إستَعنتُ بأحد التَقَنييّن



اسماعيل داود
2008 / 7 / 8

إستَعنتُ بأحد التَقَنييّن لغرض تَنصيب برنامج جديد على جهاز الحاسوب الذي اعمل عليه ، وبعد أن أتَم عمله وبكثير من التَقْوى والأدب والالتزام قال لي :
"تفضل إستاد، إنشاء الله راح يساعدك هذا البرنامج هواي بشغلك ، هذا كُلش جديد "

وبعد شهر من استخدامه اضطررت للاتصال به سائلاً ومستغرباً بنفس الوقت ، قلت :عفواً ولكن البرنامج اليوم أعطى رسالة بان الإجازة الممنوحة لاستخدامه هي إجازة تجريبية لمدة شهر، واليوم لم يعد باستطاعتي أن استخدمه كون الشهر قد مضى ؟!
ضحك وبلهجة العارف بالخبايا رد علي :
" نعم نعم ،بسيطة رجع الزمن ليوره كم يوم ويرجع البرنامج يشتغل مثل الورد"

توقفت برهة للتفكير، ليس فقط لكونه تحدث معي بكل ثقة ، بل لان الشك ساورني ، لستُ ممن يسهل إقناعه بان الزمن ممكن أن يعود إلى الوراء .... ، لكن أعينوني بالله عليكم كي افهم هذه المعادلة الصعبة :

الم يفتتح جسر الحديد ببغداد في العام 1951
المن تكن البصرة دوما مستقرا للأعراس وحفلات الزفاف حتى إن مائدة نزهت غنت لنا ( الليلة حنتهم وبالبصرة زفتهم، والبصرة غدت جنة ….)
الم يُقرّ أجيال ممن سبقونا في المناهج الدراسية قصيدة الزهاوي (اسفري فالحجاب يا ابنة فهر …)

الم ينشد فينا الرصافي منذ أكثر من 60 عاما قوله:
ولقومنا في الشرق حال كلما زدت أفتكاراً فيه زدت تعجُّبا
تركوا النساء بحالة يرثى لها وقضَوْا عليها بالحجاب تعصُّبا
قل للاُلى ضربوا الحجاب على النسا أفتعلمون بما جرى تحت العبا
شرف المليحة أن تكون أديبةً وحجابها في الناس أن تتهذّبا
والوجه أن كان الحياء نقابه أغنى فتاة الحيّ أن تتنَقّبا

السنا من أفنى فينا الاجتماعي الكبير علي الوردي ، و عالم الفيزياء العراقي عبد الجبار عبد الله، عمرهما باحثين ومحدثين ...
الم يؤرخ لنا الدكتور جواد علي ...
الم يؤسس لنا جواد سليم جماعة للفن ...
الم يؤسس لنا الفنان خليل شوقي فرقة المسرح الفني الحديث

إذا فكيف ونحن نُشرف على إتمام العقد الأول من الألفية الثالثة تطالعنا الأخبار مسجلة انجازات كبيرة مثل :

أصبح بإمكان طالبات الجامعة أن يذهبن إلى جامعاتهن وهن سفور !
لأول مرة حفل عرس في البصرة !
محال الموسيقى تفتح أبوابها لأول مرة في مدينة الصدر ببغداد!
أصبح بمقدور المُحتفلين في أعراس أولادهم في الفلوجة رقص الدبكة !
افتتاح جسر الحديد في بغداد!
نصب تمثال أبي جعفر المنصور !
نقاش حول إخراج العراق من وضعه كبلدٍ محتل!

عاد إلي صوت التقني من جديد " إستاد لتدوخ ، دبل كلك على التاريخ إلي أسفل شاشة الحاسوب مالتك ورجع التاريخ شكد متريد .... !!!"