الوعي الزائف - الآيديولوجيا



حسين عجيب
2004 / 2 / 10


أستخدم هذه الكلمة بمعناها السلبي فقط,علم الأفكار أو عالم الفكر والتفكير شأن آخر,لا ينفصل عن الوجود.
معروف رأي ماركس بالآيديولوجيا, وتركيزه بالوعي الزائف.فرويد قطع خطوة جديدة, بتوضيحه لمسألة تبعية الوعي والشعور للا وعي , نقد الآيديولوجيا الذي استمر حتى يومنا لم يقلص أثر ها في حياتنا, على الأقل.
فقط أوردت الموقف الفرويدي والماركسي من الآيديولوجيا, للتذكير بتعقيد المفهوم وإستطالاته, وسأكتفي
بعرض وجهة نظري الشخصية بهذا الشأن
نسبة أوحد معين من اللا فهم أو وهم الفهم,موجودة دائما في كل أشكال التواصل الإنساني
وإدراك هذا النقص في الفهم, هو بحد ذاته خطوة متقدمة على طريق الفهم,وعلى تحديد وحصر الجهل.
أسباب اللافهم عديدة ومتنوعة ويتعذر حصرها,أحدها هو الفكر الآيديولوجي كما أعتقد.هل يوجد فكر آيديولوجي
وآخر علمي؟ أكره إدعاء التواضع بمقدار كراهيتي للتبجح, ليس لدي إجابة عميقة, لكن لي رأي بهذا الشأن
الفكر العلمي يقوم على التجربة والقياس,والفكر الآيديولوجي يقوم على الوعد,وهذا الخلاف الجوهري برأيي
لست مؤهلا لمناقشة الفكر العلمي,مع أني أحمل شهادة علمية, هندسة كهربائية ,تخصص طاقة,قد يبرر
هذا الأمر شغفي بالتفاصيل ,وقد يعذر لي تطرفي برفض الآيديولوجيا.
الآيديولوجيا هي الوعي الزائف.الآيديولوجيا هي تبرير الرغبة.الآيديولوجيا هي تفضيل الفكرة على الحياة.
إعتراضي على التعريفات الثلاث يتركز على عموميتها,وهي تقترب من النسق اللغوي على حساب المعرفي
هل من المقبول إقامة تعارض بين الآيديولوجيا والعيش, لا يصل قولي إلى هذا الحد, بل يعيب على المنظومات
الفكرية المكتملة, إعراضها عن الحاضر والمعاش وإهتمامها المقابل على تصورات تمت في الماضي.
سأكتفي بتحديد ثلاث أنماط للفكر الآيديولوجي, شائعة في الحياة الثقافية السورية, وربما في سواها كذلك
النمط الأول إستبدال المسمى بالتسمية, وهذا الحل المعرفي(السحري)يقوم على آلية بسيط وساذجة ,لا يتطلب
أدنى درجات الجهد والبحث, وبنفس الوقت يقدم الرضى الذاتي , بل والقبول الإجتماعي كذلك. هذا
الحل معروف في الرياضيات الأولية, لكنه في الرياضيات يسمى بالحل التافه, وهو ليس كذلك في المجتمع
يمكن حل أي معادلة(مشكلة) بهذه الطريقة كالتالي:لدينا معادلة ,ولتكن من أي درجة, تحوي مجموعة عناصر مجهولة(أ,ب,ج,..),الحل المعرفي يتطلب تحديد قيم العناصر المجهولة, أما الحل التافه فيكتفي
بفرض بسيط: (أ,ب,ج,..)= س, ويتم نسيان أو التغافل عن المشكلة الأساسية, معرفة قيم العناصر, وليس
إضافة مجهول جديد, على الأقل يجعل عملية الفهم أكثر صعوبة في العالم الواقعي الذي نعيش فيه
هكذا حلت كلمة ثورة مكان :سيادة القانون,العدل الإجتماعي,حرية الرأي , ولننظر الى الدول الثورية
ليس ببلادنا فقط بل في العالم كله, يستبدل البشر بكلمة وطن وتستبدل الحقوق بأي كلمة:وطن ,إخلاص,ثورة
النمط الثاني للفكر الآيديولوجي يقوم على إستبعاد الحاضر الواقعي, واستبداله بالإنشاءاللغوي, سمته
الأساسية إدعاء المتحدث أو الكاتب بتجاوز ذاته, فهو ناطق باسم الحق أو الوطن أو المصلحة العليا
جميع من عرفتهم من هذا النمط: كلبيون, شراهتهم بلا حدود للمتع المباشرة:تملك,طعام ,جنس,سلطة..
خطابهم يتمحور على مطلب واحد ووحيد للآ خر :التضحية
النمط الثالث يتمثل بآيديولوجيا اللغة, تتضح في الأدب, ينتفي الدور التواصلي للغة,كوسيلة للتعبير عن
التجربة, وكطريق الى المعرفة , وتتحول اللغة الى غاية .
حاولت الوضوح والتكثيف قدر استطاعتي
هل نحن نتبادل الكلام؟هذا أملي