كيف يُنظر الى المطلقة في الشرق الاوسط



عماد علي
2008 / 9 / 1

لكون الشرق يتميز عن المناطق الاخرى بخصائص معينة و تسيطر عليه العادات و التقاليد الخاصة به وهي منبثقة من الافكار و المعتقدات و الاديان الموجودة تاريخيا في هذه المنطقة التي هي منبعها ، فان الحياة هنا تشهد تعقيدات جمة، و اصبحت المراة بحد ذاتها و بمرور الزمن في هذه المنطقة في الدرجة الثانية لكونها انثى فقط و فُرضت عليها مجموعة من القيود و حددت اطار معيشتها الضيق . هذا بالنسبة للمراة بشكل عام، اما الزواج هنا في الشرق الاوسط يتم من خلال عملية غير طبيعية و يكون في اكثر الاحيان الزواج من اجل الزواج فقط من دون التعمق في توفير الارضية الملائمة الطبيعية العلمية له حتى و ان كان الحب همزة وصل و عامل مهم الذي تبنى عليه عملية الزواج، و لكون العلاقات ظاهرية غير عميقة بسبب الموانع الاجتماعية فتكون المجاملة و عدم اظهار السلبيات و نقاط الضعف للطرفين غالبة على اكثر الزيجات ، و لو كان الوضع طبيعيا و حالات الزواج غير مرتبطة بمصالح الاولاد ،و لو كان الدولة هي التي تكفل الاولاد و حقوق المراة مضمونة و لا يعتمد على تضحية احد الطرفين لكان عدد الطلاق اكثر مما نشاهده اليوم، و كنظرة عامة للزواج و الطلاق فان المدانة دائما هي المراة و ان كانت هي على الحق ، المجتمع الشرقي الذي يعاني تحت وطاة التقاليد و العادات البالية ينظر الىالمراة في هذه المنطقة بعين الريبة و الحذر، و انني على ما اعتقد ان للشرائع و الافكار و العقائد الدينية تاثير سلبي وا ضح على موقف المراة . الملاحظ ان الوضع الاجتماعي في تغيير مستمر ، و بعد التقلبات و التغييرات المستمرة فان نظرة المجتمع كما هي الحالات السلبية الاخرى الى المراة المطلقة في تغيير و يختلف هذه ايضا باختلاف المستوى الثقافي و تفهم الحياة كما هي و بعمق ، و انا متفائل بان هناك آفاق واسعة على توفير فرص لاعادة تاهيل و معيشة المطلقة ، و هذا يختلف من مراة لاخرى ، اي هناك فروق فردية فالمراة العاملة المثقفة المستقلة اقتصاديا تختلف عن غيرها ، و وضع المطلقة في تحسن مستمر من حيث نظرة المجتمع، و يتتجه الى توفير المعيشة الاكثر امانا و حرية اليها .
لو كان الزواج على التفاهم الكامل بين الطرفين دون التجامل الظاهري ،اي لو كان وضع الزوجين من حيث فهمهما و ارتباطهما مبنية على الركائز القوية و الجوهرية يكون الزواج في النهاية هو الذي يفرض نفسه على الطرفين ، و لو كان معاملة الزوجين متساوية و متشابهة قبل و بعد ليلة الدخلة ، اي الزواج ان كان من اجل الارتباط النفسي و الجسمي و ليس الجنسي فقط لكان انجح و يبتعد احتمال الطلاق بينهما ، و اهم العوامل الرئيسة المساعدة على نجاح الزواج هي التكافوء في المجالات الكثيرة و برايي ان المستوى الثقافي الاقتصادي الاجتماعي بين الطرفين هو العامل الحاسم لنجاح اي الزواج .
و لكوني رجل شرقي اؤمن بالزواج المتكافيء و التفاهم التام بين الزوجين و لايهم ان كان اي الطرفين مطلقا، لان الطلاق يمكن ان يكون لاسباب ذاتية لاحد الطرفين و ليس بشرط ان يكون موجودا في الطرف الثاني اي يمكن ان يكون ثقل دفة الحق في الخلافات في احد الطرفين او عدم الانسجام عند الزواج ليس بعيب و يمكن ان ينجح اي كان بعد تجربة فاشلة في تجربة اخرى و هناك الاعداد الهائلة من الزواجات الناجحة بين المطلقين، و المطلقة ليست اقل من العذراء و عدم التفاهم الكامل ينتج منه الطلاق و ليس جازما دائما ان من لايتفاهم مع الاول او الاولى ان لا يتفاهم مع الثانية او الثاني ، و ان اكثر اسباب الطلاق ينتج من اكتشاف ما لم يكن في الحسبان قبل الزواج لعدم الاختلاط الكامل قبل الزواج في الشرق خاصة، و برايي الشخصي ان الزواج من المطلقة او العذراء بعد التاكد من التفاهم و التكافوء من جميع النواحي لا يختلفان عن بعضهما و يكون النسبة كبيرة لنجاحه، و عندما يفكر المثقف بعقلانية و ان كان على مستوى مقبول من الثقافة لا يفرق عنده المطلقة عن العذراء، و في اكثر الاحيان التجرة الثانية تكون فيها الخبرة اكثر و يمكن تفادي الاخطاء و عدم تكرارها و ان كانت هناك قدر كافي من الثقافة العامة يكون انجح من الزواج الاول في الشرق بالاخص،ان لم يعش الطرفان للمجتمع و العادات و التقاليد فقط و ان اعتمدا على افكارهما و ارائهما و ثقافتهما بشكل خاص فمصير الزواج يكون النجاح و السعادة .