مفهوم شرف المرأة عند الرجل



الاء الجبوري
2008 / 7 / 1

شرف المرأة على مدى قرون وهو لعبة رابحة بيد الرجل يسنه القانوني كما يراه مناسبا ويشرعه رجل الدين كما يمليه عليه وعيه و ضميره الديني المتفقه ،وراية يتباهى به شيخ العشيرة ويريق على جوانبه الدم , هم رسموا خريطة شرف المرأة ولم يكن للمرأة دخل فيها , هذه الخريطة التي حدد بها مفهوم الرجل لشرف المراة فأختصر شرفها في قيمة واحدة ( شرف المرأة في فرجها...!)ولا مجال لمقارنة القيم ألأخرى بهذه القيمة التي وضعها الرجل نفسه وإستغلها لمآربه الخاصة في أغلب ألأحيان , ولعل أول إستغلال مارسه الرجل تحت غطاء الشرف هو وأد البنات في الجزيرة العربية بدعوى الشرف والخوف من العار والحقبقة إنها ظاهرة بدأت أول مرة لدى السومريين الذين كانوا يعيشون عيشة رغيدة من زراعة الرز الذي كان خبزهم وصيد السمك والطيور والحيوانات الداجنة والمياه العذبة في منطقة ألأهوار ألأمر الذي أدى الى زيادة سريعة في عدد السكان ولكي يبقى الغذاء كافيا وفيرا فكان لابد من تحديد عدد السكان ولم يجد الرجل السومري غير المرأة السومرية لتدفع ثمن بقاء الغذاء وفيرا كافيا لهم فإبتكروا وأد البنات لتدفع المرأة السومرية حياتها ثمنا لبقاء غيرها , وفي الجزيرة العربية حيث البيئة الصحراوية المعروفة بشحة عطائها مارس الرجل مافعله السومريون ولكن برروا فعلهم هذا من أجل صيانة شرف القبيلة والخوف من العار والسبب الحقيقي هو إقتصادي اما الفراعنة فقد ابتكروا ختان النساء ورجال الدين في مصر اعتبروها شرعا اسلاميا يصون شرف المرأة المصرية , هذه الجريمة التي ترتكب بحق المرأة المصرية التي تجعلها تعاني من اثارا نفسية وصحية اثبتها العلم وتدفع في طفولتها الما وخطر استئصال انوثتها على يد جاهلة لأبسط الامور الصحية , ختان البنات في مصر الذي يذهب ضحيته كل عام اكثر من طفلة بريئة لم يخلق من مصر المدينة الفاضلة الخالية من مواخير الزنا اسوة بأي مكان في العالم منذ فجر الخليقة والى الان ,هذه الجريمة التي ترتكب بحق المرأة المصرية باسم الشرف وترتكب في بعض الدول الاسلامية تحولت الى قضية في مصر يتصدى لها اغلب التيارات السياسية والاجتماعية في مصر بينما يروج لها رجال الدين بان هذه العادة المقيتة هو من روح الشرع الإسلامي ,بينما اعتبرته اتفاقية حقوق الطفل للامم المتحدة خرقا لحقوق الانسان فأي شرف هذا الذي يريد رجال الدين صونه بقتل انوثة المرأة وتحويلها الى انثى غير كاملة !!!! .

قد تكون هذه البدايات ألأولى للعب بشرف المرأة كورقة رابحة بيد الرجل من أجل مآرب أخرى قد تكون إقتصادية أوسياسية أو إجتماعية أو ذكورية الى أن جاء ألأسلام وأزاح الكثير مما تعانيه المرأة ولكنه لم ينه ورقة الشرف الرابحة بيد الرجل وألأزدواجية في مفهوم شرف المرأة الذي يبنى حسب مصالح طرف دون آخر , فمن الجواري والإماء الى الزواج العرفي والمتعة والمسيار للتنفيس عن شهوة الرجل الجنسية بطريقة شرعية مفسرة من قبل رجال الدين تضمن للرجل المتعة وللمرأة النظرة ألأجتماعية الدونية وفقدان أي ضمانات لها ولطفلها في كثير من ألأحيان , وخوفا على شرف المرأة قالوا تقر المرأة قي بيتها ولا تخرج للعمل الى أن جاءت الظروف التي لايمكن لإي مبرر شرعي أو عرفي أن يسجن المرأة داخل بيتها عندما تلقي الظروف الاقتصادية بضلالها على المجتمع او عندما تكون لنتائج الحروب الكلمة الفصل في هذه القضية ولنا في الظروف التي أدت الى وجود ثلاثة ملايين أرملة في العراق شاهد على مانذهب اليه فلولا وجود ثقافة( المرأة جنتها في بيته)ا من أجل حماية شرف المرأة لما عانت أرامل العراق وهي تنتظر ضمان مالي تعيل به أيتامها من حكومة مشكلة من أحزاب تعيش صراعا سياسيا فيما بينها ولا وجود لأرامل العراق في أجندتهم , وعندما تكرموا منحوا أقل من سبعين الف دينار شهريا لخمسين الف أرملة من مجموع ثلاثة ملايين أرملة !!!! .

