ثائره بظفيره



ريا عاصي
2008 / 6 / 22

هناء شابه عراقيه تحمل ملامح الجنوب .
حين رؤيتي لها ...تخيلتها ترتدي الشيله والعباءة العراقيه وتحمل سله السمك لتبيعها في سوق الماره في احدى محافظات الجنوب...بالرغم من اني التقيتها في احدى مدن السويد ....
حين دخولي لمكتب الهجرة ...حيث العديد من اجناس البشر من صفر وحمر وسود ودماء مخلطة .....ميزت لهجتي العراقيه وركضت نحوي سائله ....
هل تستطيعين قراءة ورقتي هذه ..؟؟؟..من ملامحك حزرت انك متعلمه وتفقهين السويديه.
..ابتسمت لها وسحبت الورقة من يدها الذابله ومررتها لرفيقي الذي يقرأ السويديه بشكل ممتاز ...وقلت لها
انا مثلك لا اعرف اللغه السويديه ..
.وبعد عدة دقائق من الشرح المفصل من قبل رفيقي لها بما تحويه اوراقها ..عادت لتسأله .
.اني احمل رقما في يدي فهل تعرف متى سيحين دوري .؟... وحين القينا نظره على قصاصة الورقة في يدها كانت تحمل رقم (49 ) واللوحة الضوئيه تشير الى الرقم (9) فبلغها على الفور بطريقته الفكاهيه العراقيه المعتادة ..
.ان امامك اربعون شخصا فقط (جايلج السره )
فالتفتت الي تستنجد من ابتسامته العريضة ..
.هل حقا امامي اربعون شخص .؟
قلت نعم
اكتشفت حينها انها لا تقرأ ولا تكتب حتى العربيه ..
..لملمت حالها وخرجت مسرعه متلبكه وعادت بعد ربع ساعه دون ابتسامه....
.................................................................
بعد ايام عرفت قصتها
بعد ثلاثة اعوام من سقوط بغداد اي قبل عاميين
ذهب احد المغتربين في السويد لزيارة اهله في احدى محافظات الجنوب وبعد فرحة اهله به ولقائهم به بعد مرور 15 عام على هروبه من العراق قامت والدته بخطبة احدى قريباته له ....ولم يكن له الا ان يسكت ويداري سر زواجه من امرأة سويديه .....ويتمم مراسيم زواج عراقيه بهيجة وعاش التجربه بكل تفاصيلها وبعد انقضاء فترة اجازته عاد الى السويد مؤملا زوجته واهله بانه سيتمم اجراءات لم الشمل وما شابه ........
وخرج ولم يعد
واكتشفت هناء بانها حامل وحاولت الاتصال به مرارا وتكرارا دون مجيب
وحاول اهله معها بالعديد من المحاولات التي باءت بالفشل ...وخوفا من الفضيحة وتقولات الناس من حولهم قامت والدته واخيه الاصغر بالسفر الى سوريا ومعهم هناء...
هناء التي لم تفارق قريتها يوما واحدا ...ابنة سنين المر والقسوة التي عاشها العراقيون معا بكل اطيافهم
تجد نفسها مغفله ومضحوك عليها من احد اقاربها الذي لم يشاركهم سنين حصار وحرب وقسوة وجوع والم ...حاقدة عليه وتحمل في رحمها شاهد على استخفافه بها وبمشاعرها
اقسمت بظفيرتها بانها لن تعود الى قريتها مع طفلها وخيبتها الا بعد انتقامها منه
وطرقت باب السفارة السويديه تحمل عقد زواجها العراقي واوراقها ,,,التقت هناك باحدى السيدات السويديات التي تعمل طوعيه في منظمه تهتم بشؤون المرأة واللاجئين ,,,اخبرتها بقصتها وبابن عمها النذل ...وبما تحمله في بطنها ,,,,بعد مرور اسبوعين تكتشف السيده زواج ابن عم هناء من احدى السويديات والقانون السويدي يمنع تعدد الزوجات ولشدة تعاطفها مع هناء تقدم معاملة هجرة وتقبل هجرتها وتسافر الى السويد وهي حامل في شهرها الاخير من حملها ....تستظيفها المنظمه في احدى مدن السويد وتلد طفلتها وتسكن دارا حددتها لها دائرة الهجرة وترفع دعوى قضائيه ضد زوجها وتحصل على تعويض مادي يمكنها من دفع مبلغ لمهرب عراقي يجلب لها شقيقتها الصغرى ...
هناء تعيش الان مع اختها وابنتها وتحاول تعلم قيادة السيارة وتلبس البنطال الجينز ونصف حجاب وتحاول كتب اسمها بالسويديه ....وما عادت تبحث عن ثارها من ابن عمها فالحياة امامها اجمل من جمر ثأر يشعل نارا دون مبرر والسويد لا تحوي صور حكومات مغفله فلم تعود.......؟؟؟؟