العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا المستقبل



عمرو اسماعيل
2004 / 1 / 18

أذا كانت الجماهير فى مصر خاصة والعالم العربى عامة ,, الا قلة تعيش خارج الزمن,, تطالب بالديمقراطية كحل و حيد للخروج مما هى فيه من ظلم و قهر و سوء توزيع للثروة الى آخر القائمة السوداء لتى نعرفها و نعيشها جمبعا, فهى فى واقع الحال تطالب بالعلمانية و ان لم تدرى ذلك. فالعلمانية بمعناها الحقيقى و هى فصل الدين عن الدولة وليس فصل الدين عن الحياة هى الضمان الوحيد لاستمرار أى نظام ديمقراطى أذا أراد الحياة.
حتى جماعات مثل الأخوان المسلمين وكل القوى السياسيه الأسلامية التى ارتضت الديمقراطية كحل سلمى لتداول السلطة هى فى الحقيقة ارتضت العلمانية كمفهوم لحركة المجتمع ألا أذا كانت تؤمن بالتقية وتعلن غير ما تضمر وأذا ثبت ذلك وأنا لا أرجحه فهى تنسف من الأساس مصداقيتها.

حتى المجتمع نفسه فى اتجاهه العام هو مجتمع علمانى قلبا و قالباو فمن فى مصر و العالم العربى يستطيع أن يوقف حركة المجتمع نحو أعطاء المراة حقوقها الكامله؟, هل تعتقدون أن اسامة بن لادن أو غيره من عتاة التشدد فى العالم العربى يستطيع أن يوقف الفضائيات من أن تذيع أغانى الفيديو كليب فى التليفزيون ,أو هل تعتقدون أن ما نسميه بالجماعات الأرهابية مهما استخدمت من عنف و تفجير تستطيع أن توقف المشروعات السياحية فى مصر أو تمنع فيفى عبده من الرقص أو تمنع الموالد أو الجماعات الصوفية, هل تستطيع تلك الجماعات أن تعيد المرأة الى العبودية التى استمرت قرونا بعد أن اكتشفت أن حريتها مرتبطه باستقلالها المادى من خلال حقها فى العمل, لقد خرج المارد من القمقم و لن يستطيع أى فكر رجعى أن يعيده مهما حاول أن يلبس ثوب الدين. لن تقبل الشعوب فى المنطقة أن يعودوا قطيعا من الغنم تروضه عصى المطوعين كما هو حادث فى السعودية , فحتى هناك تمرد القطيع.
لم تنجح تلك الجماعات فى مصر ولن تنجح فى السعودية وأى زائر لجدة على بعد أقل من مائة كيلومتر من الحرم المكى الشريف سيلاحظ ذلك بسهولة.
 قد تستطيع مثل هذه الجماعات أن تؤذى الحاكم قليلا و لهذا نتعاطف معها كنوع من الشماتة فى حكامنا المستبدين, ولكنها لن تنجح فى أيقاف حركة المجتمع نحو العلمانية و هى ببساطة حق الأنسان أن يحدد أختياراته بنفسه, مهما حاول خطباء المساجد كما حاول الشيخ شعراوى طيب الله ثراه أو يحاول عمروخالد فلن يستطيعوا أن يوقفوا حركة المجتمع نحو العلمانية, حق الأنسان أن يختار طريقه بنفسه دون تسلط ممن يعتبرون أ نفسهم حماة الأسلام زورا و بهتانا, نحن نحتاج رجال مثل الشعراوى أو يوسف القرضاوى  نعم, ولكن فقط لتقليل غلواء المادية فى نفوسنا و حياتنا ولكى يساعدونا على التمسك بالدين و مكارم الأخلاق ولكنهم لن يستطيعوا أن يوقفوا حركة المجتمع نحو حرية الأختيار, أننا نحتاجهم بنفس حاجة أى أمريكى أو أوروبى للذهاب ألى الكنيسة يوم الأحد.
 لقد زاد عدد الفنانات المعتزلات و لكن زاد عدد الفنانات الجدد فى نفس الوقت, زاد عدد مشاهدى قناة أقرأ و زاد عدد مشاهدى قناة الأغانى بما تحتوىه من فنانات و مذيعات سافرات و قمة العلمانية أن القناتين تتبعان تليفزيون العرب و هذا هو المعنى الحقيقى للعلمانية, حرية الأختيار و هذه هى حركة المجتمع و التاريخ وهذه هى مأساة المتشددين من السلفيين, أنهم لا يفهمون أين تتجه مجتمعاتهم ولا يفهمون ديناميكية الحياة  ولا يعرفون أن مصيرهم الحتمى هو فى كتب التراث و التاريخ.
أن الديمقراطية و العلمانية هما صنوان , هما كلمتان مترادفتان , وكلاهما يحتاج الآخر للنمو والأزدهار.
أن قمة السخرية أن مجتمعاتنا هى علمانية فى حقيقتها وتزداد علمانية كل يوم و لكنها ترفض الأعتراف بذلك, كما تسعى للديمفراطية و لا تستطيع الحصول عليها رغم أن أسرع الطرق للوصول ألى الديمقراطية هو الأعتراف بعلمانية مجتمعاتنا.
أن العلمانية سواء اعترفنا أم لا هى حركة مجتمع و مطلب جماهيرى.
وكل ما يفعله الفكر السلفى المتعنت هو زيادة معاناة الشعوب تحت نير الديكتاتوريه, وأذا آمنا أننا أحرار فى كل شىء طالما لا نستخدم العنف و لا نحرض عليه, أحرارا فى أن نعبد الله كما نشاء, أحرارا فى أن نسن القوانين المتوافقة مع مصاحتنا الحالية فى القرن الواحد و العشرين ولا نذعن لقوانين أنتهت صلاحيتها وأصبحت لا تصلح ألا لساكنى الخيام فى الصحراء وليس لعصر الكومبيوتر و الأنترنت,فنستطيع حينها أن ننتزع الحرية و الديمقراطية من حكامنا.
ولعل أسرع طريقة للحصول على حريتنا هو أن تتمرد المرأة فى مجتمعاتنا على وضعها المخذى كوعاء للرجل و تطالب بحقوقها كاملة فيفقد مروجو القهر و الأستبداد باسم الدين أهم سلاح يستخدمونه لتخويف عامة الرجال وهوالخوف من فقدان سيطرتهم على نسائهم أذا انتصرت الديمقراطية و العلمانية, فلتحرميهم أيتها المرأة من هذا السلاح و تنتزعى حريتك الى الأبد و معها حريتنا جميعا.