حركة إصلاحية حقيقية هي الضمان الأكبر لتغيير واقع المرأة في الشرق



فينوس فائق
2008 / 9 / 27

هناك وجهات نظر تقليدية إزاء قضية المرأة ، هي في واقع الحال وجهات نظر نابعة من عقول ليست تحارب تحرر المرأة فقط و إنما تحارب عملية تغيير المجتمع بشكل عام و ترفض تطور العقل البشري ليس فقط ما يخص وضع المرأة و إنما في كل مجالات المجتمع الأخرى.
فنظرة عامة إلى الواقع الإجتماعي، السياسي، الإقتصادي و الديني في منطقة الشرق بطبيعة الحال تؤكد حقيقة المجتمع الذكوري القائم على أساس نظرية إلغاء إنسانية المرأة و محو شخصيتها ، و التي تستمد قوتها من الفساد السياسي القائم و رفض فكرة الإصلاح بكل معانيها و، حرمان المرأة من مجالين مهمين هما تفسير الدين و المشاركة السياسية. فمشاركة المرأة سياسياً في إدارة شؤون الدولة، و مشاركتها في تفسير الدين و تأويله وفق روح العصر هو الضمان الأكيد في نظري لنجاح أية محاولة للتغيير الإجتماعي و السياسي، و كتحصيل حاصل فإن هذين المجالين و إشراك المرأة فيهما بشكل فعال هو أحد أهداف حركة إصلاحية تأخذ بعين الإعتبار وضع المرأة المأساوي في المجتمعات الشرقية المتخلفة القائمة على أفكار دينية و إجتماعية لا تؤمن بضرورة التغيير و ترفض فكر الإصلاح..
الوقوف ضد مشاركة المرأة السياسية في المجتمع يستمد قوته من وقوف فقهاء الدين ضد فكرة ولاية المرأة في الإسلام الذي يشكل منذ ظهور الإسلام معضلة سياسية كبيرة و حتى يومنا هذا و تدور حولها نقاشات حادة و تقف وراءها أفكار مختلفة.
فمن غير الممكن أن تنجح أية محاولة للإصلاح مالم تشارك المرأة في صنع القرار السياسي. فإزاء قضية المرأة هناك وجهات نظر أخرى تحاول المشاركة في الحوار القائم حول إشكالية قضية المرأة، و ذلك بترديد أفكار و مفاهيم و عبارات جاهزة مثل البطاطس المقشر الذي ينتظر القلي، فهم يقلون فقط، لإظهار أنهم يقولون شيء جديد، يقلون أفكاراً تقليدية في زيوت ماركات غربية.. بمعنى أنهم يتنقلون بين الأفكار الجاهزة التي تقال يومياً و لا يضيفون شيء جديد..
تماما كالسياسة، لا يقول فيها أحد كلمة مالم يرعى من خلال كلمته مصلحة خاصة به، تماما كقضية الشعوب المضطهدة، حتى من حيث نوع الصراع و العوامل و المؤثرات المحيطة بها..
هناك توجه حتى بين النساء يقيس من خلال جنس المقالة، مثلاً هناك من النساء من لا يثقن بأي تفاوض مع الرجل تحت ستار الفيمينستية، الحركة التي تدعوا إلى إصلاح وضع المرأة على أساس إنسانيتها، و بالتالي رفض كل أنواع الحوار بين الجنسين..
ملخص القول هو أن أي حركة إصلاحية في أي مكان لا يمكن أن ننبيء لها بالنجاح مالم تأخذ بعين الإعتبار ضرورة إصلاح وضع المرأة بالمقام الأول، و لن تنجح أية محاولة لإصلاح المرأة مالم تكون ضمن حركة إصلاح شاملة في المجتمع ككل..