غالبية السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية



ابراهيم علاء الدين
2008 / 10 / 19

من الثابت في مختلف الدراسات النفسية والسيكولوجية ان الكبت والقهر يولد سلوكيات مشينة متمردة، تدفع الانسان الى البحث عن كل السبل لتجاوز القيود وتحقيق المراد الذي كلما كان اكثر صعوبة كلما شكل دافعا اكبر للتمرد.
وهذا ما اثبته الداعية السعودي احمد الشقيري في تصريحه الذي اثار زوبعة من ردود الفعل وجاء فيه " ان غالبية النساء السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية".
واضاف " ان الشذوذ الجنسي منتشر في البلد مما يؤكد ان هناك مشكلة والنسبة قد ترتفع، وانني اعني بذلك الاغلبية وليست الاقلية".
ويعمل الداعية الشاب "الشقيري" مقدما لبرنامج خواطر على قناة (mbc) السعودية. واوضح في تصريح لاحق بعد سيل من الانتقادات انه يقصد بالغالبية انه قد تكون النسبة (51 وقد تكون 60 أو 70 أو حتى 90) فالله أعلم ..
هذا واقع الحال في المملكة العربية السعودية ، يصفه احد رجال الدين، حيث يسود الفكر الوهابي الموغل في التخلف والرجعية، وله جنوده وجيوشه وقوات أمنه ومخابراته العاملة تحت اسم "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وحيث الفتاوي لا تتوقف حول المراة وفتنتها وحجابها، واخرها فتوى الحجاب بعين واحدة، وفتاوي الزواج المنفلت من عقاله من حيث التعدد والتنوع، وجهود مجمع رجالات الدين بالحجر على المرأة وعزلها وابعادها عن الرجل، وتحريم خروجها من البيت منفردة، وتحريم الاختلاط، وتحريم مشاهدة التلفزيون وقيادة السيارة، وتحريم سفرها بدون محرم حتى لمدينة مجاورة.
رغم كل هذه القيود وغيرها من القيود الاجتماعية الاخرى المستمدة من قيم المجتمع البدوي واعرافه الا انها لم تمنع غالبية النساء السعوديات من الارتباط بعلاقات محرمة وايجاد السبل والوسائل للالتقاء بالنصف الاخر من المجتمع، وذلك لسبب بسيط وهو ان العزل والحجر لا يتفق وسنة الحياة وطبيعة التكوين الانساني.

وفي مكة ايضا
وتصريح هذا الداعية السلفي ليس هي الدليل الوحيد على حقيقة اوضاع المراة في السعودية التي تزدحم فيها المؤسسات التي تشكل منبعا للافكار المتطرفة المنغلقة المتزمتة وتشكل الحاضن الطبيعي للارهاب والارهابيين في انحاء العالم ، وتشكل قنوات التمويل الرئيسية لكافة المنظمات والهيئات والمؤسسات التي تعمل باقصى طاقاتها لتقويض انجازات البشرية واعادة التاريخ القهقرى.
ففي سياق الكشف عن حقيقة اوضاع النساء في السعودية ذكر تقرير نشرته صحيفة الحياة في شهر اغسطس / تموز2008 ذكرت فيه أن المدن السعودية سجلت خلال العام 2007 رسمياً 280 حالة لأطفال لقطاء أبلغت الجهات الرسمية بالعثور عليهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإحصاءات الصادرة من جهاز الأمن العام حول اللقطاء، كشفت أن منطقة مكة المكرمة تقدمت بقية المناطق وسجلت 95 حالة، بما معدله 33.4 في المائة من الحالات المسجلة بالبلاد.

وفي جدة
نقل موقع العربية التابع لقناة العربية (السعودية) الاربعاء الماضي عن صحيفة محلية قولها ان عناصر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القت القبض على امرأة تحمل الجنسية الأردنية تقيم في جدة، تخصصت في عقد لقاءات بين رجال ونساء بغرض تسهيل ارتباطهم وفق "زواج المتعة".

وقالت الهيئة إنها أعدت كمينا بعد ورود إخبار إليها عما يحصل، "ثم دهمت موقع العصابة ووجدت أنها بالفعل تسهل لقاء شباب مع فتيات تحت مزاعم زواج متعة دون أركان العقد الشرعي من ولي ومأذون وشهود وقبول وإيجاب".

ووفقا للتقرير الذي أعدته (الصحافية سلوى مدني ونشرته جريدة "شمس" السعودية)، قبض برفقة السيدة على ثلاث نساء ومواطن شاب، وأحيلوا جميعا إلى الجهات الأمنية، واعترفوا في أقوالهم لدى التحقيق بما كان يفعلونه، ورفضوا وصف ذلك بالعمل غير الشرعي. إذ قالوا إن ما يقومون به هو مجرد تسهيل لزواج مشروع في بعض المذاهب بحسب ما أوردوه في التحقيق.
ويتضح مما سبق ان هذه طريقة اخرى للتحايل على التشدد والكبت والحرمان تلجأ لها المرأة السعودية، رغم وحشية رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاكمهم الجائرة.
يذكر ان زواج المتعة يحلله المذهب الشيعي ورغم ان المذهب السني يعتبره زنى محرما شرعا، غير ان الكثيرين من السنة رجالا ونساء يرتبطون بعلاقات جنسية بموجبه.
حيث انه لا يتطلب سوى قبول وايجاب من الطرفين (الرجل والمراة) مقابل اجر محدد ولفترة زمنية محددة، ولايصير بينهما توارث في حال وفاة احدهما. وهناك أسساً شرعية علمية فقهية لتشريع المتعة، ويستشهدون بقوله تعالى: {فما استمتعتم به منهنّ}،

