دردشه مع اصوات ناعمه



عارف علي العمري
2008 / 7 / 23

حين كانت خطواتي مثقلة بالتعب, وأثار الإرهاق تبدوا على قسمات وجهي, وعناقيد الغضب تسيطر على محياي الذي طالما عهدته مبتسماً أمام أعدائي وأصدقائي على حدا ًسواء, وحين كنت أسبح في بحار الهموم, التي طغت موجاته البائسة على ذبذبات عقلي فجعلتني لا أرى إلا نفسي, استوقفني صوت ناعم كنعومة صاحبه, ورقيق كرقة أصوات عصافير الربيع, صوت تسللت رناته الذهبية إلى عمق مشاعري, فهزني وأحسست برعشة تدب في جسم أرهقه التعب, وهو يدافع عن قضية طالب أخافه تهديد طاغوت من العيار الخفيف, لأرفع راسي على صوت فتاة ذات عشرين ربيعاً, تقول لصاحبتها ( انظري إلى هذا المتزمت متكبر لا يلتفت حتى إلينا ), اكتفيت حينها بالسلام , ومضيت إلى حال سبيلي, وبينما كنت مطرقاً براسي إلى الأرض, تفاجأت بهجمة شرسة من أسئلة حائرة,اعنف من تلك الأسئلة التي شنها الصحفي احمد منصور,على الرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية الماضية, كانت الأسئلة كثيرة, وكثيرةً جداً, وأبت إلا أن تعبر عن نفسها على صفحات الورق, فكان لها ما أرادت من الطرح, وكان لي ما أردت من الاختصار . كانت تلك الأسئلة تطرح نفسها, وصوت الفتاة يتردد على سمعي مع كل بدايةًً لسؤال غريب .
* لماذا تكون المطالبة بحقوق المرأة حكراً على آهل الأهواء والمفسدين؟
* لماذا لا نتصدر نحن ـ الدعاة ـ المطالبة بالحقوق المشروعة للمرأة, ونرفع بها رأساً,ونقدم البديل الذي يشرف المرأة ولا يهينها, ويحفظها ولا يبتذلها ؟
* أوليس نحن الدعاة أولى الناس بالانتصار للمرأة وقضاياها, والمطالبة بحقوقها المسلوبة, بعيداً عن مزايدات العلمانيين وألاعيبهم الإعلامية, التي تدس السم في الدسم, ويستخدمونها كورقة انتخابية يرمون بها عقب كل انتخابات, كما يرمى القلم بعد انتهاء الحبر ؟
* أو ليس نحن ـ الدعاة ـ رجالاً ونساءً ـ أولى الناس وأحقهم بالدعوة إلى تعليم المرأة وتثقيفها,بعيداً عن الاختلاط والسفور,وأولى ببنائها علمياً وفكرياً, بعيداً عن ثقافة الجنس وفكر الموضة ودور الأزياء, وتعليم الطبخ ؟؟
* آلا نستطيع نحن الدعاة ــ رجالاً ونساءً ــ أن نقدم الرؤى العلمية والعملية التي تحفظ للمرأة اطمئنانها, الأسري والاجتماعي ؟؟
* لقد آن الأوان أن تتصدر المرأة الدعوة إلى الله, والتربية لبنات جنسها, وان تشارك الرجل الشورى, وتذب مع الرجل عن العقيدة والهوية الاسلامية, التي تتعرض لحرب بشعة من قبل أعداء الأمة .
* لقد آن الأوان أن نقول بضرورة وحاجة الأمة إلى قيادات نسوية فاعلة, أمثال خولة بنت الأزور, ونسيبة بنت كعب, لتصدي لأراجيف دعاة الانحلال, وأعداء العفاف .
* لقد أن الأوان أن نقف في وجه من يختزل قضايا المرأة وحقوقها, وينادي بنزع الحجاب والتخلص من المحرم, ويحث على التعليم المختط,, في الوقت الذي تحرم فيه كثير من النسوة التعليم الابتدائي, فضلاً عن التعليم العالي .
* آن الأوان أن نقف في وجه المنظمات النسوية, التي تخاطب المرأة بالتفاهة الإعلامية, وتحصر دور المرأة في دور الأزياء وتدعو إلى الترويج لوسائل منع الحمل, في الوقت الذي تتغافل فيه مثل هذه المنظمات عن دراسة الأمراض الجنسية التي تفتك بالمجتمعات مثل الإيدز, وفي الوقت الذي نعاني فيه ــ لسنا اليمنيون وحدنا ــ من تخلف حضاري وفكري .
* آن الأوان أن نقف في وجه هيئة الأمم المتحدة, التي تدعوا في تقاريرها إلى الزنا والإجهاض والشذوذ الجنسي, وتعد ذلك من الحريات, في الوقت الذي تحارب فيه الزواج المبكر .
* حان الوقت أن نسطر بأقلامنا رسائل الحرية ونكتب عناوين مجتمعاتنا المثالية التي عاشت ردح من الزمن في قمة سامقة من الفضيلة والطهر, ونخاطب الغرب,ونقول لهم : إذا كانت المرأة عندكم عارضة أزياء, أو وسيلة للدعاية والإعلان فان المرأة عندنا شقيقة الرجل, وريحانته في الدنيا, وشريكته في الحياة, هي عندنا مربية الأجيال ومنتجة الأبطال, وهي الياقوتة الثمينة, والدرة المكنونة, وهي بيت الحسب والنسب, وجامعة المُثل والأدب .
* آن الأوان أن أقول لتلك التي وصفتني يوما من الأيام بالمتزمت, في غير تثبت من أمرها, لست ــ يا آختاه ــ متزمت فأنتي شقيقتي التي لها علي حق الحماية والوقوف وقت الشدائد, أريدك ــ آختاه ــ أن تكوني امرأة تعجز نساء الدنيا أن ينجبن مثلها, لأفاخر بك نساء الأرض واضرب بك أروع المثل في جمال أخلاقك, وسمو نفسك, وطيبة طباعك, كما ضرب القرآن المثل بأخواتك الفاضلات من قبل آسية بنت مزاحم, ومريم ابنت عمران