حين تبوح النساء



فاطمة العراقية
2008 / 7 / 31

تدور الاشياء في راسي تبعثرني تبكيني لما هذا الضياع الكبير الذي يشتت النفس ويبطها لما التنقل وسط متاهات الحب الكاذب كل هذه ..تأملات تأخذني الى الكائن الجميل الذي يعيش معاناة الحب الوهمي ...سيان عندهم سواء تألمت ام لاتتألم ..
الى المرأةالتي تؤمن بوجودها وبكيانها وتطبق عليها اربعة جدران ليل نهار ..اختي ..ابنتي التي تناجي الاوهام ..
اليك مني الف سلام وايمان بك بكل روعتك بكل جمالك التي تخنقه انفاس التخلف وتلتف حوله شرنقة العادات والتقاليدالى من هي اهلا لجمال خلقت من اجله وحنان يتدفق كشلال الى من تحب ..
يامرأة اعطت الحب بمنتهى الحضارة ...تعطي بغير حساب او اخذ سوى انها تحب اناشدك واطالب بك بكيانك بحريتك بقيامتك.
قوية شجاعة امام جبروت الرجال لكن ضعفا خفيا يعصف بكيانها ..تكابر تكابر هل هي حقيقة قوية ام هروب من الانكسار امام مجتمع يموج بتقاليد هجرتها الحضارة .وتنازعتها عقول مؤمنة بالتغيير.
يجب ان اكون كذا كذا كذا لانني مرتهنة بحواجز وسلاسل وضعها موروث بدائي متحجر لا ينفك يحجمني يقيدني لاامل فيما يكتبون يناصرون يناشدون ... ابدا الرجل الشرقي بقبليته بعشائريته بتربيته هو جبل على خدش الزجاجة هو من جرح رهافة الحس وهو وهو دعي انت بكلامك ياهذا...كالطفل عند تاجيج الرغبة فيك كالثلج حين يذوب يجري سلسبيلا عذبا... لا يزال في نشوته يناشد الحب ويناجي الاشواق ...لكن سرعان ماتخبو وتزول يعاود الفجاجة والخشونة البدوية....تعالي ياامرأة امتصي اجل انك كالاسفنجة امتصي واحتوي كل هذا...ياهذا الم تكن بشرا مثلك بل افضل منك بجمال الروح تعطي بكل حواسها تندفع بكل جوارحها اهي مخدوعة...انك جبار اناني لا تقوى على مغادرة الطفولة وتبقى تاخذ بدون ان تعطي ....زرعوا فيك منذ مئات السنين انت الاول ...انت القوام...انت الاسد الهصور لا تفكر ابدا من الخروج من هذه الدائرة الشائكة التي تحيطك بتركات الماضي البدوي وتراكمات الاتربة الصحراوية عربي وشرقي ..انت لن تغادر ..والله لن تغادر ...لانها في دمك في جيناتك ...كم تناديك نخلة امطرت عليك اجمل التمور واحلى واجمل انواع الزهور..ابدا لن تغادر ...يقولون ضعفا حين تبوح النساء ..لا ليس انهزاما ولا ضعفا حين تصرخ بكوامن الاضطهاد وليس انكسارا حين تنادي بقيامتها وصيرورتها ان الشجاعة في البوح المستور واعلانها على من يدعون بالتظاهر الى مناصرتها ....ليموت موروثك الواهي لينتهي جبروتك الاجوف ...ستقف هي وحدها بوجه الريح تحاول اقتلاع جذور مرضت ونخرت وتأكلت .سترتفع قامتها عاليا امام الموج وهي تحمل شراع التحرر والسلام وخلود وجودها.