الزمن يتحدى وفتاة من السعودية تقبل التحدي ...؟



مصطفى حقي
2008 / 8 / 17

هي الحياة باستمراريتها لاتعرف الوقوف وانها دائمة الدوران وباتجاه واحد إلى الأمام أبداً .. خلق الإنسان مجرداً وبين متناقضات الطبيعة والحياة من خير وشر وليل ونهار وفرح وغضب وعدالة وطغيان وسالب وموجب وعليه أن يتكيف مع هذه القوانين المبرمة وسلاحه العقل وإرادة التحدي ...؟
إذاً التحدي والمجابهة مفروضة على الإنسان منذ خُلِق .. ولكن هل كل المخلوقات البشرية تملك إرادة التحدي الذي هو مفتاح الإبداع والتقدم والازدهار .. والمحزن المحبط في الأمر أن الذين خلقوا للمجابهة والتحدي في عالمنا العربي والإسلامي يشكلون نخبة قليلة لا تتجاوزالـ10% وأما الراضخون لتقلبات الزمان والمكان والاقتصاد والسياسة هم الشارع العريض المُسَيْطَر عليه روحياً وبلا وعي وباستسلام قدري راضخ لتعاليم امتدت مئات الأعوام وقد أعطى عقله إجازة أبدية بل انه يخشى استعمالها وإن مرّ بها مروراً فإنه يستغفر مئة مرّة بخوف ورعب متمنياً ألاّ يعيدها .. وقد اعتاد السجود والركوع ... والذين يفكرون ويجابهون ويتحدون .. محاربون ومجابهون بقرارات جهل مبرمة ويكفرون ...
المرأة في الغرب قادت السيارة والطائرة والقطار وغامرت كرائدة فضائية وأنجبت عقولاً مفكرة ومتحدية ورائدة في كافة المجالات واستطاعت أن تتبوأ مركز الصدارة في الشعوب المتقدمة كعالم أول متقدم ونحن نتدرج في عوالم ثالثة ورابعة ..وعاشرة ..؟ ولكن هناك استثناءات تبعث من الظلمات لتكون مصباحاً منيراً لمستقبل شعوبهم برغم الكبت والمنع والتصحر .. وهذا الاستثناء الرائع والذي يبشر بالخير برغم رأي علماء الدين المحبط .. والخبر أنقله كما هو منشور في سيريا نيوز ....


فتاة سعودية تخرق القانون وتقود سيارة لإنقاذ عائلتها
خرقت فتاة سعودية القانون السعودي الذي يمنع قيادة المرأة للسيارة بعد أن اندلع حريق في منزل عائلة "رويدا" بسبب تماس كهربائي أدى لإصابة والدها وأشقائها مما منعهم من قيادة السيارة .<
ونقلت صحيفة الرياض السعودية بأن" رويدا" قامت بنقل أفراد أسرتها الى المشفى في العاصمة السعودية الرياض ودعت " رويدا " بنات جيلها إلى الاقتداء بها والاستعداد لمواجهة أي طارئ معتبرة أنها قامت بعمل بطولي قررت خلاله تجاوز النظام المروري والاجتماعي .
من جهته والد " رويدا " الذي علمها وأخواتها وزوجته القيادة في مزرعته ، أكد أنه يسمح لهن بالقيادة داخل مزرعته فقط كلما ذهبوا هناك .
وأضاف : "لا مجال لمخالفة النظام وأثق أن عائلتي ملتزمة بالأنظمة المرورية ولولا الظرف الطارئ الذي تحل فيه المحرمات لكنت أول من يحاسب رويدا، لكني أتفهم الظرف وأشعر بالفخر بها وبشجاعتها في اتخاذ القرار الصعب"
تجدر الإشارة ان علماء الدين في السعودية يقولون إن قيادة السيارة للمرأة لا تجوز من باب سد الذرائع باعتبار ان القيادة تفضي بالمرأة والمجتمع إلى الوقوع في ( مفاسد عظيمة وعواقب وخيمة ..


وأخيراً أسأل رجال الدين كيف تسمحون للمرأة امتطاء الخيل والحمير بوضعية انفراج الساقين .. ولا تسمحون لها بقيادة السيارة المغلقة وبوضعية احتشام ..؟! والزمن القادم والقريب سيمكن رويدا وأخواتها من قيادة السيارة وبدون أية مفاسد أو عواقب ....؟