المرأة والعنف الممارس ضدها



رحاب حسين الصائغ
2008 / 9 / 22

بعد عشية انعقاد مؤتمر ( العنف ضد المرأة ) في نهاية الشهر الثامن من عام 2008 في قضاء رانيا وبحضور عدد من القانونيون والباحثون والاجتماعيون والإعلاميون من عموم كوردستان وعدد من المنظمات المدنية ومنظمة D.O. C. الأمريكية.
وبعد البحث والمتابعة والتدقيق في الموضوع، وجدت المرأة الكردية تمثل النسبة الأعلى في كل الإحصائيات العالمية والمحلية والعنف ضدها في تزايد، رغم وجود كل المعالجات من قبل حكومة الإقليم، ومن خلال نظرتي العامة أن المرأة الكردية في الإقليم لها صورة خاصة في حل مشاكلها، مورس العنف ضدها فاعتمدت الخلاص من اجل الأخذ بحقها، لو فكرنا قليلاً وتخيلنا العملية برمتها بالعكس لاستفاد الشعب الكردي من ثبات هذه المرأة وصمودها وصد الجور عنها بما يليق والحالة التي تعيشها.
لا أريد أن آخذكم بجولة تاريخية عن قضية المرأة وعضويتها في المجتمع، ومطالبتها المستمرة بحقوقها، صحيح المرأة ليس كالرجل بحكم تكوينها الفسلجي، أما من ناحية قدرتها على مواجهة الحياة وعطائها الاجتماعي، فهي كالرجل قادرة على دعم وإرساء خطوط التوجه الثابت عندها، والمرأة التي تواجه مشاكلها بهذه الصلابة فهي تستحق بثقة حمل وسام العز والقوة، لأنها تحمل روح صلبة تسعى في خلق حياة أفضل تشبه خفقان البحر لحظات غضبه، المرأة الكردية أفضل نموذج في الدفاع عن حقها وكسب الأصوات لضمان حقوقها، وظاهرة العنف اكبر دليل على ذلك وإلاَّ ما السبب التزايد في حالات العنف ضد المرأة بكرد ستان؟.
وجميع الإحصائيات والتقارير تقول ذلك، معناه أن المرأة الكردية امرأة لها شخصيتها المتفردة تواجه وتقاوم العنف بطرقها الخاصة والتي أصبحت شائعة ليس لأنها ضعيفة بل على العكس لأنها تحترم نفسها وتعتز بشموخها كبريائها لذلك ترفض الخنوع والخضوع وتدفع حياتها ثمن من اجل التغيير المطلوب لوجودها الإنساني ولتحفل بحياة حرة كريمة تليق بعنفوانها، وما فائدة وجود مجتمع قاسي لا يرحم إنسانيتها، بشجاعة وقوة ذاتية تدافع عن حقها المشروع في الحياة والحرية، لا بشعارات واهية لم تجلب لها الخير ( أما الموت أو الحياة بعزة وكرامة) واحد أسباب العنف ضدها هو تمسكها بشخصيتها مما يدفع بالأخر استعمال العنف لعجزه وضعفه وتخلفه، ولا شيء غير ذلك يدفع المقابل للعنف غير الجهل والتخلف.
وعملية الإصلاح للحد من هذا العنف ضد المرأة، إيجاد عمل بيئي داخل المجتمع بفعل تيار فكري لرفع الظلم والعنف ضد المرأة، والبحث عن الخلل الموجود في جانب معين، وقد يكون خلل تاريخي.
لنبحث في أسباب العنف ضد المرأة في كرد ستان، واجد أن المرأة الكردية رغم كل شيء تتصدى للأفكار الباليه والمقيتة بما تواجهه من عنف لا يتلاءم مع الحضارة التي تلمسها من حولها في كل مظاهر الحياة المترفة، مما يدفعها بعدم قبول الحلول الوسط أو ما تحت الوسط، إذن هي كمن يقول ( ما نيل المطلب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) أو أصبحت تفضل آخر العلاج ( الكي بالنار) ولتكن حياتها الثمن وفناء هذا الجسد أفضل من بقائه كمطية مطيعة، وانسب من الاستسلام والخضوع والخنوع، لذا أقول أنها نموذجا رائعاً للنساء في كل العالم المطالبات بحقوقهن، من اجل التخلص من تسلط الرجل والمجتمع الذي يحد من حريتهن.
1- يتطلب إصلاح وضع المرأة في كرد ستان والحد من العنف الحاصل ضدها، العمل على رفع الغبن عنها ورفع مستواها على الصعيد العام في ممارسة حقها كفرد له كيانه المستقل ورسالته الإنسانية.
2- البحث في أرضية حالتها الراهنة مع معطيات الإقليم سواء الذاتي أو العام عدم الانقياد بمحددات الواقع الاجتماعي والسياسي واعتماد رؤية فكرية تنسجم مع التطلع الإنساني الحضاري.
3- إيجاد قاعدة أساسية لانطلاق في مناقشة وضع المرأة ومستقبلها في أيطار خطاب لأوضاعها المختزلة بين دورها كأم وزوجة وربة منزل، ولا بد من مشاركتها العامة في تتابع مرحلة إصدار القرار في القيادة السياسية والإدارية والاقتصادية وتشجيعها على صعيد العمل الوطني ضمن الإقليم في مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية.
4- وان لا تعامل على أساس (العبدة أو الجارية) وهذا بعيد كل البعد في كرد ستان، بل تعامل على أساس أنها إنسانة حرة غير مضطهدة كي لا يسود فكرها الانفصام الحضاري وقولبة التسلط، وتسقط في مهاوي اليأس والحماقة.
5- السعي في تعليمها هي والرجل والقضاء على ألامية لأنها سبب كل بلا يصيب الشعوب وتقدمها، والرجل يحتاج للإرشاد والتثقيف خاصة في المناطق النائية والريف، ندوات تعزز من موقفيهما في المجتمع والحياة عامةً، مثلا توضيح عدم فرض قيود غير اعتيادية تتعلق بشكلها الخارجي وحركتها العامة، على حكومة الإقليم رفع منسوب المعاناة اليومية والاجتماعية والنفسية للإفراد ولا سيما المرأة، خاصة الحجر الفكري وترسيخ تبعيتها للعائلة، الوصي، المحرم.