكلمتها الجميلة الصادقة ..
.................


* الأم تيريزا
التعريف :
الفقراء .. البؤساء .. الأيتام .. المرضى .. الجياع .. المضطهدون .. المشردون .. هؤلاء كلهم أسرتها .. إيطالية المولد والجنسية .. إنسانية الإنتماء الروحي والعملي والفكري ..
شعَ إسمها .. وترجمت رسالتها في بلاد الهند – كلكوتا خاصة - وأحيائها ومدنها الفقيرة ..
من أهم الأمهات العظام ..... استفاق شبابها المبكر على حب الاّخرين وخدمتهم مهما كانت الظروف والأسباب , من خلال إنخراطها في صفوف الرهبنة - ولكن خارج إطار الأديرة والكنائس والجدران- انطلقت بكل جوانحها إلى شوارع البؤساء والمرضى واحتضنتهم كأم وكأخت وكصديقة قريبة وممرضة .
علمت , وخرَجت أجيال ( فتيات وشباب ) في مشروعها الإنساني الكبير الذي لا يعرف حدوداً للجغرافية والأجناس والطوائف واللغات والطبقات .... مرحى لك .. هنيئا لك أيتها القديسة الممتلئة فرحاً ونشاطا وحباً بالعمل الإنساني خدمة للبشرية بطريقتها ومدرستها الخاصة : الأكواخ .. الفضاءلت المكشوفة ... والأحياء الفقيرة .. ونشرت ألوان راهبات " المحبة " الزرقاء والبيضاء ... طوبى و سلام لك ورحمة لروحك النقية الجميلة كحقل زنبق.. أردت أن تنشريه أو تزرعيه على حوافي مدن الصفيح و في ضواحي أحياء البؤساء دون تأفف أو ملل بل بكل حب ونشاط ولهفة نابعة من القلب والروح الإنسانية حتى في الأمراض المعدية أشرفت شخصياً على المرضى , تشدَ من ثقتهم بنفسهم وتمنحهم الحنان الأمومي والإبتسامة الطبيعية دون زيف أو تقليد ..

من أقوالها المأثورة :
( " .. وأينما تواجد الفقراء حتى على القمر , أنا مستعدة للذهاب إليهم " .... ) .
موعظة الهند هل نسمعها ؟
رسالة الأم تيريزا هل نقرأها ؟
أم أن أصوات سيارات التفخيخ لقتل الأبرياء , وحروب الشوارع والمدن بين الإخوة والحارات ستحجب وتعيق السمع والقراءة والتعلم ..!؟

لقد علمت الحب للاّخرين , وعلمت العالم كيف تكون التضحية في سبيل حياة أفضل ..

لقد هضمت هذه الأم كتاب العهد الجديد جيداً و ترجمت الإنجيل إلى أعمال معاشة وممارسة عملية على أرض الواقع , فاستحقت أن تكون تلميذة السيد المسيح , و نموجاً ومثالاً للقداسة من نوع جديد :
" كونوا قديسين , كما أنا قدوس " ( رسالة القديس بطرس الأولى 1 : 16 ) .
" إفتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم , وحفظ الإنسان بلا دنس " ( يعقوب 1 – 27 ) .
" تعالوا إليَ يا جميع المتعبين وأنا اريحكم .. " .
" إن كان عضواً واحداً يتألم , فجميع الأعضاء تتألم معه " ( القديس بولس - كورنثوس 1 ) .
- " العطاء مغبوط أكثر من الأخذ " . ( أعمال الرسل , ب , 20 و 35 ) .
" إحملوا بعضكم أثقال بعض " . مقدمين بعضكم بعضاً بالكرامة " ( غلاطية 6 – 2 ) .

.........

اليوم ... وأنا أكتب هذه الأسطر , سطرت تواً ما سمعت وشاهدت :
- " الأم تيريزا .. وجهها يشعَ جمالاً قادماً من الداخل .
قابلتها مرَة مراسلة صحفية , سالتها : " ماذا تشعرين والعالم كله يعلنك قديسة "؟
صمتت الأم تيريزا قليلاً وقالت : " ألم تعلمي أن القداسة ليست نوع من الترف , بل هي ضرورة " .. الأب فايز فهيم في برنامج صباحي في فضائية نور سات ( التيلي لوميار ) ....... 23 / 5 / 2008 . x