كيف تواجه المراة التحديات المفروضة عليها في العراق اليوم



عماد علي
2008 / 7 / 31

بداية لابد ان نعلن بكل صراحة ان التحديات التي انصبت امام المراة و قطعت طريق تقدمها في تحقيق اهدافها و امنياتها ازدادت بشكل فضيح بعد سقوط الدكتاتورية لاسباب معلومة، بالاضافة الى ما ظهرت على الساحة من القوى الظلامية القامعة لها، و كانت الارضية خصبة لتلك التحديات منذ عصور و بالاخص في اواخر حكم الدكتاتور و ما افتعلتها من الحملات المسمات الحملات الايمانية و لاسباب سياسية ضيقة و فعل حق يراد بها الباطل و من اجل السيطرة على الوضع الاجتماعي و الثقافي المنهار للمجتمع نتيجة تراكم و ثقل القهر و الكبت التي فرضتها الدكتاتورية و محاولة منها لتوجيه فكر و عقائد افراد المجتمع نحو الروحانية لتحمل الضغوطات الحياتية من كافة جوانبها ولعدم انفجار الاوضاع بعد سنين من الحصار، و هو السر وراء تلك الحملات المشبوهة، وكان النصيب الاكبر من تنفيذ الآلية التضليلية موجهة ضد المراة و حياتها الخاصة بعد كل ما تحملتها من الصعاب و ما فقدت من فلذات كبدها في الحروب المتعاقية التي اشعلها النظام البائد . وتعمقت مشاكلها بعد السقوط نتيجة فرض افكار و عقائد اصولية متشددة و بطرق عنجهية و منها غريبة على الواقع العراقي وهو من الالهامات المريضة لشخص الدكتاتور، و منها مستوردة لاغراض سياسية عقائدية كوسيلة لصراعات دول الاقليم على الساحة العراقية بعد السقوط ، و ازدادت من معاناتها بشكل لا تقدر و انعدمت امامها بصيص امل من فتح طريق حريتها المطلوبة كي تعيش كما يعيش اي انسان بسيط في اية بقعة من العالم، و عوملت بوسائل و اساليب بعيدة جدا عن روح الانسانية و عن ابسط حق من حقوقها الانسانية في هذا العصر.
واليوم بعدما نشاهد القليل من الانفتاح في الوضع العراقي الراهن و خاصة ضمان شيء من الحرية لها، هل لنا ان نوسع الطريق المطلوب لتنمية المجتمع من دون ان نلبي النسبة العقولة من حقوق نصف هذا المجتمع او اكثر، قطعا لا يمكن ان نتصور اية خطوة لتقدم المجتمع دون مشاركة فعالة و صميمية و في كافة الاختصاصات و الاعمال من قبل المراة، وهي التي تقع على عاتقها رعاية الوضع الاجتماعي و ثقافة الاجيال التي تربيها و تؤمٍن سلامتها الفكرية، لذا يتطلب هذا الواجب ايجاد الوسائل و الامكانيات اللازمة لعمل المراة و ازالة الاسباب المعيقة لحركتها عن طريق تنفيذ الآليات التقدمية العصرية الملائمة.
في مقدمة هذه الاهداف العمل على خروج المراة من الانغلاق و الانطواء و الدونية و دعمها لكسب الوعي اللازم لتفهٌم ما يتطلبه العصر و المتغيرات الحاصلة فيه، و اتاحة الفرص امامها لشغل كافة المناصب و الرتب و لمواكيتها الحركة و التحرر الحاصل في عراق اليوم نسبيا، وخاصة و هن اللوتي كنً جزء من النضال المرير ضذ الدكتاتورية و عانين كما عانى الرجل او اكثرطيل سنين الظلم و الغدر.
الطريق التي انفتحت امامها في العراق بعد السقوط هو ضمان الكوتا في تقلدها المناصب و انتشار مجموعة من المنظمات المدنية غير الحكومية و الجمعيات الاهلية الحقيقية كاتجاه ايجابي في مسيرة كفاحها ، اما المنظمات النسائية التابعة للاحزاب و بالاخص منها معروفة بنظرتها و افكارها تجاه المراة وهي ملبية لتطبيق افكار و عقائد مضامينها بالضد من ابسط حقوقها و هي التي تعمل من اجل تنفيذ اهدافها و اكثرها ذات صفات سياسية غير مهنية و كل منها حسب هويتها الخاصة، و الوقوف لصد هذه الافعال هو التحدي الاكبر المفروض عليها و هي لا تعلم ما تعود عليها من عملها هذا من السلبيات للحصول على جزء من حقوقها، و التحدي الكبير الاخر هو مكونات المجتمع و ظروفه و عاداته و تقاليده بشكل عام مما تعرقل من سرعة آليات تحقيق اهدافها .
كثرة المنظمات النسائية التي يمكن ان تسمى بانها تمليء الفراغ لبطالة مقنعة فقط من النساء ، وبطء فعالياتها قد تطيل طريق نضالاتها الجوهرية في الحصول على الجزء الكبير من حقوقها وهي الحرية و المساواة و المشاركة في حركة تنمية المجتمع عن طريق استغلال هذه الحرية المترسخة جزئيا بشكل مقنع في هذه الفترة لتحقيق امالها و ما يوفر لها من فرص العيش الكريم و التي عليها ان تزيد من احتكاكاتها مع الحركات و المنظمات العالمية و مشاركتها في المنتديات الدولية للمراة لازدياد خبرتها في ازالة العوائق و التحديات امامها.
ان كانت المراة في موقعها الصحيح و لها الخبرة حقا و ان كانت صاحبة الثقافة العامة المقنعة لكانت مستغلة لعددها و نجحت في محاولاتها في تحويل الكم النسائي المتفوق الى الكيف و من خلال الديموقراطية و حق التصويت، وبالتالي فهي تتمكن من ابعاد نفسها من سطوة و سيطرة الرجل، و لتوفير الضمانات القانونية المتوفرة اليوم لحمايةحقوقها لكونها هي التي لها اليد الطولى في حماية القيم و التقاليد و العادات و التغيرات الثقافية الاجتماعية و عليها مصارعة التحديات و هي التي تحتاج الى مراجعة علمية مفيدة شاملة لكل ما تؤمن به و عليها التحلي بالافكار العصرية الجديدية التي في صالحا في صراعها و بشكل واقعي بعيدا عن التطرف و عدم اعطاء الثغرات الاجتماعية او ما تسمى اليوم بالاخلاقية في افكارها و تصرفاتها لعدم استغلالها من قبل الظلاميين، و مواجهة التحديات و المتحدين الذين يستنكرون ابسط حقوقها و يمنعونها من الحصول عليها بكل الوسائل الفكرية العقيدية و السياسية ، لضمان استقلاليتها من كافة النواحي. و عليها العمل من اجل الضغط الكامل و بمساعدة النخبة المثقفة ذو الافكار التنويرية على الجهات كافة لمراجعة القوانين او العملية التشريعية التي تخصها و التي مررت في ظروف استثنائية و الانضمام للاتجاهات ذات الافكار الاصلاحية و التخلص من القوانين البالية التي عفى عليها الزمن ، ومحاولة نشر الوعي العام و الثقافة التقدمية بالوسائل التعليمية و الثقافية و الاعلامية ، وهو العمل البدائي لازالة التحديات الكبيرة في العراق اليوم امام المراة.