رسالة الى المراة العراقية



عماد علي
2008 / 7 / 3

بعد ان تحررت المراة العراقية من القيود المعروفة منذ سقوط الدكتاتور و كانت ترزح تحت نير و وطاة النظام الدموي لاكثر من خمسة و ثلاثين عاما بخصوصياتها كامراة او ضمن مكونات المجتمع و تعرضت هي اكثر من غيرها للظلم و القهر و التعسف من كافة النواحي و اهمها تشتت العائلة العراقية من جهة و نشاطاتها المختلفة في المجالات السياسية الاجتماعية من جهة اخرى.
اليوم ايضا تتعرض هي للظلم و الغدر و يلحق بها الحيف اينما كانت ليس من قبل الرجل كما تدعي فقط و انما من الوضع الاجتماعي السائد و العادات و التقاليد الموروثة التي تتمسك بها، و هي لم تتمتع بالحرية في سير حياتها الخاصة و العامة، و كما يتعرض الرجل ايضا معها للقيود الاجتماعية التي تفرض امورا لم يجد يدا لتغيرها و هنا على الرغم من المجتمع الابوي المسيطر هناك قيود و اطر و عادات تفرض نفسها و تحدد مساحة الحرية للرجل ايضا كما للمراة و لكن بشكل اقل و تتدخل القيود و التقاليد الاجتماعية حتى في ابسط مقومات الحياة من البيت الى مكان العمل و الاماكن العامة. المهم للرجل و المراة في الحياة هو العمل على ما يؤمنان به و يعتقدان انه الصح مهما كان خارج نطاق المنظور الاجتماعي المقيد او الواقع و الاهم هو تنظيم و برمجة و جدولة الحياة الخاصة ضمن الاطار العام للمجتمع و العمل على نجاح الطريقة التي يضمن النجاح في التوصل الى الهدف.
نقول هنا ان الرجل يعاني و ليس كما المراة او اقل منها لان السلطة و التقاليد و العادات هي التي تسيير مجمل الانشطة الاجتماعية في مجتمع الطبقات و مجتمع منقسم على حاله من الغنى الفاحش الى الفقر المدقع، و تتجرع المراة مرارة التعسف لما تفرضه السلطة البطريركية عليها ، و هناك الفروقات الفردية في المراة كما هي في الرجل لسير نشاطها و عملها و تحملها للصعاب و ارادتها و لذلك نرى ان نسبة بروز المراة القائدة اقل من الرجل لاسباب سياسية اجتماعية بايولوجية، و به يمكن ان تكون المراة طليعية و اكثر جراة من نسبة كبيرة من الرجال و كلما ازداد عددهن في العمل العام ازدادت فرصتهن و نسبة تحقيق مرامهن و اهدافهن العامة والخاصة، و يمكن لها ان تنجح في نضالاتها في جميع اماكن معيشتها من البيت الى العمل و الشارع امام الاهل و الاقرباء و الغرباء و عليها ان تتمرد اذا فرض الامر نفسه على وضعها الاجتماعي الخاص و عدم القبول بالذل و الهوان امام السلطات المتعددة عليها من الرجل (الزوج، الاخ،الابن، الاب) او من السلطة السياسية و نعسفها و قوانينها المجحفة بحقها، ومن حق القيادات النسائية حث جميعهن للاقتداء بهن، و هذا امر طبيعي ومن حق المراة الوصول الى حقوقها كاملة و ربما لم نتفق جميعا على مساواتها لعدة اسباب و من عدة اوجه الا انها لها الحقوق الهضومة و عليها الحصول عليها و علينا تفسير الامور منطقيا لمصلحتها، فالمراة و الرجل كائنان اجتماعيان يتصرفان حسب موقعيهما الاجتماعي معتمدان على ثقافتهما و مدى تفكيرهما الواقعي و تحليلهما للوضع الذي يعيشان فيه و الطرق التي يعتمدانها في تحقيق اهدافهما و يجب على المراة ان تعلم هي ايضا ليست ملاكا معصوما بعيدة عن الخطايا و ليس الرجل ايضا وحشا كاسرا مانعا لتحقيق امنياتها ، الحياة مليئة بما يوفر للمراة اكثر من الرجل لتحقيق ما تريدها في عدة مجالات و مسارات و كذلك مليئة بما يوفر للرجل اكثر من المراة في مجالات اخرى، و على المراة ان تختار و تتخصص فيما تعنيها و هذا لا يعني انها غير قادرة على اداء بعض الاعمال و انها اقل شانا من الرجل لا، بل طبيعتها و تراكمات الحياة الاجتماعية و الموروثات و العادات و التقاليد تفرض مجموعة من القيود على المراة اما تتقيد بها او تتمرد عليها و تكون طليعية في العمل على ازالة تلك القيود و هي قادرة على ذلك و بها تتمكن من الاقتراب في الحصول على حقوقها و ليست المساواة بكاملها . و الظروف الموضوعية للمراة العراقية تفرض قيودا اكبر من اخواتها في الدول الاخرى نظرا للتغيرات الواضحة على حالها جراء السياسات التعسفية من قبل النظام السابق و هذا ما يفرض جهدا مضاعفا من قبلها و بدعم و اسناد من الرجل.
خير علاج لما فيه المراة من الوضع الدنيء هو العمل و الخروج من البيت و التنافس و الابداع لانها ليست بأقل من الرجل في كثير من الجوانب و خير وسيلة لرفع مستواها المعيشي و الحصول على كافة حقوقها هي الوعي الذاتي لها و رفع مستوى ثقافتها في كافة مجالات الحياة و ان تقترب من مدى عمل الرجل و تختلط في الاعمال التي تعتبرها من الممنوعات عليها بسبب التقاليد الاجتماعية و يكون الحل الامثل لقضية المراة من صنع يدها و ليس من قبل الرجل الذي يمكن ان يمن عليها ، و لكن يمكن للرجل ان يدعمها و ليس اعطاء الحلول المعلبة المنتجة من فكر و عقل رجولي ومهما كان ملائما لن يكون افضل من الحلول المنتجة من التمخض للحالة التي تمر بها المراة نفسها نتيجة معاناتها من التخلف و هضم للحقوقها، و به يكون مسار طريق تقدمها طبيعية المولد نتيجة تشغيل و تسخير طاقتها الفعالة و كفائتها و قدرتها في كافة مسارات الحياة .