تمكين الفتاة السعودية من المشاركة في الأولمپياد (التالي !)ا



ابراهيم عباس نتو
2008 / 8 / 25

حتى و قبل قيام احتفالات اختتام دورة الأولمپـياد الحالية في عاصمة الصين، بيجين،.. هلاّ بدأنا التحرك نحو الولوج في مضامير منافسة الأمم الأخرى..و خاصة في مجالات الرياضة للشباب..و الشابات.

و هلاّ حاولنا تعويض ما فاتنا خلال قرن مضى ..بأن نشرع بالبدء منذ اليوم او الغد ( بل بدءاً من امس! -سأعلق فيما بعد على مسألة "أمس" هذه)،.. و ذلك بالاعداد للأولمپـياد التالي بعد 4 سنوات في أولمپـياد لندن في2012م.

فإن نحن تحركنا ..و تحركنا حثيثاً.. فلعلنا نتحاشى الحظر المنتظر لا سمح الله حينما تصبح السعودية و كامل فرقها -ربما بما يشمل حتى وفدها التشريفاتي- فتصبح محظوزة من المشاركة...بأي لاعب من اي نوع..خاصة بعد ان كانت مؤسسة الأولمپـياد قد نبهتنا و(معنا دولة او دولتان باقية في العالم..) بأنه مع حلول 2010م.. أي حتى قبل سنتين من حلول الأولمپـياد التالي، بأن ستمنع بعدها أي دولة من المشاركة الالومپية إذا كان وفدها ممانعاً لمشاركة المرأة.ا

و لقد كنتُ قد نشرتُ مقالة قبيل صيف هذا العام (بعنوان: "الفتيات السعوديات آتيات") ..طالباً مشاركة المرأة عندنا في أولمپـياد بيجنگ/الصین.. و لو مجرد الحضور المهرجاني والتشريفاتي. و بما أن تلك الفرصة العالمية التاريخية قد مرّت و فاتت في أولمپـياد2008م.. فلا بأس من التمسك بالأمل..مع شيء من العمل..و الحرص على عدم تفويت الفرص المستقبلية لشبابنا و شاباتنا مرة اخرى.ا

بعدما نشرت تلك المقالة..جاء عدد من الردود..شملت النوع المثــِّبط والمعوِّق (بتشديد و كسر الواو..لكي اكون دبلوماسياَ في اختيار مفرداتي هنا). و منهم من تشدق بعبارات(ديموگوجية/ تهييجية)..مثل الاشارة الى ملابس السباحة و "شورتات" قاذفات الجلة و نط الحواجز، الخ،... و كأنما كانت منافسات الألعاب الأولمپـياد مقتصرة على هذين المجالين..و كأن ليس في العاب الأولمپـياد ما يتعدد بالمئات والمئات من الالعاب، في مختلف المجالات.ا

عشمي أن المملكة لا بد وأنها ستتقصى الطرائق للانضمام والمشاركة الفعالة في المستقبل -و خاصة مع حلول أولمپـياد لندن بعد اربع سنوات في 2012م- حيث ان القوانين الاوربية هناك بالتأكيد لن تسمح بمخالفة قوانين و لوائح الأولمپـياد،و خاصة فيما يتصل بمتطلبات تمكين المرأة و مشاركتها. فلا یمکن أن ستسمح بريطانيا ومعها أوربا و بقية العالم الحر بتجاوز ذلك المتطلب الأولمپي ..الذي سيصبح ملزماً -فرض عين- على جميع الشعوب و الدول.

و كما هو معلوم..فإن التجهيز و الإعداد لأي مشاركة أولومپية ذات معنى .. يتطلب ما لا يقل عن 4 سنوات من الانتقاء و الاعداد و التدريبات المتوالية.. لكي يصبح اللاعب او اللاعبة في مستوى من القدرة و من اللياقة للمشاركة الفعالة ..و لو للحصول على حتى ميدالية برونزية..!ا (اما إذا اراد القارئ ان يستفسر..و ربما يستغرب..كيف يمكن بدء التدريب للأولمپـياد التالي ("بدءاً من أمس"!) فإن وصفتي..و شرحي بسيط: سيتم ذلك بعد أن نجعل اللاعب المتدرب يتمرن(اليوم) و لو ببعض التدريبات (لكن بمقدار جهد مضاعف) ..فيكون بذلك عوّضاً عن امس!)

إن الوقت قد حان لتمكين فتياتنا من المشاركة، و لو بدءاً ببعض المجالات ..و لو في بعض المسابقات؛و إن علينا التعامل بايجابية مع قواعد السلوك العالمي تجاه المرأة و البدء بمشاركة فتياتنا في أولمپـياد 2012م.

فما أراه هو تشجيع اشتراك المملكة في كافة المجالات الأولمپـية الممكنة.. مع الضغط بإيجابية و بثبات على لزومية مشاركة فتياتنا في اكثر من مجال متيسر. و ليكن ذلك مضطرداً في التزايد على مر السنين.. مع الحرص كل الحرص على حضور و لو عدد من فتياتنا الرياضيات على الأقل في الأولمپـياد التالي..أولمپـياد لندن في 2012م.. و أن نبدأ من الآن