استمر المفهوم الشرعي لشرف المرأة من وجهة نظر أغلب رجال الدين ليصل ألأمر الى تطرف البعض منهم في اللعب بورقة شرف ألمرأة ليحرم على المرأة سياقة السيارة وتحريم ألإختلاط في العمل والدراسة في الجامعات وفرض النقاب او الحجاب وغيرها من المفاهيم الشرعية بدعوى الشرف ومن جانب اخر إباحة ألإختلاط مع الرجل وممارسة الجنس بإسم زواج المتعة ومع إقرار عقوبة الجلد لمن تخلع الحجاب ويصل التلاعب بورقة شرف المرأة وحمايته من الرجل أن يفتي احد العباقرة الجهابذة في الجامع ألأزهر بإن ترضع المرأة زملاءها في العمل والدراسة لكبح شهوة الرجل الذي يهدد شرف المرأة ...!

أما احد رجال الدين من الطرف ألآخر أفتى بجواز الاستمتاع حتى بالطفلة الرضيعة فأي إزدواجية لمفهوم شرف المرأة من أغلب رجال الدين الذين يختصرون الشرف في قطعة قماش على الرأس أو الوجه وإهانة شرفها وآدميتها بمثل هذه الفتاوى بالسكوت عنها أو برد فعل لايوازي حجم وخطورة الفتوى ليس على المرأة كونها نصف المجتمع ونواة ألأسرة بل على الدين ألإسلامي .
أما ألأعراف العشائرية التي تنادي بالشهامة والمروءة وإكرام الضيف وهو شيء جميل جدا ومن مكارم ألأخلاق ولكن تضمحل هذه ألصفات في التعامل مع المرأة ومقولة (لايسلم الشرف الرفيع من ألأذى حتى يراق على جوانبه الدم) تخضع لمصلحة الرجل , فإلى أواسط القرن العشرين في مجتمعنا يطبق عرف عشائري يطلق عليه الفصل العشائري وهو ليس وليد المجتمع العراقي بل من عادات الجاهلية في الجزيرة العربية إذ تدفع فيه المرأة ثمن جريمة قتل أرتكبها أخوها أو أبوها وعلى قدر حجم الجريمة يكون عدد النساء اللواتي يدفعن ثمن الجريمة قد يكون العدد إثنين أو ثلاثة أو أربعة ومجلس الفصل هذا غالبا ما يبارك من قبل رجل دين من خلال وجوده في هذا الفعل , وتزوج المرأة الضحية من رجل من أهل المقتول لتعيش بذل وهوان تتمنى فيه الموت على حياتها التي تفقد فيها حتى إسمها وإذ يطلق عليها الفصلية وما أن تلد يؤخذ مولودها منها وتطلق وتطرد الى عشيرتها , هذه ألأزدواجية بمفهوم شرف المرأة لم يتصد لها رجال الدين أو المفكرون ولا حتى القانون الوضعي في الوقت الذي كانت تطبق فيه بل أرخها المطرب العراقي عبادي العماري الذي أستنكر على مروءتهم أن يسوقوا أمرأة الى مصير مظلم ككبش فداء عن جريمة لم ترتكبها وإستنكر على الطرف ألآخر أنتقامهم من أمرأة ضعيفة لم تقتل أحد منهم !!!! .