45 نوع من الزواج

واذا كان المسلمون الشيعة يجيزون زواج المتعة لحل المشكلة الجنسية في المجتمع كما قال علي بن ابي طالب " لن تجد زانيا او زانية مع زواج المتعة" فان المسلمين السنة والمذهب الوهابي السلفي على وجه الخصوص في السعودية، وامتداداته في جماعات الاخوان المسلمين تجيز انواع من الزواج مثل زواج المسيار او الزواج السياحي او زواج بوي فرند .
كما ان علماء الوهابية يجيزون انواع اخرى من الزواج حيث اجاز المأذون الشرعي لمدينة جدة أحمد المعبي ، عدة أنواع من الزواج مثل زواج "الوناسة" و "المسيار"، و"زواج الإنجاب" و"المحارم" و"الفريند."
كما اعتبر، مؤخرا، زواج المصياف ضروريا لحصانة الرجل من المحرمات خلال سفره وتنقلاته خارج البلاد.
كما تجيز المذاهب الاسلامية الاخرى عددا كبيرا من انواع الزواج تصل في مجملها الى حوالي 45 نوعا.
ورغم ان خبراء العلم الجنائي وعلوم النفس يعتبرون ان كل هذه الانواع من الزيجات هي تحايل على القوانين الوضعية ، وعلى مؤسسة الاسرة الرسمية، وانها نوع من الدعارة المتسترة باسم الدين، الا ان الهوس الجنسي عند بعض رجال الدين جعلت من هذه القضايا الشغل الشاغل في المجتمعات الاسلامية.
وهي بنفس الوقت شكلت متنفسا للرجال والنساء للتمرد على المؤسسة الدينية نفسها وعلى القهر والكبت الذي تمارسه بحق المرأة والرجل سويا.
وهناك العديد من التقارير التي ارودت ازدياد ظاهرة الدعارة بمسمياتها المختلفة ، ومبرراتها (الزواجية الوهابية المتعددة) ليس فقط في الاوضاع الاعتيادية بل وايضا اثناء مواسم العمرة، وهو موسم للعبادة والتعبد. .
حيث تقول تقارير وزارة الداخلية السعودية ان اعداد كبيرة من النساء من داخل المملكة وخارجها يؤمون مكة والمدينة في مواسم العمرة، بهدف ممارسة الدعارة المستترة بالدين، وذلك لاسباب اقتصادية (تجارة الجنس).
وفي مقابلة مع احد العاملين في فنادق مكة المكرمة اجرتها صحيفة سعودية محلية قال" خلال عملي في فنادق مكة والمدينة وجدة تعاملت مع جنسيات متعددة من النساء ومنهن من تعرض نفسها على الزبائن بابخس الاثمان، وبعضهن يعرضن انفسهن وفق ما تشرعه المذاهب من زيجات".
واذا كان الزواج العرفي غير منتشر في السعودية بل يعتبر محرما وفق المذهب السلفي الوهابي فان السنة المصريين يجيزون هذا النوع من الزواج، لذا فان الكثير من النساء السعوديات يتزوجن وفق نظام الزواج العرفي بعقود يبرمنها في القاهرة اثناء زياراتهم الصيفية، وفق ترتيبات مسبقة، او بالقيام بزيارات خاصة لهذا الهدف.

الوعي والانفتاح هو السياج الحقيقي للاخلاق

وهذا يكشف بوضوح ان التزمت الديني والتشدد والتطرف لا يحول دون الفساد والافساد، وان الارهاب والجبر الذي يمارسه رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لايحول دون ان انتشار العلاقات المحرمة في اوساط المراة السعودية كما قال الداعية الشقيري، وان ما يتبجح به شيوخ السلفية وكهان التاسأم السياسي من انهم حراس الفضيلة والشرف ، ينفيه الواقع .. واين ؟؟ في اكثر الدول التي يرتع فيها من يعتبروا انفسهم ممثلوا الله على الارض.
بينما تثبت كافة الدراسات ان الانفتاح والديمقراطية والوعي وانتشار الثقافة والعلاقات الانسانية القائمة على التكافوء هي السياج الحقيقي لاخلاق المجتمع برجاله ونسائه.
وبدلا من التشدد والكبت والارهاب الذي لا يولد الا تمردا وانحلالا، على السلطات السعودية وهيئات المجتمع المدني ان تساعد المراة السعودية على الانحراط الحقيقي في الحياة وعلى اتاحة الفرصة لها لتاخذ مكانها الحقيقي في المجتمع، على الاقل افساح مجالات العمل امامها، حيث ان 76 بالمائة من العاطلات عن العمل في السعودية هن من خريجات الجامعات، وهن يشكلن ما نسبته 41 بالمائة من اجمالي العاطلين في السعودية، وفق ما صرح به الدكتور عبد الواحد الحميد نائب وزير العمل السعودي.
ان ما ورد من معلومات اعلاه هي غيض من فيض، وبالتاكيد لا تهدف باي شكل من الاشكال التشهير بالمراة السعودية، ولكن ولأن الشمس لا تغطى بغربال، فان من حق المراة السعودية ان تعلن تمردها على كل اشكال العبودية والقهرالتي تتعرض لها، وربما في ما سبق نوع من الاحتجاج بصوت عال .. وكان المراة السعودية تقول لرجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكل اصحاب الفتاوي الجنسية والمتخصصة بشؤون المراة .. تقول لهم حريتي واحصل عليها بطريق او باخر مهما فعلتم ومهما كانت عصيكم طويلة وغليظة، ولحاكم طويلة ، وشواربكم منتوفة ، واشكالكم بدائية.