المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل



عمرو اسماعيل
2004 / 1 / 20

فى هوجة قضية الحجاب و فرنسا الأخيرة و من خلال متابعتى لبرامج الدعوة الأسلامية, اتضح لى ان المرأة من حيث أنها رمز جنسى و رمز للعرض و الشرف هى أهم كثيرا فى ثقافتنا ووجداننا   نحن رجال هذا الوطن الأشاوس من قضايا أخرى كالوطن نفسه و الحرية و العدل والمساواة و حقوق الأنسان.. فالضجة التى اثارتها قضية الحجاب و ما تبعها من مظاهرات قد تكون اكثر من الضجة التى من الممكن أن تثيرها اى قضية أخرى من قضايانا الملحة من  انعدام الديمقراطية أو الظلم الأجتماعى وحتى الهجمة الأستعمارية الأخيرة علينا.
وهذا يذكرنى بالضجة التى أثارتها قضية دينا و حسام أبو الفتوح و مظاهرات شباب جامعة القاهرة رافعين الشعار الثورى ,, كله الا دينا,, عندما سمعوا ان دينا قد تصور لقطات فيلم فى جامعة القاهرة, لقد تظاهروا بحماسة اكثر من مظاهراتهم ضد امريكا و اسرائيل و ضد الظلم فى مجتمعاتنا العربية.
قد أكون مخطئا و لكنى أعتقد أن المرأة قد استخدمت دائما و بنجاح منقطع النظير من قوى القهر و الأستبداد و الرجعية الأجتماعية لتخويف عامة الرجال{ الذين تسيطر عليهم أسطورة الذكورة و تفوقها} من الديمقراطية بحجة أنها ستجلب معها الفساد و الأنحلال الأخلاقى الذى هو دائما مرتبط بالمرأة و عورتها, وهى بالتالى تبعث الخوف فى نفوس الرجال من فقدان سيطرتهم على نسائهم مما يجعلهم اكثرا تقبلا للديكتاتورية وأقل كفاحا فى سبيل الديمقراطية.
لا أدرى لماذا ثارت الدنيا و لم تقعد فى عالمنا بسبب حجاب المرأة ولم نثور ضد حكام الخليج عندما يحرمون زوجاتهم من الزواج بعد طلاقهن مما يتعارض مع ابسط حقوق المرأة الشرعية, ولا أدرى لماذا لا تثور النساء المغرر بهن عندما يتزوج شيخ فى السبعين من عمره طفلة فى الخامسة أو السادسة عشر, لا أدرى لماذا ندمن حكايات النساء التى تبيع اجسادها ولا نتذكر الرجال الذين يبيعون ضمائرهم و أقلامهم لمن يدفع أكثر و هى فى رأيى دعارة فكرية و فساد أخلاقى أشد اثرا و هدما للمجتمع من فساد عاهرة أو راقصة.
لماذا لا نتذكر النساء اللاتى حققن النجاح باستخدام عقولهن ونتذكر دائما النساء اللاتى يستعملن اجسادهن سواء اعجابا او لعنا .. 
أنى اتفق تماما مع الرأى القائل أن و ضع المرأة هو ميزان تقدم الشعوب و الأمم و الحضارات, و لذا أهيب بالمرأة أن تنتشلنا من مستنقع التخلف الذى نعيش فيه فقد فشلنا نحن الرجال.
أن المرأة العربية اذا ثارت مطالبة بحقوق المساواة كاملة مع الرجل و حصلت على هذه الحقوق ستسحب البساط من تحت اقدام دعاة التخلف والردة الأجتماعية, ستسلبهم السلاح الذى يتحكمون به فى عقول الغلابة من الرجال الذين تتحكم فيهم اسطورة الذكورة الكاذبة.
لا أدرى لماذا لا تصر المرأة و تتظاهر مثلما تظاهرت من أجل الحجاب لكى تحصل على كافة حقوقها  المنصوص عليها فى المواثيق الدولية التى كانت الدول العربية من أول الموقعين عليها وأولها دول الخليج الرجعية, فها هو الأعلان العالمى لحقوق الأنسان ينص فى مادته السادسة عشر أن المرأة لها نفس حقوق الرجل فى الزواج و عند انحلال هذا الزواج,, للرجل و المرأة متى أدركا السن القانونية حق التزوج و تأسيس أسرة دزن أى قيد ولهما نفس الحقوق المتساوية لدى التزوج وخلال الزواج ولدى انحلاله.. كما ان الزواج لا يعقد الا برضى الطرفين دون اكراه,, فهل تحصل المرأة على هذه الحقوق فى الزواج فى معظم الدول العربية. وهذا عن الزواج , فماذا أيضا عن حقوقها فى الدراسة و العمل وحقها فى البحث عن سعادتها و تحقيق ذاتها و حقها فى العمل السياسى و الترشح للمجالس النيابية , بل و حقها أن تصبح قاضية أو وزيرة أو حتى رئيسة للدولة.. هل تحصل المرأة على هذه الحقوق فى غالبية الدول العربية , ألا تغضب المرأة من الرجل الشرقى الذى ينظر لها كمخلوق أدنى ثم يحاول أن يقنعها أن هذا من الدين فتتبعه و تتظاهر من أجل الحجاب فى فرنسا و ليس فى دولة اسلامية و لا تتظاهر من اجل ايسط حقوقها المسلوبة فى كل الدول العربية و الأسلامية.
نعم أنى أحرضك ايتها المرأة لتثورى من اجل حريتك.. لأن حريتك هى البداية لكى نحصل جميعا على حريتنا.

د/ عمرو اسماعيل