أما القانون الوضعي تعامل مع شرف المرأة من وجهة نظر الرجل وأعطاه المجال ليقتل أي إمرأة بدعوى غسل العار إذ أن قانون غسل العار كتب بطريقة تسهل على الرجل قتل إمرأة بريئة تحت هذه الذريعة وتساوت بذلك من تستحق العقاب مع البريئة ولازلت أذكر ذلك الرجل العجوز الذي يذرف الدمع بغزارة وهو يطلب المغفرة من الله عندما إعترف لإهله إن ابنة عمه المتزوجة من إبن عمه كانت بريئة من التهمة التي كانت نتيجة القيل والقال وقد راقبها وتيقن من برائتها وإنها كانت تتاخر في الحقل لإنها كانت بطيئة في عملها والسبب هو حملها وحالة الوحم التي تتعب المرأة ورغم ذلك قتلها وهي حامل وما زاد عذاب هذا الرجل إعتراف زوجته واخته بإنهما حرضاها على الهرب لإنها ستذبح ولكن الضحية رفضت وقالت ( لن أهرب وأنكس عقالهم ) لتقابل مصيرها بسب مفهوم الشرف لدى الرجل الذي أراد أن يقطع السنة القيل والقال بقطع رأس هذه المسكينة , فكيف تعامل القانون الوضعي معه لقد سجن ثلاثة أشهر على ذبح إمرأة حامل بريئة لإن القانون لم يترك مجالا للتأكد من أسباب القتل , فكم جريمة أرتكبت وترتكب بأسم هذا القانون الجائر؟؟؟!!! .

لم تتوقف لعبة شرف المرأة عند هذا الحد بل صار الرجل يحدد المهن التي يمكن أن تعمل بها المرأة مثل مهنة ألإعلام والظهور على الشاشة كإعلامية إذ كانت النظرة لها متفاوتة فيها الكثير من الريبة والشك ولولا أصرار ألإعلامية العراقية على العمل في أخطر ساحة إعلامية في العالم ومشاركة ألإعلامي في إيصال الحقيقة الى المواطن حتى وإن كان الثمن حياتها لما زحزحت هذه النظرة , تحديد مهنة المرأة وفقا لمفهوم شرف المرأة لدى الرجل أدخل النظام السابق في مشكلة ازمة الممرضات أيام الحرب العراقية ألأيرانية التي خلفت الكثير من الجرحى وهم من أبناء هذا المجتمع الذي يربط مهنةالتمريض بشرف المرأة ولم تغير هذه النظرة إلا عندما القى الحصار ألإقتصادي بثقله على المجتمع العراقي ألذي أعاد النظر نوعا ما بمهنة التمريض ومن جانب آخر يفضل الرجل في مجتمعنا مهنة التعليم ليس لإنها مهنة مقدسة بل من المهن التي لاتفتح ثغرة الى شرف المرأة !!!!.

شرف المرأة الورقة الرابحة بيد الرجل يستطيع بها أن يبعثر صورة إمراة ويشوه سمعتها بالتلفيق بسبب التنافس أو ألأنتقام ولعل الرجل في مجتمعنا مهما كان راقيا بعلمه وإنفتاحه أو تافها بجهله إلا إنه في أغلب ألأحيان يتأثر سلبا بهذه ألأقاويل والدليل على ذالك إن بعض النساء يستخدمن هذه الطريقة للإساءة الى إمرأة أمام رجل بدافع ألأنتقام أو الغيرة أو االمنافسة .

من هي المرأة الشريفة من وجهة نظر المرأة جربوا أن تطرحوا هذا السؤال على رجل غالبا ماتجدون ألأجابة محصورة في جانب واحد من المرأة وهي التي لم تعرف رجلا في حياتها ...... أما القيم ألأخرى لاأعتقد إنه سيتذكرها وعندما يريد الزواج بإمرأة يسأل عن هذا الجانب فقط أما الجوانب ألأخرى هي غير مهمة كونها من قيم الشرف , بينما لو سألت إمرأة من هو الرجل الشريف فستقول الذي لايسرق ولايكذب ولاينافق الشهم الشجاع الكريم وعندما تريد الزواج برجل تبحث في هذه الصفات لتحدد إن كان هذا الرجل شريفا أم لا .

لماذا يختصر شرف المرأة في قيمة واحدة وتقوم الدنيا ولا تقعد على هذه القيمة وتقتل المراة التي تفقد هذه القيمة ولكن خيانة شرف المهنة والحنث باليمين وجرائم الفساد المالي وألأداري وسرقة ملايين الدولارات من أموال الشعب العراقي ليس له علاقة بالشرف الرفيع ؟!