عظيمٌ هو نِفاقنا



زهير دعيم
2008 / 10 / 18

منذ نعومة أظفاري ، وأنا أسمع الشّعارات الرنّانة التي تلمع وتبرق في سماء الشّرق ...شعارات كما غيم الصّيف لا أثر للحياة فيها.
"لقد أعطينا للمرأة حقَّها "
" المرأة نصف المجتمع "
"وهل الطائر الا بجناحيْهِ يطير ؟ "
وأثبتت الأيام والسّنون ، أنَّ تشدّقنا كان وما زال هراء وكذبًا وضريبة كلامية لا أكثر ولا أقلّ ، فما زالت المرأة ترزح تحت نير التفرقة والتمييز ألذكوريّ وكأنها تؤكّد المقولة : " انهنّ ناقصات عقل ودين " .
لا تُقاطعني أرجوكَ...فأنا في عجلة من أمري ، ثمّ انني لا أتجنّى ، وإنما أصوّر الواقع المرير بكاميرا الكاتب والمراقب والإنسان .
فأنت يا رعاك الله ، أخي القارئ لو أنعمت النظر في كلّ الأمور وكلّ الأشياء والظروف المحيطة ، لوجدت أنّ ظلم المرأة يصل إلى السّماء ، وما من مُجيب !!.
صحيح ان الله يسمع ولكنه لا يريد كنهجه الدائم أن يلغي إرادتنا . تعال معي إذن في جولة صغيرة نتصفّح من خلالها قوائم المُرشَّحين لانتخابات السّلطات المحليّة العربية ، والتي ستنطلق قريبًا ، تمعّن وقل لي هل هناك مُرشَّحة واحدة تُزيِّن رأس قائمة ما ؟
بل هل هناك مَنْ هي في مكان مضمون اللهمّ الا ما ندر ، وقد تكون النُّدرة شديدة الغور .
ويصرخ العدل العام لماذا ؟!!
لماذا لا نعطي المرأة حقَّها في القيادة ؟ ألا تستحقّ ؟ ألا تستطيع؟
لماذا لا نوافق على زرع إرادتها في تربة أصحاب القرارات ، بل نروح نضع العراقيل أمامها من منطلقات واهية ، غيبيّة ، ظلاميّة ، اثبت العلم بطلانها وزيفها .
ولكنّ السؤال الاهمّ هو : لماذا المرأة نفسها لا تتمرّد على الواقع المرير ؟ ولماذا لا تهبُّ هبّة امرأة واحدة فتقول : لا...كفى .."ثخنتوها " ... لن اسكت بعد اليوم ، لن استكين ولن أرضى بالظلم والتفرقة ـ فمنذ اليوم سيكون النضال المشروع مشروعي .
غريب أمر هذا الشّرق !!وغريب أمرنا نحن الرجال الشرقيين ، فما زلنا ندّعي الفوقية ونمارسها ، والإله الرائع خلقهما ذكرًا وأنثى وعلى صورته ومِثاله ، والمرأة ليست من دون الرجل ولا الرجل من دون المرأة .
عُذرًا قلت الشّرق ..أريد أن أسحب هذه الكلمة ، فهي لا تنسحب على كلّ الشّرق ، ففي إسرائيل ، هذه الدولة التي اتّهم بالتحيّز لها وسأتهم ، لا تكيل بهذا المكيال ، بل لقد قلبت له ظهر المِجنّ .
ِفانظروا معي واحكموا بأنفسكم : انّ السّلطات الثلاث في أيدٍ ناعمة، السلطات الثلاث في الدّولة : التنفيذية والتشريعية والقضائية نعم فليفني خلال أيام قد نٌضحي الرجل الوحيد في الحكومة !!!.
أليس من العار علينا أن نعيش هذا الواقع ولا " نستحي على دمنا" ولا يصرخ ضميرنا من التأنيب .
عظيم هو نِفاقنا ، ندّعي الأشياء ونؤمن بنقيضها ، ولن تتغيّر الأمور ولن تتبدّل إلا إذا غيّرنا تفكيرنا أو إذا هبّت الرّياح غير ما نشتهي نحن معشر الرجال !