لماذا نكتب عن المرأة وحقوق المرأة



قصي المسعودي
2008 / 10 / 5

عندما نكتب عن حقوق المرأة ..فنحن لا نفرق بين النساء ...هذه عربية وتلك مسلمة والثالثة اجنبية ..ان حقوق الإنسان لها صفة الإطلاق . ومن ضمنها حقوق المرأة ..ولكننا نركز احيانا على حقوق المرأة العربية او المسلمة ..ليس لأننا نريد لها ان تتشبه بالمرأة الغربية ( الأوروبية او الأمريكية ) ..فالمرأة الغربية ايضا لم تحصل على حقوقها كاملة ..وهي ما زالت تعاني من الإضطهاد والتمييز والتعنيف وكل انواع الأيذاء النفسي والجسدي ..فطبيعة العلاقات في الأنظمة الرأسمالية التي جعلت من كل شيء سلعة لم ترحم المرأة وجعلتها بدورها سلعة او أداة وظيفتها الترويج لنمط من العلاقات يهدف بالتالي الى خدمة ارباب العمل والقوى الطبقية المهيمنة على تلك المجتمعات ...إذن فإن الهدف من وراء الكتابة المستمرة والمتواصلة حول حقوق المرأة العربية والمسلمة هو دعوة لأن يشارك الجميع ..حكومات ومنظمات مجتمع مدني وافراد ..كل من موقعه وبقدر مايستطيع للبحث عن كل ما من شأنه ان يحمي المرأة وحقوقها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ...وكنت قد كتبت في هذا الموضوع عدة مقالات وقامت على اثرها قيامة البعض وهاجمني من هاجم وشتمني البعض وكفرني البعض الآخر مما زادني اصرارا على متابعة الكتابة حول المرأة وحقوقها واظهار وشرح مدى ما تلاقيهالمرأة العربية والمسلمة من انتهاك لحقوقها الأساسية ( كإنسان ) حسب المواثيق الدولية والشرائع السماوية ...حتى وبما يناقض العادات والتقاليد العربية والإسلامية الأصيلة ..
إن من يتصدى للكتابة عن المرأة وحقوقها وما تلاقيه من اضطهاد منذ ولادتها وحتى موتها في بلادنا العربية والإسلامية ...ليس بالضرورة ان يكون له موقف ضد الدين كما قد يستنتج البعض نتيجة الفهم الخاطيء لطرح هكذا مواضيع ...وللتوضيح اكثر اقول : ان المرأة مضطهدة في كل انحاء العالم ومنتهكة الحقوق ..ولكن بتفاوت بين مختلف مناطق العالم ..ففي البلدان التي تكونت فيها الجمعيات النسائية والمنظمات الحقوقية التي تدافع عن المرأة وتوفر لها الحماية القانونية نجد ان الإنتهاكات أقل ..
وإن حصلت ( وهي تحصل على كل حال ) فإن المرأة هناك تجد من يدافع عنها ويتبنى قضاياها ويوفر لها الدعم المادي والنفسي والحماية الأجتماعية ...اما في البلاد العربية والأسلامية ..حيث البنية الإقتصادية هشة بحيث تحرم الكثير من النساء من الأستقلال الأقتصادي .. وحيث ما زالت ثقافة العيب مهيمنة بما يخدم مصالح الذكورية في هذه المجتمعات ...فنجد ان المجتمع يتغول على المرأة وحقوقها دون رحمة ودون وازع من دين او اخلاق ...وانا لااختلف مع من قد يقول ان هناك الكثير من النصوص الدينية في القرآن والحديث التي تحمي المرأة وحقوقها ..
ولكن حتى مع وجود هذه النصوص نجد ان النقص في التشريعات الناظمة للعلاقات الأجتماعية وعدم وجود آليات لتفعيل هذه النصوص بما يخدم مصالح وحقوق المرأة ...يشجع المجتمع الذكوري على أن يدير ظهره لكل هذه النصوص ...على أهميتها والزاميتها للمسلم الحقيقي ...ويتعامل مع المرأة ..كأي شيء سوى ان تكون انسانا
////////////////////////////////////