مشهد من واقع المرأة العراقية لخمس سنوات من الاحتلال



رؤى البازركان
2008 / 7 / 13

خمس سنوات من الاحتلال عرض الكثير من العراقين للقتل والتهديد والتهجير.. من الانسان البسيط والكادح الى الاكاديمين والعلماء.. المرأة والرجل تساوا في هذا الظلم .. استشف حقيقة خلخلة المجتمع العراقي المترابط وتفكيك العائلة العراقية التي اساسها التنوع في المذاهب والقوميات .. لكن صورة المرأة العراقية التي هي هويتها بين نساء العالم غابت عن العين .. واقع المرأة العراقية اليوم في ظل الاحتلال يجسد هجمة كبيرة للفكر الذكوري المتعصب لذكوريته.. وفرض الفتاوى المتشددة بقصد اقصاء دورها كأمرأة واعية وترويعها وتخويفهاا لتكون امرأة من عصر الجاهلية لاتفقه شيء عن حقوقها ودورها.. تشير كل التقارير الدولية الصادرة عن اوضاع العراق منذ خمسة سنوات للاحتلال على ان المرأة العراقية هي اولى ضحايا هذا الاحتلال.. وان هذه السنوات الخمس هي اسوء مرحلة تاريخية مرت بها المرأة العراقية.. فاجندة الاحتلال هدفها اشعال الطائفية في العراق ولاتهتم للمرأة او الرجل و تحقيق مصالحها قبل احلال حقوق الانسان التي تدعيها وانها جاءت للتحرير من الدكتاتورية.. فغياب الامن والقانون وهيمنة العنف المسلح والعنف الطائفي وسيطرة الجماعات التكفيرية والجماعات المتشددة وصراع السياسين وتنافسهم للحصول على كراسي المناصب .. كل هذه المشاهد التي تعمها الفوضى المنظمة عرض المرأة العراقية لمختلف الانتهاكات التي ارجعتها العهود المظلمة متناسية انجازاتها وجعلتها حبيسة البيت..فمن وئد البنات هذه الجريمة التي حرمها الدين الاسلامي و رفع مكانة المرأة من الجاهلية الى نور الاسلام وتحقيق انسانيتها على صعيد المجتمعات الاسلامية والعربية.. رجعت المرأة العراقية اليوم تعيش الوئد نفسه في عصر الديمقراطية .. لاقانون يردع ولاجهة امنية تحمي .. خمس سنوات نشهد انتهاكات مخيفة اختطاف واغتصاب والقتل .. تحت ذرائع مختلفة جعلت المرأة تدفع حياتها ثمن لذلك .. اسهل هذه الذرائع ان المرأة المقتولة كانت سيئة السمعة.. و نساء قتلن بسبب الثأر من رجال العائلة.. او للانتقام منهن لانهن كانوا بعثيات او كان لهن منصب في الحكومة السابقة.. واخريات دفعن الثمن نتيجة عدم الانصياع لقوانين دينية محدثة.. او نساء يحملن وعي وفكر منفتح ...هذه الجرائم طالت نساء من حملة الشهادات العليا العلمية والاكادمية.. ايظا ناشطات .. اعلاميات .. صحفيات.. تربويات .. حقوقيات.. اعلاميات.. وطالبات.. ليس فقط قتلهن في الشارع وانما قتلن داخل بيوتهن .. لم يصرح عن اسماء النساء او هوياتهن غلفت الجرائم بالغموض لتوصم المرأة بالعار وتشويه سمعهتا حتى بعد موتها.. اما من الظواهر الخطيرة التي لم نسمع عنها سابقا هي رجم الفتاة دعاء من الطائفة اليزيدية برجمها حتى الموت على مرأى من الناس وبايدي افراد من عائلتها بدافع غسل العار.. لم تتحرك الشرطة او الحكومة للتخل او ايقاف هذه الجريمة .. هذا الصمت يعلن عن تواطئ الفكر الذكوري وهيمنته على واقع المجتمع العراقي مع اجندة الاحتلال .. لم نسمع او نقرأة عن حادثة في تاريخ العرا ق تحكي عن رجم امرأة .. ولم تحدث مثل هذه الجرائم البشعة في المجتمعات التي شهدت التغير مثلما حدث للمرأة العراقية كل هذا الرعب الدائر والتهديد والانتقام ادى الى فقدان المرأة العراقية الكثيرمن حقوقها .. غيبت واقصيت وهمشت.. وهذا ما يعني ارجاعها الى الخلف بتنميط دورها في الحياة وارغامها بعدم المشاركة في بناء المجتمع والتنمية.. وابعادها عن الدور السياسي الذي تطمح اليه في ايصال صوتها وفرض قراراتها على الدولة.
فحقيقة الفكر الذكوري المهيمن على المجتمع العراقي يرفض اعتبار المرأة انسان كامل .. ويريد المرأة تابعة قابعة في البيت أمية ضعيفة ومنكسرة.. يخشى تفوقها.. فهل سيستمر هذا الواقع الى اشعار اخر..وهل ترضى النساء العراقيات التسليم بهذا الواقع. وهذا ليس كل الواقع وانما هو مشهد واحد من الواقع.