المراة بين كماشتين



علي الانباري
2008 / 11 / 3

المراة وما ادراك ما المرأة كائن جميل اذا ما ابتسم لنا ابتسمت الحياة واذا ما اكفهر اكفهرت
وقد ابتليت هذه المخلوقة الرائعة في هذا الزمن المشؤوم قي عراق الظلمات بمصائب شتى
من بينها تسلط اصحاب الفكر الرجعي الذين اول ما يبدأون به من يطولات هو هز عصاهم
الغليظة في وجه المرأة محاولين فرض قناعاتهم البالية عليها فتراهم يجمعون المئات منهن
لالقاء مواعظ اكل الدهر عليها وشرب ناسين ان العالم يضحك على افكارهم البالية التي تضر
ولا تنفع ولم يكتفوا هم بذلك بل سخروا نساء ناطقات باسمائهم دربوهن كالببغاوات على
كلام معاد مسطح لا يمس الحياة من قريب او بعيد.
لقد أصبحت ألمرأة في العراق الجديد كما يسميه الساسة تعيش حياة مرعبة لا تدري كيف ترضي
هذا وذاك فالتهم جاهزة والقتل لم يعد امرا صعبا على من امتهنوه وكلنا سمعنا ما جرى لنساء
عديدات في البصرة وبقية المحافظات حيث قتلت المئات او اختطفن او او او كل هذا يجري
باسم الشريعة والدين فاية شريعة هذه واي دين؟
ويوم امس كنت وبعض الاصدقاء امام شاشة احدى الفضائيات وخرجت علينا نائبة في البرلمان
ترتدي ملابس كانت جداتنا يرتدينها في القرن التاسع عشر وكانت تناقش الاتفاقية العراقية
الامريكية وكان مظهر هذه النائبة بلا مهابة او ذوق حضاري مما حدى باحد اصدقائي وكان
صاحب نكتة بالقول والله العظيم اول ما خرجت هذه المراة حسبتها بائعة لبن او خضرة في
احد اسواق بغداد فبدأ الجميع بالقهقهة وهم يتعجبون مما يجري في العراق الجديد .
كلنا يتذكر كيف كانت المراة في السابقوكيف كان مظهرها يسر النفوس حين نراها في الدائرة
او المستشفى او سائقة لسيلرتها الخاصة.
ان ما وصلت له المراة الان من امتهان واستغلال وتخويف ليس كافيا في عرف القائمين على
الامور فهم يريدون مزيدا من التضييق والخنق فقد ياتي اليوم الذي يطالب به هؤلاء بفصل
الطالب عن الطالبة في الجامعات وفصل الموظف عن الموظفة في الدوائر قارعين طبول
الحرب على هذا الكائن المبتلى بهيمنة اناس ما يزالون يعيشون في كهوف التاريخ وظلماته.
والمجتمع لا يخلو من تحمل المسؤولية عما يجري لنصف المجتمع المتمثل بالنساء فهو سريع
الانقياد لهذا الراي او ذاك متوهما ان هذه الاراء مقدسة وهي ليست كذلك فالحياة تسير الى
الامام والعالم لاينتظر النائمين والفاشلين.
ان المراة العراقيةبين كماشتين هائلتين هما السلطة الثيوقراطية المعتمدة على آراء جاهزة
سلفا لا تقبل النقاش فما بالك بالرفض والكماشة الاخرى هي العجز الاجتماعي عبر الرضوخ
الى السلطة القامعة دون انين او شكوى وكان الامر شيء مسلم به.
ان الحل لا ياتي الا من خلال رفض شامل لكل الافكار الرجعية الموروثة من عصور التخلف
والجهل التي يدفع الشعب فواتيرها حروبا ومآسي وفقرا مما جعل حضارات اخرى تفرض
هيمنتها وتسلطها على كل من يناطح صخرة التقدم ويعيش على هرطقات الماضي واباطيله